وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قراقع: حالة غضب في أوساط الحركة الأسيرة وإضراب مفتوح عن الطعام بنيسان

نشر بتاريخ: 05/03/2012 ( آخر تحديث: 05/03/2012 الساعة: 16:15 )
رام الله- معا- كشف وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، اليوم الاثنين، وجود حالة غضب في أوساط الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال، كرد على تصاعد الممارسات الإسرائيلية بحقهم، وهو ما قد يؤدي إلى شروع الأسرى بإضراب مفتوح عن الطعام في شهر نيسان.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقدته الوزارة، اليوم، في قاعة بلدية البيرة، للحديث عن إضراب الأسيرة سناء الشلبي.

وأضاف قراقع: هناك موجة غضب في السجون في صفوف الأسرى، يضاف إليها برنامج تكتيكي تصاعدي بدأ في الثامن عشر من الشهر الماضي بإعادة وجبات الطعام كل يوم ثلاثاء، وسيتصاعد ليصل إلى مرحلة العصيان منتصف الشهر المقبل، وهم يتحدثون عن خطوة وطنية جماعية سيعلنوا عنها الشهر القادم، تتمثل بالشروع بإضراب مفتوح عن الطعام.

ورأى قراقع الخطوات الاحتجاجية الفردية للأسرى تؤكد وجاهة الأسباب الداعية إليها، ولكنه فضل أن يكون هناك برنامج وطني جماعي، يشمل جموع الأسرى بغية تحقيق مطالبهم المختلفة، باعتبار أن هذه المطالب مشتركة.

وطالب قراقع بنشر نص بروتوكول اتفاق صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، خاصة أن إسرائيل رغم إعلانها التزامها ببنود الاتفاق، إلا أنها خرقتها في أكثر من بند كعدم ملاحقة واعتقال الأسرى المحررين، ووقف الإجراءات المشددة بحق المعتقلين.

ودعا قراقع الوسيط المصري إلى التدخل والضغط على دولة الاحتلال، من أجل حملها على احترام بنود الاتفاق، ووقف ملاحقة واعتقال الأسرى المحررين، الأمر الذي طال حتى الآن ثلاثة أسرى، من ضمنهم الأسيرة شلبي.

وأشار قراقع إلى أنه سيشارك الشهر المقبل في مؤتمر دولي في العاصمة السويسرية جنيف، تحت رعاية الأمم المتحدة، لافتاً إلى أنه سيقدم ورقة عن الاعتقال الإداري.

وشدد على إصرار الأسيرة هناء شلبي، على مواصلة إضرابها عن الطعام، رغم قرار محكمة احتلالية خفض فترة اعتقالها الإداري من ستة أشهر إلى أربعة أشهر.

وأكد قراقع أن إسرائيل في أزمة أخلاقية وقانونية جراء تواصل سياساتها التعسفية بحق المعتقلين، خاصة الاعتقال الإداري، وأشار إلى أن الحملة التي أطلقها الأسير خضر عدنان، ومن بعده الأسيرة هناء الشلبي، فتحت أعين المجتمع الدولي على ما يجري في السجون من انتهاكات.

وأشار قراقع إلى صعوبة وضع الأسيرة هناء في غاية الصعوبة، وهي مرهقة لطول فترة الإضراب، بيد أنها ترفض الخضوع للفحوصات الطبية، ولا تتناول إلا الماء.

وشدد قراقع على:استمرار التحركات والنشاطات من أجل إطلاق سراح الأسيرة، وحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عما يمكن أن يحدث لها، وشدد على استمرار الفعاليات والاتصالات مع كافة الجهات المعنية مثل مصر، ومؤسسات حقوق الإنسان، كما أن مكتب الرئيس محمود عباس يتابع هذه القضية من أجل إطلاق سراح شلبي.

وأوضح قراقع أن إضراب شلبي يتزامن مع خطوات مماثلة أقدم عليها أكثر من أسير مثل الأسير كفاح حطاب المضرب عن الطعام منذ خمسة أيام، الذي يطالب بالاعتراف به كأسير حرب، ويرفض ارتداء زي السجن.

ودعا قراقع إلى الوصول عبر الجهود الجماعية، واستمرار عملية التضامن إلى نتيجة تلغي بموجبها قانون الاعتقال الإداري الذي تطبقه إسرائيل.

من ناحيته، شدد رئيس نادي الأسير قدورة فارس على ضرورة وجود جهد سياسي حازم وجاد، خاصة من قبل مصر، لحمل سلطات الاحتلال على الإفراج عن الأسيرة سناء الشلبي، كاشفاً عن وجود اتصال مع القائد العسكري نادر الأعسر، المشرف على صفقة التبادل عن الجانب المصري، ومطالبته بتحرك بلاده للإفراج عن شلبي، حيث وعد بأن تقوم الحكومة المصرية بالتدخل لتحقيق ذلك.

وأشار فارس إلى أن إسرائيل في حالة إرباك، لأنه ليس بمقدورها تبرير استمرار العمل بقانون الاعتقال الإداري، الذي وصفه بالمتطرف والعنصري، وهو الأمر الذي جعل إسرائيل في موقف محرج، لافتاً إلى أن النادي يتابع موضوع هناء عبر محكمة الاستئناف التي ستعقد غداً.

ورأى فارس أن قرار محكمة الاحتلال بتخفيض مدة الحكم الإداري لسناء الشلبي لا يعتبر تقدماً، لأن إسرائيل مصممة على مواصلة ممارساتها التعسفية بحق الأسرى.

وطالب فارس الحركة الأسيرة بحشد كافة طاقاتها خلال الإضراب الذي سيقوم به الأسرى، ودعا إلى ضرورة وجود حوار بين مصلحة السجون الإسرائيلية مع الأسرى حتى تستجيب لطلباتهم، كي لا يقدموا على خطوتهم الاحتجاجية.

وشدد فارس على ضرورة أن تعمل الحركة الأسيرة على تجسيد الوحدة داخل السجون، باعتبار أن من شأن ذلك أن يعزز صفوفها وموقفها.

بدورها، قالت النائب في المجلس التشريعي د. مريم صالح إن المؤسسات النسوية والحقوقية الدولية مدعوة إلى عدم الاكتفاء بمتابعة ما تتعرض له شلبي ونظيراتها من الأسيرات في سجون الاحتلال من معاناة.

وشدد د. صالح على ضرورة أن تكون هناك حالة تضامن وتكافل وعمل جماعي موحد من قبل الأسرى، ودعت إلى إسناد الأسرى بشكل متواصل، وعدم تنظيم فعاليات ذات طابع موسمي تعبيراً عن التضامن معهم.

وطالبت د. صالح بوقفة شعبية جادة إلى جانب الأسرى، تتضمن فعاليات مستمرة، وأن يظل ملف الأسرى على سلم أولويات الرئيس والفصائل، وأن تكون هناك مسيرات تضامنية معهم في شوارع العواصم العربية.