|
في الخليل.. بورسعيد تعاد من جديد.. ولكن بنكهة اخرى
نشر بتاريخ: 25/02/2012 ( آخر تحديث: 25/02/2012 الساعة: 14:41 )
بقلم - ولاء الشرباتي
وقف العالم كله.. الاعلام عموما والرياضي خصوصا في بورسعيد مذهولا عشية مباراة الاهلي والمصري البورسعيدي.. ليس لنتيجة المباراة, ولا لفوز هذا او ذاك. ولم تكن المباراة في الوقت نفسه تحدد بطل الدوري او مباراة الهبوط .. وليس بسبب فوز البورسعيدي غير المتوقع على الاهلي.. ليس لاجل ذلك كله. ولكنه وقف مذهولا امام فاجعة اصابت الكرة العربية والعالمية عموما لمقتل 77 مشجعا للاهلي واصابة ما يقارب الالف في هجوم وصفه الكثيرون بانه سياسي يتعدى مفهوم الفوز والخسارة داخل الستطيل الاخضر. ايام فقط .. ما فصل الفاجعة واقتحام الجماهير لارضية ستاد بورسعيد عن تلك الحادثة المشابهة في الدوري الفلسطيني . فجماهير شباب الخليل (العميد) كررت الفعلة , ونزلت باعداد كبيرة مقتحمة أرضية ملعب فريقها ستاد الحسين بن علي الدولي في الخليل, ليس لأجل القتل ولا لاجل التخريب, ولا لاجل لوحة (مستفزة) رفعت هنا أو هناك, ولكن كان هجوما عفويا عقب الفوز الكبير والمستحق الذي حققه فريقهم على المتصدر هلال القدس ضاربا اكثر من عصفور بحجر واحد. فبهذا الفوز حرم شباب الخليل غريمه هلال القدس فرصة تحقيق لقب الدوري على ارضه وهو ابرز الملاحقين, وفي الوقت نفسه مقلصا فارق النقاط ليبقي على حظوظه في المنافسة على اللقب, وايضا ملحقا بأسود العاصمة أول خسارة في الدوري بعد 14 جولة على بداية منافسات الدوري في اغسطس من العام المنصرم. |165708| جماهير العميد التي اجتاحت الملعب على هيئة طوفان بشري, كانت تهتف باسم فريقها وباسم لاعبيه, فرحا بما قدمه الفريق من اداء خصوصا في الربع الاخير من المباراة حينما قلب اللاعبون تأخرهم بهدف من خطأ مزدوج بين اللاعب موسى ابو جزر وحارس المرمى محمد شبير استغله هداف الدوري مراد عليان افضل استغلال وكان يضمن للهلال لقب الدوري الى فوز بهدفين لهدف تحقق في اخر اللحظات بقدم المبدع فهد العتال والمهندس محمد جمال حملهم الى النقطة الـ 32 ومبقيهم في المركز الثاني في لائحة ترتيب الدوري. فوز مستحق وفي اللحظات الاخيرة .. كان الاجمل فيه انه اتى بقدم لاعب هلال القدس السابق محمد جمال والذي رحل عنه مع بداية الموسم الحالي. جمال والذي ابدى فرحه الشديد بتسجيله هدف الفوز حينما تجاوز كل الحواجز التي تفصل المشجعين عن الملعب ليعيش اللحظة بين الجماهير العاشقة في المدرجات, معبرا عن انتمائه الشديد لجماهير العميد برفع فانيلة كتب عليها (فداك يا عميد) .. وجملة اخرى (الى ارواح الشهداء) مذكرا الجميع بالحادثة المروعة التي هزت فلسطين قبل المباراة بيوم واحد حينما انقلبت حافلة كانت تقل اطفالا ادت الى وفاة قرابة 6 اطفال ومعلمتهم واصابة العشرات. هكذا كانت الفرحة ساخنة وحارة جدا رغم برودة الجو المهيأ للثلوج, وهكذا عبرت ما يطلق عليها (فاكهة ملاعب فلسطين) عن فرحتها, راسمة فوق المدرجات اجمل لوحات التشجيع, وفي الوقت نفسه اعطت الدروس لكثيرين ان الفرحة بالفوز اجمل واسمى واعز من ان تعكر بالانجرار خلف فئات مندسة او اطروحات جاهلة, وأن اجمل ما يمكن اهداؤه للاعبيهم الذين ناضلوا لاجل الفوز هو (زفــة) خليلة فوق الميدان تليق باسم فريقهم وباداء لاعبيهم, وتبقيهم كم هم دائما, فاكهة ملاعب فلسطين والرقم الصعب في ارباك حسابات المنافسين داخل الميدان باعتراف العديد من ضيوف هذا الملعب, وراسما اجمل لوحة تزين جنبات ملاعب الضفة الخضراء, ولافتا نظر العالم كله الى أن فلسطين وأنديتها وجماهيرها, وان كانت ليست من كبريات الفرق في العالم من الناحية الكروية, لكنها حتما بذلك تحتضن في طياتها دوريا وجماهيرا تستحق ان ترفع لها القبعة من الجميع. للتواصل عبر الفيس بوك http://www.facebook.com/SpainNationalTeam |