وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وفد من مركز ابو جهاد والهيئة العليا لمتابعة الأسرى يزور خيمة الاعتصام

نشر بتاريخ: 04/03/2012 ( آخر تحديث: 04/03/2012 الساعة: 16:36 )
رام الله -معا- قام وفد برئاسة د. ليلى غنام محافظ رام الله والبيرة، ضم ممثلين من مركز الشهيد أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس، والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى بزيارة لخيمة الإعتصام والتضامن مع الأسيرة هناء الشلبي في بلدة برقين غرب مدينة جنين، علماً أن هناء الشلبي المضربة عن الطعام منذ اكثر من اسبوعين احتجاجا على قرار الإحتلال الإسرائيلي بإعادة إعتقالها بعد الإفراج عنها في صفقة تبادل الأسرى يوم 18/12/2011.

وضم الوفد اضافة الى د.ليلى غنام كل من أحمد أبو السكر عميد الأسرى المحررين، ود. فهد أبو الحاج مدير مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة، وأمين شومان منسق الهيئة الوطنية العليا وسمير صبيحات وناصر دمج من مركز أبو جهاد ، وكان في إستقبال الوفد جمهور غفير من أهالي بلدة برقين وأمين سر حركة فتح في إقليم جنين عطا أبو أرميله، وراغب أبو دياك ، مدير نادي الأسير في منطقة جنين، وأمناء سر المواقع التنظيمية المحيطة ببلدة برقين.
وألقى أبو أرميله كلمة ترحيبية بالوفد الضيف .

كما ورحب محمد العامودي أمين سر موقع بلدة برقين التابع لحركة فتح بأسم القوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات البلدة بالوفد أيضاً،ودعاهم الى بذل مزيداً من الجهود من أجل الحفاظ على حياة الاسيرة الشلبي.

وقالت د. ليلى غنام في كلمتها " بأننا لم نأت لنتضامن مع هناء لأننا لسنا غرباء عنها فنحن جزء منها وهي جزء منا، إنما جئنا لنؤكد للجميع وقوفنا الى جانبها وجانب كافة الأسرى والأسيرات الفلسطينيين ،حتى يتم إطلاق سراحهم جميعاً، وفي هذا اليوم أيضاً فأننا نتمنى الشفاء العاجل للأسير ( خضر عدنان ) والذي خضع الاسبوع الماضي لعملية جراحية في المستشفى".

ونقلت د. غنام تحيات الرئيس محمود عباس لأسرانا داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي ، وفي مقدمتهم الأسيرة هناء الشلبي ،كما وأنها أكدت على إهتمام القيادة الفلسطينية بملف الأسرى، وتأكيد الرئيس أبو مازن في اكثر مرة على أن السلام في هذه المنطقة لن يتحقق بدون إطلاق سراح الأسرى .

وأشادت غنام بدور الأم الفلسطينية، التي إعتبرتها العمود الفقري للعائلة الفلسطينية وصمام الأمان لمجتمعنا بشكل عام، فقد كانت تلك الأم ولا تزال شريكة الرجل في صناعة الحلم الفلسطيني بكافة جزئياته ومراحله وصولاً للدولة الفلسطينية المنشودة وعاصمتها القدس الشريف.

وإستهجنت غنام صمت العالم أمام خرق الإحتلال المتواصل لكافة المواثيق الدولية وحقوق الإنسان، مشيرة الى أن إسرائيل تتغنى بالديمقراطية والحرية والعدالة وهي أبشع أخر إحتلال على وجه الأرض، ومؤكدة على أن هذا الإحتلال لا يميز بين الكبار والصغار او الرجال والنساء ،فحتى الأطفال لم يسلموا من عنصريته وممارساته القمعية.

أما د.فهد أبو الحاج فقد أشاد في كلمته "بصمود وإصرار هناء على مواجهة تعسف الإحتلال وبطشه،ودعا كافة الأسرى الإداريين الى حذو حذو هناء في مواجهة سياسة إعتقالهم الإداري، حتى تكون المعركة شاملة وجامعة ويعم نفعها وخيرها على جميع الاسرى، كما وحذر إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية العامة من إستغلال مرض الأسير ( خضر عدنان ) لتقوم بتصفيته ،سعياً منها لإطفاء شعلة المواجهة التي أضاءها خضر عدنان،لكيلا تتحول لاحقاً الى عملاً ناجحاً يعتد به، ويبنى عليه".

وأكد أبو الحاج على أن كافة السجون تشهد حالة من الغليان غير المسبوق،والتي تنذر بإندلاع إنفجاراً شاملاً عما قريب،ويستشف ذلك من توالي وتكرار وتكاثر المبادرات الفردية في مواجهة حالة القمع الضارية داخل السجون، بدءً من إضراب الأسير ( خضر عدنان ) وثابت مرداوي واليوم هناء شلبي،وكفاح حطاب.

وتساءل أبو الحاج " امام كل ذلك أريد أن أسأل كافة منظمات حقوق الإنسان التي تعنى بمراقبة وتقصي حقيقة أي مخالفة تحدث خارج حدود إسرائيل،أما آن الأوان لكي تتقصوا حقيقة التجاوزات البليغة والمروعة التي تقوم بها إسرائيل، وإنتهاكها المستمر للمواثيق والأعراف والعهود الدولية الخاصة بحقوق الإنسان .وأين أنتم من كل ما يحصل في بلادنا،وكيف ستوقفون تجاوزات وعربدة إسرائيل داخل وخارج السجون في الأراضي المحتلة؟.

ودعا كل المؤسسات وفي مقدمتها منظمة الصليب الأحمر وأمين عام منظمة الأمم المتحدة ومبعوثه " لرصد حالة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة ريتشارد فولك، ومدعي عام المحكمة الجنائية الدولية،الى البدء وفوراً بزيارة السجون الإسرائيلية ومقابلة الأسرى والأسيرات الفلسطينيين داخلها والإستماع منهم لشهاداتهم الحية عن جرائم إسرائيل ضد الإنسانية والحاطة من كرامة البشر".

وأستعرض راغب أبو دياك ،رئيس نادي الأسير في محافظة جنين ومنسق اللجنة الشعبية لإطلاق سراح الأسرى في كلمته مقاطع هامة من رسالة الأسيرة ( هناء ) التي أرسلتها لنادي الأسير التي أكدت فيها على إستمرارها في الإضراب عن الطعام رغم سوء حالتها الصحية،حتى يسقط قرار إعتقالها التعسفي والجائر،كونها كانت أحد الأسرى الذين إفرج عنهم في صفقة شاليط ، لتسجل هناء هنا مساهمة هامة ومحورية في تعرية سياسة إسرائيل الناكثة للعهود والمواثيق التي توقع عليها وأخرها إتفاقية صفقة ( وفاء الأحرار ).

واشار الى ان هناء الشلبي إستهدفت في حربها الحالية سياسية مديرية السجون العامة بحق الاسرى والأسيرات والمتمثلة بإخضاعهم للتفتيش الجسدي العاري والمهين .

وفي تطور أخر حدث أثناء وجود الوفد في خيمة الاعتصام، أعلنت مديرة مدرسة ( بنات برقين الثانوية ) السيدة ( إيمان عطاطره ) و34 طالبة من طالبات المدرسة دخولهن في إضراباً تضامني مفتوح عن الطعام مع الأسيرة هناء .

أما السيد ( أمين شومان ) منسق الهيئة العليا لشؤون الأسرى،فقد أشاد بالجهود التي تبذل من قبل المؤسسات العاملة في قطاع الأسرى ،ودعا الى تكثيف الحشد الشعبي على الأرض لإنهاء معاناة الأسيرة الشلبي، وكل الأسرى داخل سجون الإحتلال.

وقال عطا أبو ارميلة من جهته في كلمته " أننا نعاهد الأسرى والأسيرات الفلسطينيين جميعا من هذا المكان، على أننا لا نكل ولن نمل ولن يهدأ لنا بال حتى ينال الأسرى في سجون الإحتلال حريتهم الكاملة"،فيما ناشد كل من والد ووالدة وشقيق الأسيرة، والذين يخوضون بدورهم إضراباً مفتوحاً عن الطعام لليوم السابع على التوالي ،تضامناً مع إبنتهم ( هناء ) الرئيس أبو مازن والحكومة المصرية والصليب الأحمر بالتدخل من أجل الإفراج عن أبنتهم وخاصة بأنها من ضمن الأسرى المحررين في صفقة شاليط ووضعها الصحي يزداد سوءً يوماً بعد يوم .

بعد ذلك قام الوفد بزيارة منزل ذوي الأسيرين خضر عدنان وثابت مرداوى في بلدة عرابة.

وأعرب والدا الأسيران خضر عدنان وثابت مرداوى عن تقديرهما لهذه اللفتة الكريمة من السلطة الوطنية والمؤسسات المهتمة بشؤون الاسرى ممثلة بالمحافظ غنام والوفد الذي رافقها في هذه الجولة التضامنية والتي تأتى في سياق التواصل مع الأسرى وذويهم،وتعبيراً حقيقياً عن إهتمام الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية بملف الأسرى في سجون الإحتلال، وثمنت قيادات العمل الإسلامي في محافظ جنين من خلال كلمة أحد قيادات الجهاد الإسلامي في عرابه جهود السلطة الوطنية في سبيل إنهاء ملف الأسرى وإبقاء قضيتهم حيةً في المحافل الدولية .