وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في برنامج "تأملات تربوية"- مختصون يدافعون عن المناهج الفلسطينية

نشر بتاريخ: 04/03/2012 ( آخر تحديث: 04/03/2012 الساعة: 20:06 )
بيت لحم - معا - اوصى المتحدثون في برنامج "تأملات تربوية" بضرورة اجراء دراسة تقييم شاملة للمناهج الفلسطينية لتحديد مواطن الضعف فيه وبضرورة اعادة النظر في طرق القياس والتقويم في النظام التربوي الى جانب ضرورة رفع موازنات التعليم لتلبية حاجات المدارس الفلسطينية.

جاء ذلك ضمن برنامج "تأملات تربوية" الذي بُث مساء امس السبت على فضائية "معا ميكس"، هذا البرنامج التربوي الذي ينتجه مركز ابداع المعلم بالشراكة مع شبكة "معا" الاخبارية.

وناقشت الحلقة موضوع المناهج الفلسطينية حيث ارتكزت محاورها على الجدل الدائر حول المناهج الفلسطينية وعلى وجه التحديد الكتاب المقرر الذي يقال عنه انه غير متراكم معرفيا، وصعب وطويل، وفيه أخطاء علمية في المقابل هناك من يقول بان المناهج جيدة وتتلاءم وقدرات الفئات العمرية التي تدرسها.

واستضاف البرنامج الذي يقدمه الاعلامي محمد جوهر متخصصين في التربية والتعليم حيث شارك في الحلقة كل من الاستاذ علي مناصرة مدير عام المناهج الانسانية والاجتماعية في وزارة التربية والتعليم في وزارة التربية والتعليم الى جانب الدكتور محمد شاهين محاضر في جامعة القدس المفتوحة فرع الخليل وشارك ايضا من غزة الاستاذ زياد الجرجاوي مدير جامعة القدس المفتوحة فرع غزة.

وخلال الحلقة استعرض الاستاذ علي مناصرة الظروف التي بدأ العمل بها على المنهاج الفلسطيني وما واكبها من تحديات حيث تزامن بداية تطبيقه مع بدء انتفاضة الاقصى التي عانى منها قطاع التعليم من انتهاكات عديدة من قبل الاحتلال الاسرائيلي، وبين ان المنهاج تم اعداده بمشاركة بين وزارة التربية والتعليم مع خبراء تربويون من خارجها.

وبين مناصرة ان وزارة التربية والتعليم طلبت فتحت المجال للمعلمين والمشرفين وحتى الاهالي لاعطاء تغذية راجعة حول المناهج في فترة تطبيقها الاولى والتي كانت كمرحلة تجريبية، وقال مناصرة ان ما وصل المسؤولين عن اعداد المناهج في الوزارة ملاحظات قليلة جدا تكاد لا تذكر.

وراى مناصرة ان المشكلة ليست بالمنهاج بقدر ما هي بتأهيل المعلمين حيث اوصى بضرورة اعادة النظر في برامج التأهيل للمعلمين، لتتلائم قدرات وكفايات المعلمين لتناسب وتحقق الاهداف الموضوعة في المناهج.

هذا واعتبر ان التقييم في النظام التربوي الحالي غير ملائم واوصى بضرورة اعتماد نهج التقييم على اساس الكفايات بدلا من التقييم المعتمد على قدرة الطالب على الحفظ. كما وتطرق الى الامتحانات ونمطها السائد في المدارس ورأى بضرورة تقسيم العام الدراسي الى اربع مراحل يتم على اساسها تقييم الطلبة بدلا من الطريقة السائدة حاليا والمعتمدة على امتحانات نهاية الفصل والتي تعيش فيها الاسرة الفلسطينية في حالة طوارئ يدرس فيها الطالب مادة الفصل الدراسي كاملة ويذهب للامتحان ليضع ما حفظه على ورقة الامتحان وينساها لمجرد مغادرة قاعة الامتحان على حسب تعبير مناصرة.

بدوره اعتبر الدكتور محمد شاهين ان اللوم لا يقع على المناهج حيث اعتبر ان وجود مناهج فلسطينية فخر لكل فلسطيني ولكنه القى باللوم على طرائق التدريس وعلى طرق تقييم الطلبة والامتحانات واضاف بان المناهج لا تخلى من بعض الملاحظات التي يجب العمل على تحسينها وتطويرها، وفيما يتعلق بكون المناهج صعبة نفى شاهين هذا الادعاء وقال باننا نعيش في زمن التطور والتقدم التكنولوجي ويجب تربية وتعليم ابنائنا وتاهيلهم لمواكبة هذا التطور، واستدرك قائلا بان اطفال فلسطين لا ينقصهم العقل الذي يؤهلهلم لاستيعاب هذه المناهج ولكن المشكلة بكيفية ايصال المعلومات لهم وتطبيق ما تحويه المناهج بربطها بالبيئة المحيطة بالطالب لكي يفهمها.

من جانبه تحدث الاستاذ زياد الجرجاوي المشارك بالحلقة عبر استوديو غزة عن المناهج بوصفها اعدت بشكل جيد ولا يوجد فيها خلل ولكن هذا لا يعني وجود بعض الاخطاء والملاحظات هنا او هناك، وللوقوف امام هذه الملاحظات وتطيرها اوصى الدكتور جرجاوي بضرورة اعداد دراسة تقييم شاملة حول المناهج لتبين نقاط الضعف الموجودة بالمناهج وتسهم في تطويرها وتنهي الجدل الدائر حول المناهج.

واعتبر الاستاذ زياد جرجاوي ان الخلل يمكن في امكانيات المدارس لتطبيق المناهج حيث قال ان هناك عدد كبير من المدارس لا يوجد فيها مختبرات علمية، وان وجدت فان حصص المختبر قليلة جدا وتكاد ان تكون نادرة في بعض المدارس، والقى باللوم ايضا على طرق التدريس التي لا تطبق ما تحويه المناهج بشكل سليم وتسائل لماذا لا يتم تدريس الطلاب بشكل عملي مثل اخذهم الى رحلة خارج اسوار المدرسة واعطائهم حصص بحيث يتعلمون بالمشاهدة عن المفاهيم والحقائق العلمية التي يحويها المنهاج. وركز السيد جرجاوي في مداخلاته اثناء الحلقة حول قلة الموازنات المخصصة للتعليم والتي تحول دون تطوير النظام التعليمي وتحول ايضا دون تلبية حاجات المدارس للتمكن من تطبيق ما تحويه المناهج من مفاهيم واهداف.

وتخلل برنامج "تأملات تربوية" اتصالات عديدة من مواطنين ابدوا برأيهم حول المناهج وتحدث جميع المتصلين عن مشاكل الصعوبة والتكرار وطول المناهج وركزوا بالاخص على كثافة المعلومات في المناهج وصعوبة حفظها من قبل الطلبة واسترشد احد المتحدثين بجملة شهيرة ان الحروب تدمر جيل واحد اما المناهج فهي تدمر اجيال باشارة منه الى ضرورة اعادة النظر بالمناهج التي اعتبر انها السبب في تراجع مستوى التعليم في فلسطين. ومتحدثين اخرين عبروا عن همومهم في تدريس ابنائهم وصعوبة تحفيظهم للمعلومات الكثيفة التي يحويها المنهاج، واخرين تحدثوا عن نمط الامتحانات وتساؤولا عن الجدوى من اجراء الامتحانات المدرسية في كل المقرر الدراسي.

يذكر ان برنامج تأملات تربوية يبث على فضائية معا ميكس بالشراكة بين مركز ابداع المعلم وشبكة معا ويعالج قضايا التربية والتعليم .

وافادت انتصار حمدان مديرة برنامج المسؤولية الاجتماعية في مركز ابداع المعلم ومعدة ومنسقة برنامج تاملات تربوية ان افراد هذه الحلقة من البرنامج لتناقش موضوع المناهج جاءت ضمن توصية خرج بها الضيوف المشاركين في الحلقة الاولى منه والتي بثت في الشهر المنصرم حيث اوصى المشاركون بالحلقة بضرورة مراجعة المنهاج الفلسطيني بشكل علمي ومعمق باعتباره احد اسباب ظاهرة ضعف التحصيل العلمي التي ناقشها برنامج تأملات تربيوة في حلقته الاولى.

واضافت حمدان ان الهدف من برنامج تاملات تربوية هو الارتقاء في نقاش قضايا التعليم في فلسطين عبر اعلام تربوي متخصص يسهم في تناول قضايا التعليم بتحليل معمق من قبل اصحاب الاختصاص والمواطن الفلسطيني عبر وسائل الاعلام المرئي والمسموع من خلال مساحة برنامج تاملات تربوية الذي يبث بشكل شهري عبر فاضية ميكس وعبر صوت فلسطين وايضا من خلال مساحة يتم العمل عليها حاليا لتنشر على الموقع الاكلتروني على وكالة معا الاخبارية تحت اسم الشاطر حسن والتي ستخصص لنقاش قضايا التعليم في فلسطين عبر الإعلام المكتوب.

بدوره اعتبر رفعت صباح مدير عام مركز ابداع المعلم ان برنامج تأملات تربوية هو اضاءة حول الحقيقة ونحن بامس الحاجة لهكذا نوع من البرامج اذا ما اردنا اصلاح التعليم. وقال بأن برنامج تأملات تربوية لن يحل مشاكل التعليم بقدر ما سيقوم بتسليط الضوء عليها، وبين صباح انه قد تقرر وبالاتفاق مع ضيوف الحلقة وفضائية ميكس تخصيص حلقة اضافية من برنامج تأملات تربوية لاستكمال ما دار في الحلقة من نقاش لم تستطع الحلقة بوقتها الزمني المحدد الانتهاء منه حيث ستركز الحلقة القادمة على مخاوف وملاحظات الناس على المنهاج المتمثلة بما يرونه من صعوبة في المادة المقررة وعدم ترابط المعلومات الموجودة في كل موضوع وايضا عدم تراكم المعلومات بين الصفوف. كما ودعى السيد صباح الى ضرورة تنظيم مؤتمر وطني يهدف الى الخروج بخطة وطنية لاصلاح التعليم بكل مكوناته.

جدير بالذكر ان مركز ابداع المعلم ينتج برنامج تأملات تربوية كبرنامج دوري يبث عبر فضائية ميكس وان في جعبة المركز العديد من القضايا التي سيطرحها برنامج تأملات تربوية في حلقاته القادمة حيث سيتم مناقشة اساليب القياس والتقويم وتأهيل المعلمين، والعنف بالمدارس وغيرها من المواضيع الهامة في قطاع التعليم في فلسطين.