وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"لا جديد".. عنوان معاناة الغزيين مع استمرار أزمة الكهرباء

نشر بتاريخ: 04/03/2012 ( آخر تحديث: 04/03/2012 الساعة: 23:52 )
غزة-تقرير معا- لا جديد في أزمة الكهرباء التي تجددت منذ أسبوعين على سكان قطاع غزة .. اجابة تلقتها مراسلة "معا" وهي تحاول استطلاع أفق حل للازمة .. فقد تشابهت إجابات المعنيين عن أسباب تقطع التيار الكهربائي حتى في الساعات الست.

وقد تفاقمت أزمة الكهرباء في قطاع غزة حتى بات الأطفال يشعرون بها فلا وقت للدراسة، ولا وقت لهم للترفيه من خلال مشاهدة أفلام الكرتون على شاشات التلفزة.

يامن ذو الخمسة أعوام يدرك تماما أنه لن يستطيع مشاهدة التلفاز لان الكهرباء دائما ما تكون مقطوعة عن منطقتهم وإذا ما أتت فإما أنا يكون في الروضة أو يكون قدر رقد إلى النوم باكرا.|166727|

علي ذو الحادية عشرة عاما ذاق ذرعا بالانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الذي لا يدرك السبب الحقيقي للأزمة، ولكنه يدرك تماما أنه غير قادر على أداء واجباته المدرسية على ضوء الشمعة، فاتصل بشركة الكهرباء مهددا بحرق نفسه إن لم تأت الكهرباء.

أزمة الكهرباء في قطاع غزة جاءت في وقت تمر به المنطقة بمنخفض جوي الأكثر برودة منذ عشرين سنة، فلا كهرباء تمكنهم من استخدام وسائل التدفئة والمياه غمرت بعض أسطح المنازل وتتساقط قطراتها على أفرش النائمين.

محمود طالب في الثانوية العامة لا يجد متسعا من الوقت لمذاكرة دروسه الذي يعود من المدرسة ليجد الكهرباء مقطوعة فيبدأ بترتيب يومه حسب ساعات القطع ويقول:"بت غير قادرة على الاستفادة من الست ساعات كهرباء لأننا لا نحصل عليها بشكل منتظم".

ويتابع:"أحتاج الى ثماني ساعات من الدراسة ولكني لا أجد الوقت الكافي لذلك، خاصة أنه عندما تنقطع الكهرباء أخرج عن أصدقائي بحثا عن مصدر أخر"، مشددا أن معاناة الكهرباء في غزة طال أمدها ويبدو أنها لن تنتهي أبدا.
|166729|

الأزمة جعلت من المحروقات مصروفات أخرى تضاف إلى المصروفات اليومية للمواطنين فبينما لا يستطيع فقراء غزة شراء مولد ذو الحجم الصغير ويعتمدون على الشمعة يحاول آخرون تشغيل الحد الأدنى من مولداتهم في ظل الست ساعات قطع حيث يبلغ متوسط ما يحتاج المواطن من بنزين حوالي 3 الى 5 لتر يوميا أي ما يعادل 600 شيكل شهريا إذا كان لتر البنزين باربعة شوكل فقط.

أبو محمود الذي استقبلنا على شمعة في منزله الذي يتسرب من أسطحه قطرات من المياه، قال:"الموت بات أهون علينا من أن نعيش بلا كهرباء ولا مياه فنحن"مشددا أنه غير قادر على النوم بسبب البرد القارص وعدم وجود وسائل تدفئة.

وأضاف:"كثيرة هي الأيام التي مرت دون أن نستطيع النوم بسبب البرد القارص نحنا بحاجة إلى الكهرباء خاصة في أوقات الليل حتى نشعر بالدفء".

أما المواطنة أم فايز تحاول أن توازي أعمال المنزل وتدريس أطفالها مع ساعات الكهرباء فتؤجل الواجبات المدرسية إلى حين توفر الكهرباء وتقول:"أحاول أن ارتب برنامج أطفال بحيث يكون نومهم في ساعات القطاع حتى أوقظهم للدراسة في ساعات الكهرباء".
|166728|

وتتابع:"الحياة أصبحت متعبة جدا فلا كهرباء ولا مياه وإذا أتت واحدة منهم غابت الأخرى عن المنزل" مشددة أنه أيضا تخلد إلى النوم باكر خوفا من ظلمة الليل الغائب منها الكهرباء.

من جانبها دعت أم علي إلى إنهاء أزمة الكهرباء في قطاع غزة بأسرع وقت ممكن قائلة:"لا يمكن أن نكون رهائن بهذه الطريقة ونحن عندما نصطف على طوابير الوقود نجد حلول لازمة غير متسببين بها ونساهم في استمرارها وإطالة عمرها.

وتبقى أزمة الكهرباء في قطاع غزة الشغل الشاغل للمواطنين هنا الذين ينامون ويستيقظون على وقع أخبار الكهرباء التي أصبحت "لا جديد" بحسب المسؤولين.