وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ذكرى وفاء للصديق والحبيب المرحوم د. راسم يونس ( أبوسلام ) في ذكرى الأربعين لذكرى وفاته ..

نشر بتاريخ: 06/12/2006 ( آخر تحديث: 06/12/2006 الساعة: 18:09 )
بيت لحم - معا - بقلم محمد النادي -

إذا كان الزمان خير طبيب لمداواة جراح الفراق فلا نظنه قادراً على جعلنا ننسى الأعزاء الذين رحلوا عنا، صحيح أن الحياة تستمر في جميع الأحوال، الكرة الأرضية لن تتوقف عن الدوران، ولن يتوقف تعاقب الليل والنهار، وأن تعلن الأرض إمتناعها عن إثبات الربيع والأزهار، ولن يتوقف نحل عن إمتصاص الرحيق، لكنه صعب علينا في هذا الظرف العصيب أن نصدق أن آبا إسلام الحبيب لم يعد بيننا ..

أربعون يوماً تفصلنا عن رياضي تربى وترعرع وعاش على حب الرياضة والرياضيين - لاعباً وحكماً وإدارياً وناجحاً ومحاضراً فذاً وكاتباً متمكناً - وعمل من أجلها السنين الستين وكان فعلاً موسوعة رياضية يلجأ إليها في الظروف الحالكة العدو والصديق، إنه الدكتور راسم يونس /أبوإسلام .. ساءلت النفس عن أي شيء أتكلم في مقامي هذا، عن سيرة الرجل في رحلة حياته الرياضية الطويلة، والتي وجدتها ككتاب على علاقة من العناوين ما يدفع الإنسان لأن يقلب صفحاته فيأخذ الإعجاب تارة، والفخر به تارة أخرى والوقوف معه، ومشاركته العناء وركوب الصعاب مرات مرات .

وجدت أبا إسلام كراكب قارب في بحر عاتي الأمواج كثير التيارات، ولكنه قاد قاربه موجهاً بوصلته نحو الشاطىء الذي يريد، غير عابىء بما يواجهه من إنواء وعواصف ممزقة أشرعته ومحطمة لمجذافه، ولكنه أبحر وأبحر وقارب نجاته الآمال الكبار التي حمل .. رحل أبو إسلام تاركاً بصماته في كل محطة وقف عندها، تاركاً رفاق درب وحياة، بادلوه الوفاء بالوفاء، وشاطروه الآمال الكبار، وآمالنا بهم لا يثلم لهم سيف ولا يجف لهم مداد قلم .

أبا إسلام : لقد شق عليَّ رثاؤك منذ أن ترامى أليَّ نعيك وعظم في القلوب فقدك، والمصاب جلل، والنكبة أعظم من أن تهون، أما أنتم آل الفقيد، فهنيئاً لكم ولجميع رياضيي فلسطين، نبته طيبة نبتت في أرضكم وعاشت بين ظهرانيكم وتركت لكم ولنا الرياضيين وشعبنا الفلسطيني ما تركت من صفحات مضيئة في ظلام دامس .. اللهم لقد جعلت لكل اجلٍ كتاباً، وهذا كتاب أبوإسلام بين يديك صفحات مشرقة، وهب لنا .. يا الله .. من لدنك على فقده صبراً جميلاً ..رحم الله فقيدنا أباإسلام رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً ..