|
"فوبيا الثلج" تجتاح القلوب وتحاصر الناس بجوار المواقد في البيوت
نشر بتاريخ: 03/03/2012 ( آخر تحديث: 04/03/2012 الساعة: 10:04 )
بيت لحم- تقرير خاص معا- سيطرت حالة من الخوف والرهاب على معظم المواطنين الفلسطينيين نتيجة التحذيرات "المبالغ" فيها جراء العاصفة الثلجية الأخيرة التي وصلت فلسطين ما دفع وزارة التربية والتعليم في الضفة وغزة الى إغلاق المدارس فيما تسابقت الجامعات على اعلان تعليق دوامها وفرضت حالة اشبه بمنع التجول في العديد من شوارع الضفة الغربية فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها وقد وصف بعض خبراء علم النفس ذلك بـ"فوبيا الثلج".
احد أصحاب المخابز في مدينة بيت لحم قال لـ"معا"، ان نسبة إقبال المواطنين على شراء الخبز قبل وخلال الموجة ارتفعت الى ما يقارب 20 %، فيما اخذ المدخنون بتخزين علب الدخان تحسبا لأي طارئ. والفوبيا هو مرض نفسي يعني الخوف الشديد المتواصل من مواقف، هذا الخوف يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر. خضر مصلح استاذ علم النفس في جامعة بيت لحم اعرب عن استغرابه من حالة القلق الشديد التي سيطرت على المواطنين نتيجة تساقط الثلوج ما دفع المدارس والجامعات لاغلاق ابوابها في الوقت الذي تسابق المواطنين على اخذ أطفالهم للعب في الثلوج والتقاط الصور التذكارية. لكنه في الوقت ذاته اكد "من ناحية سيكولوجية الطفل عندما يلتحق بدوامه الرسمي بالمدرسة ويشاهد بالخارج حالة من الطقس لم يعتد على مشاهدتها فمعظم تفكيره ينصب في هذه الظاهرة، كما ان معظم مدارسنا غير مهيأة لمثل هذا الطقس. واكد مصلح انه تفاجأ باغلاق التجار معظم محالهم ما يدل على وجود حالة من الهلع لدى المواطنين، لافتا الى ان هذا الخوف مرتبط بالماضي حيث ان المواطنين كانوا يتبعون نفس الخطوات لكن الوضع تغير حاليا فالمنازل أصبحت اكثر جاهزية والمواطن اصبح اكثر نضجا. اما عبد الحليم جعافرة مدير عام الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر في بيت لحم فقال "ان هدف الهلال الأحمر من خلال توجيه الرسائل المتواصلة للمواطنين عبر وسائل الاعلام لم يكن الترهيب والتخويف بقدر ما كان إرشادهم واخذ الحيطة والحذر عند استخدام التدفئة والاتصال على أرقامه المجانية في حال اي طارئ مع نشر بعض التحذيرات للمحافظة على التنفس داخل المنازل خاصة في حالة تشغيل" صوبات" الحطب والوقود". ولفت جعافرة الى ان هذه الإرشادات قوبلت بحيطة وحذر زائدين من بعض المواطنين ما سيطر عليهم نوع من الخوف من شدة الموجة خاصة ان الجيل الجديد لم يرَ حجم هذه الامطار منذ عقدين من الزمن، حيث لجأت العديد من العائلات الى اقتناء المؤن والغاز في الوقت الذي كان من المفترض ان تمارس حياتها بشكل طبيعي. واستذكر جعافرة انه في الماضي كانت موجات الطقس تأتي اشد برودة وامطارا ولم تكن المدارس او الجامعات تعلق دوامها وكنا نلتزم فلماذا كل ذلك يحدث الان، حيث ان عددا من الدول تتساقط عليها الثلوج على مدار الموسم ولا يحصل كما حصل عندنا في فلسطين. |