|
غزة: عندما تعكس" كاميرا" الشباب حق المواطن في المياه والصرف الصحي
نشر بتاريخ: 03/03/2012 ( آخر تحديث: 03/03/2012 الساعة: 09:02 )
غزة -معا- وقفت ليلى النجار 19 عاماً، أمام قصة مصورة تستعرض حق المواطن في الحصول على مياه شرب نظيفة، فيما قدم هاني الرملاوي 20 عاماً، شرحاً مفصلاً حول قصة مصورة أخرى تتناول خط سير برك الصرف الصحي من وسط قطاع غزة ـ مروراً بالوادي ، حتى إنتهائها بشاطئ البحر.
وقالت النجار: إرتأت الفتيات والشباب المشاركون في المعرض ، تسليط الضوء على حقوقهم ومعاناتهم هذه المرة عبر الكاميرا، والصورة الفوتغرافية التي تساوي مليون كلمة، مشيرةً إلى أن المواطن في قطاع غزة لا زال يعاني في القرن الواحد والعشرين، من الحصول على مياه شرب نظيفة. وقال الرملاوي: اختلاط مياه البحر بمياه الصرف الصحى خطر يداهم الغزيين كل عام ،ويهدد المياه الجوفية المتضائلة، مشيراً إلى أن الفريق المشارك في التصوير تابع خط سير مياه الصرف الصحي من البيوت حتى برك تجمعها وسط القطاع ، وصولاً إلى مصبها في البحر. وكانت إختتمت جمعية إنقاذ المستقبل الشبابي معرضها الأول للصور الفوتغرافية "متعطشون للعدالة"، المنفذ ضمن مشروع تمكين قدرات الشباب، من أجل مناصرة الحق في المياه والصرف الصحي،بالتعاون مع إتلاف"إيواش"، وتمويل مؤسسة أوكسفام البريطانية. واوضحت النجار أن التقارير الصادرة عن مصلحة مياه بلديات الساحل تشير إلى إزدياد إختلاط مياه البحر بالمياه الجوفية عاماً بعد الأخر في قطاع غزة، من البحر غرباً وحتى شارع الجلاء وسط القطاع،لافتةً إلى أن الجمعية وفريقها الشبابي إرتأوا تسليط الضوء على الإشكالية المتفاقمة بطرق أخرى غير المعهودة، أملاً في لفت الإنتباه اليها، وتحريك المياه الراكدة في المشكلة التي تتراوح مكانها منذ أعوام. وأوضح الرملاوي أن مشكلة الصرف الصحي التي لا يزال يعاني منها سكان قطاع غزة ، أرقت أيضاَ الفريق الشبابي المشارك في المشروع ، لافتاً إلى أن الفريق تنقل بين كافة تجمعات وبرك ومستنقعات الصرف الصحي ، لتسليط الضوء عليها ، متحملاً عبء العمل الهادف والرائحة والمكان ، وصولاً الى صورة ناطقة ، يشم رائحتها المواطن يومياً ، لكنه يترفع عن مشاهدتها. وكان نحو 15 فتاة وشابا ، شاركوا في تنفيذ المشروع خلال أربعة أيام متواصلة من التنقل بين جنوب ووسط وشمال قطاع غزة ،بعد أن تلقوا تدريباً متكاملاً خلال مشروع تمكين قدرات الشباب، من أجل مناصرة الحق في المياه والصرف الصحي ، إنتهي بتوثيق وتصوير المناطق المستهدفة ، بعد تلقي تدريب أخر على مهارات التصوير الرقمي. وأوضح فتحي الحاج 20 عاماً، المشرف على المشاركين ميدانياً، أن الفريق يضم طالبات وطلبة الجامعات، المتطوعين في الجمعية ، والمشاركين في المشروع ،كان يشعر بسعادة بالغة خلال العمل الميداني رغم قساوته ، انطلاقاٌ من الاحساس بالمسؤولية والمواطنة. وقال : مشكلة المياة والصرف الصحي مشكلة تعاني منها نسبة كبيرة في القطاع ، والمشاركون في العمل هم شريحة شبابية يتابعون بكثب معاناة الناس وهم جزء من الناس، وعملوا خلال الشتاء والبرد ،وروائح الصرف الصحي وتنقلوا من الجنوب إلى الشمال لتوثيق هدفهم بالصورة . ولفت إلى أن المعرض تناول زوايا أخرى وقصص إنسانية للمشروع من ضمنها، تسليط الضوء على مياه الأمطار وغرق الشوارع في مخيم الشاطئ بغزة، إضافة لمعاناة أصحاب البيوت الذين لا زالوا حتى اليوم يعتمدون على الحفر الإمتصاصية في الصرف الصحي . وقالت عبير أبو شاويش منسق المشروع :أن المعرض الذي أئمه ما يزيد على 500 شخص في يومه الأول ، وممثلوا قطاعات ومؤسسات مختلفة ، لم يقف عند حد المشكلة في قطاع غزة وفقط ، بل تم عرض صوراً وصلت عبر المؤسسة الممولة من الضفة الغربية ، ليتضمن المعرض صوراً من غزة والضفة ،تتناول الحق في المياه والصرف الصحي في شطري الوطن. وأوضحت أن الجهد الشبابي المميز ، سواء في إنجاز المعرض، وإلتقاط الصور ، وكذلك المشاركة والحضور ، أكد ضرورة فتح المجال أمام الطاقات الشابة للتعبير عن إشكالتهم الحياتية ، والدفاع عن حقوقهم بطرق مختلفة ، مشيرةً إلى أن للصورة هذه المرة كان النصيب الأكبر في تسليط الضوء على حق المواطن في المياه والصرف الصحي. وكانت أصدرت الجمعية كتيب ونشرات تتناول حقوق المواطن في المياه والصرف الصحي ، وملخص حول أهداف المشروع وخطوات عمله ،وزار المعرض الذي أقيم في مقر الجمعية ، العديد من الأجانب ، والحقوقين ،وممثلوا المؤسسات المختصة. وأوضح إبراهيم العجلة مدير دائرة الإعلام في مصلحة مياة بلديات الساحل في غزة ، أن الجهد الشبابي المميز بالصورة والكاميرا، لتسليط الضوء على حقوقهم في المياه والصرف الصحي يساهم بشكل كبير في إبراز الإخطار التي يواجها المواطن في قطاع غزة ،مشيراً الى تنسيق ومساعدة المصلحة مع الفريق المشارك والجمعية خلال عملهم ، وتسهيل مهامهم ، وتوفير الإذونات الكاملة لهم بالتصوير في كل المناطق المستهدفة، بعد إطلاعهم علي خريطة مستوفاه لها. وأشادت الحقوقيه فاطمة عاشور بالمعرض، مؤكدةً أن الصورة الفوتغرافية ، عكست معاناة المواطن ومشكلاته ، وقدمت شرحاً وافياً للواقع الحقيقي للحق في المياه والصرف الصحي في قطاع غزة ،بلغة مغايرة لورشات العمل والندوات. وأشارت الفتاة زران النجار المشاركة في فريق التصوير،إلى أن إحساسها بالإنجاز الإنساني والوطني ،كان أكبر من وقتها وتعبها بصحبة الفريق لأنجاز المشروع ونجاحه. وأوضح الشاب إبراهيم عبد اللطيف أن الكاميرا وفقت تماماً في الإشارة للمشكلة ، وكانت بمثابة عين الجمعية المسلطة على حق المواطن في المياه والصرف الحصي . |