وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وزارة الاسرى: الاسرى يهددون بحرق السجون بظل تصاعد الاعتداءات

نشر بتاريخ: 03/03/2012 ( آخر تحديث: 03/03/2012 الساعة: 15:38 )
رام الله - معا - أفاد تقرير صادر عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين أن حملة من القمع تجري بشكل مدروس ومبرمج تشنها سلطات الاحتلال على الأسرى من خلال وحدات قمع خاصة تداهم أقسام وغرف المعتقلين في منتصف الليل مدججة ومسلحة بكل أدوات القمع والبطش بحجة التفتيش والبحث عن أجهزة خلوية، وأن هذا الادعاء مجرد غطاء لعمليات سيطرة وردع وقمع وخلق أجواء رعب في صفوف الأسرى.

التقرير أشار أن هذه الهجمات على الأسرى أصبحت شبه يومية ومكثفة تقوم بتدمير وتحطيم محتويات الأسرى وأغراضهم الشخصية وتحول غرف الاسرى الى ركام ودمار من خلال خلع الأبواب والشبابيك وحفر الحيطان وتمزيق أغراض الأسرى والعبث فيها.

ويرافق سياسة المداهمات لغرف الاسرى الاعتداء عليهم وتفتيشهم بشكل مذل ومهين وإخراجهم الى الساحات أو أقسام أخرى لساعات طويلة، دون تقديم الطعام لهم أو السماح لهم بقضاء الحاجة، وأحيانا يتم ترك الأسرى في ساحة السجن لأكثر من 8 ساعات في البرد والعراء لحين انتهاء التفتيش.

لا يرون أحدا:
الأسرى أمام هذا الوضع هددوا بحرق السجون إذا استمرت هذه السياسة العدوانية والمذلة، وقالوا في رسالة وصلت من سجن نفحة الصحراوي الى وزارة الأسرى: لم نعد نطيق هذا الوضع، لم نر منذ عشر سنوات عمليات إذلال واعتداء وضغط علينا مثلما رأيناه خلال السنوات الأخيرة، فالوضع لا يطاق وقابل للانفجار في أي لحظة.

الأسير محمد الآغا من سكان قطاع غزة المحكوم 15 عام قال أن قوات القمع تحرث غرف الاسرى ولا تترك وراءها إلا خرابا وركاما كأنها في ساحة حرب، يفعلون كل شيء كأنهم لا يرون أحدا، ولا يقتصر الأمر على التفتيشات بل العقوبات المرافقة لذلك بزج أسرى في الزنازين، وضرب أسرى، وحرمان غرف وأقسام من الزيارات أو من استلام الكنتين وفرض الغرامات.

وقال الآغا: سلطات السجون تفرض عقوبات على الاسرى بطريقة أخرى كتحويل غرفهم الى زنازين مغلقة، يمنع خروج سكان الغرفة الى الساحة، وتصادر أجهزة التلفاز منهم، ويحرمون من حقوقهم جميعها، وذلك كإحدى وسائل العقاب التي ترافق عمليات الاقتحام والمداهمة.

الهجمة العنيفة على أسرى النقب:
ما جرى في سجن النقب يوم 21/2/2012 يعتبر نموذجا صارخا على فظاعة وبشاعة سياسة الاقتحامات والمداهمات للأسرى، عندما اقتحمت القوات قسم (7) في السجن، حيث تعاملوا مع الأسرى بعنف جسدي ولفظي ، وقاموا بضرب بعض الأسرى، وتصرفوا بطريقة قاسية وعنيفة، وتلفظوا بألفاظ نابية ومهينة بحق الأسرى.

ويقول الأسرى في رسالتهم التي وصلت الوزارة هذه القوات جاءت لتهدم وتخرب وتحطم حياتنا وأمتعتنا السياسية التي ترتكز حياتنا عليها، وشكلت هذه الهجمة سابقة خطيرة تضمنت الترهيب والاهانة دون إظهار الاهتمام والحساسية للحياة الإنسانية، حيث لم نلحظ خطا أحمر يفصل بين السلاح القاتل الذي تحمله هذه القوات والذي وجه مباشرة للأسرى، وبين الحفاظ على حياة الأسير.

ويقول الأسرى في رسالتهم: الذي يثير السخرية هو انه كل هذه الحالة المريرة والقاسية افتعلت تحت شعار ( التفتيش) ، وهو ستار لعدوان مبيت علينا، ولا ننسى أن هذه القوات الوحشية هي نفسها التي قتلت الأسير محمد الأشقر عام 2007 وجرحت أكثر من 250 أسيرا تحت نفس الحجة والشعار.

ويتابع الأسرى في رسالتهم: أن دخول قوات القمع بأسلحتهم القاتلة وكلابهم المتوحشة علينا هذا يعني أنهم قرروا ارتكاب جريمة بحقنا واستباحة حياتنا والاستهتار بكل القيم والمباديء الإنسانية، وهذا الوضع لن نسكت عليه، فالأمور أصبحت غير قابلة للصمت ، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى.

الهجوم على أسرى عسقلان:
بتاريخ 27/2/2012 اقتحم ما يقارب 300 جندي من قوات النحشون والمسادا أقسام 4+5 في سجن عسقلان ، مدججين بالأسلحة والكمامات والأقنعة، وقامت بالاعتداء على الأسرى وتكبيل أيديهم وتعريتهم ونقلهم لغرفة انتظار الزيارة وباشرت بعمليات تفتيش وعبث في الغرف التي استمرت من ساعات الفجر وانتهت حتى الساعة الخامسة والنصف مساءا، وقد أحدثت تدمير شامل للغرف التي تم اقتحامها.

ويقول ممثل أسرى عسقلان الأسير ناصر أبو حميد : إن قسم 5 قد تحول الى قسم عزل انفرادي دون إبداء أي أسباب لهذه المعاملة، ومنع الاسرى من المغادرة، وكل ذلك جرى كرد فعل من إدارة السجن على إعلان الاسرى الإضراب التكتيكي لمدة يوم واحد من أجل تحسين شروط الحياة الإنسانية للأسرى.

وقال أبو حميد أن إدارة السجن قامت بعزل عدد من الأسرى وهم إسماعيل الشراونة وأحمد بركات ومحمد أبو حميد ، وجرى نقل عدد آخر الى جهة غير معلومة ، وان إدارة السجن فرضت عقوبات وإجراءات على الأسرى مثل سحب الأدوات الكهربائية، ومنع زيارات الأهل ومنع الكنتين والحرمان من الخروج الى الفورات، ومنع التزاور بين الغرف وغيرها.