|
صحيفة اسرائيلية تكشف موافقة تل أبيب على المبادرة السعودية.. وحماس تصفها ببالونات حرارية لا أكثر
نشر بتاريخ: 07/12/2006 ( آخر تحديث: 07/12/2006 الساعة: 12:58 )
بيت لحم- غزة- معا- كشفت مصادر اسرائيلية شديدة الاطلاع ان واشنطن عادت للعب دور ثقيل في جهود الوساطة السياسية بين اسرائيل والعرب عموماً وبين اسرائيل والفلسطينيين خصوصاً.
وتهدف الجهود الامريكية الى "تعديل" المبادرة العربية ( السعودية) لتوائم التحفظات الاسرائيلية, وسط خشية اسرائيلية من انها ستضطر الى العودة الى حدود 1967 حين تبدأ المفاوضات. وتساءلت صحيفة "معاريف" اليمينية الاسرائيلية" هل يجري اعادة المبادرة السعودية الى الحياة؟ واجابت: ان الولايات المتحدة الامريكية تدير اتصالات سرية مكثفة لتنسيق المبادرة السعودية مع التحفظات الاسرائيلية. مصادر سياسية رفيعة المستوى في اسرائيل قالت ان الفكرة الاساسية في المبادرة السعودية باتت مقبولة على اسرائيل, والفكرة التي ظهرت للضوء في القمة العربية الطارئة في بيروت عام 2002 ان تعيد اسرائيل للعرب اراضيهم المحتلة مقابل سلام وتطبيع. وحسب الصحيفة فان دولاً مثل الاردن تلعب الان دوراً وساطياً مكثفاً بهدف الخروج بصيغة مقبولة يوافق عليها الاسرائيليون والعرب. وتقول معاريف إن دولاً مثل السعودية والاردن ومصر والامارات ( وهي دول عربية متزنة) في عين الاتصالات المكثفة مع اسرائيل الراغبة في البحث عن حل سياسي. وتعّول اسرائيل وامريكا على السعودية ان تقود تغييراً في العالم العربي اذا اسرائيل وافقت على مبادئ المبادرة ( هذا سيؤدي الى تغيير كل المنطقة ونحن الذين سنقود التغيير) قال السعوديون. وفي لقاء ثنائي ضم الرئيس جورج بوش ورئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت في واشنطن الشهر الماضي, طلب الرئيس الامريكي من اولمرت ان يستمدح في اقواله المبادرة السعودية وان يفتح في اسرائيل نوافذ قبولها من اجل تجهيز الرأي العام واعطاء فرصة للامريكيين ان ينسقوا المبادرة على مقاسات اسرائيل. وتقول صحيفة معاريف ان احدى الاحتمالات ان تقبل اسرائيل المبادرة السعودية ( مع بعض التحفظات) تساوي حتى الان قبول اسرائيل خطة خارطة الطريق في العام 2001. والرفض الاسرائيلي الحالي للمبادرة ينحصر في دعوة المبادرة اسرائيل للعودة الى حدود 67 بمجرد ان تبدأ المفاوضات, وهو ما يثير رفض جهات في اجهزة الامن والجيش وتحفظها من ان السعودية تكون فعلاً قادرة على قيادة مفاوضات عربية وتغيير الشرق الاوسط خلال فترة قصيرة. ويشار الى ان المبادرة السعودية هي المبادرة العربية التي قبلها العرب في مؤتمر القمة العربية في بيروت في ربيع 2002 وقدمها الامير عبد الله بن العزيز آل سعود ( الملك السعودي حاليا) وبموجبها تنسحب اسرائيل الى حدود 67 وتسمح بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى دولتهم, وقد استند آل سعود في مبادرته على قراري الامم المتحدة 242 و 338 اللذين نصا على الانسحاب وكذلك القرار 194 الذي دعا الى اعطاء الفلسطينيين حق العودة الى منازلهم. وفي حينها رفض رئيس وزراء اسرائيل ارئيل شارون المقترح السعودي كما رفض مبادرة جنيف في العام 2003 وطرح خطة اسرائيلية خاصة به. من جانبها اعتبرت حركة حماس أن قيام الاحتلال بمحاولة إحياء المبادرة السعودية بعد ثلاث سنوات من رفضه لها بمثابة محاولة انقلاب واستغلال لحالة الحراك الدولي السياسي الإيجابي باتجاه القضية الفلسطينية. وعبر عن هذا الرأي الناطق باسم حركة حماس في قطاع غزة فوزي برهوم الذي قال لـ "معا" إن إسرائيل تحاول ان تستغل الحراك الدولي وتلتف عليه بمبادرات وهمية حيث تطلق بالونات حرارية فقط ولا تقدم شيئاً عمليا. واعتبر برهوم ان دولة الاحتلال باتت تشعر بحرج أمام فشل السياسة الاميركية في المنطقة وخاصة في العراق والاراضي الفلسطينية وبالتالي تحاول ان تحيي مبادرت رفضتها قبل ثلاث سنوات. وقال إن المطلوب من دولة الاحتلال هو خطوات عملية وجدية باتجاه الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني والقبول بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على الاراضي التي احتلتها عام 67 وعودة اللاجئين وفق قرار 194، وإطلاق سراح الاسرى والمعتقلين. وأضاف برهوم أن ذلك ياتي ضمن افق سياسي اعطته حماس مؤكدا ان ذلك يحتاج إلى خطوة عملية من قبل دولة الاحتلال. |