وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"فشل حل الدولتين تثبيت الوجود الفلسطيني" ندوة يفتتحها قريع

نشر بتاريخ: 06/03/2012 ( آخر تحديث: 06/03/2012 الساعة: 20:28 )
القدس- معا- افتتح ابو العلاء احمد قريع ندوة في جامعة القدس بعنوان فشل حل الدولتين وإستراتيجيات تثبيت الوجود الفلسطيني.

وناقش قريع خلال الندوة سبل دعم ثبات الفلسطينيين في ارضهم وبالتعاون مع مركز الديموقراطية وتنمية المجتمع ومنتدى رسالة للفكر والحوار وحضرها عدد من السياسيين الفلسطينيين.

وهي الأولى من سلسلة ندوات مقترح عقدها، لدراسة وتشخيص المصاعب والتحديات، واستكشاف الخيارات والآليات، ووضع الإستراتيجيات الملائمة لتحقيق الأهداف الوطنية.

وقال قريع هذه الندوة هي الأولى من سلسلة الندوات المقترح عقدها، لدراسة وتشخيص المصاعب والتحديات، واستكشاف الخيارات والآليات، ووضع الإستراتيجيات الملائمة لتحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا، وذلك في حوار مفتوح على شكل عصف فكري، نجريه في هذا الخضم المتلاطم من التطورات والمصاعب والوقائع التي تشد الأبصار وتحبس الأنفاس.

واضاف: نعرف جميعاً أن أحد أهم الأسس التي قام عليها المشروع الاستيطاني الصهيوني الذي غزى بلادنا قبل نحو قرن من الزمان، كان ماثلاً في سياسة اقتلاع الفلسطيني وتهجيره من أرضه، سواء أكان ذلك عبر الإجلاء القسري والاقتلاع بالعنف المادي المجرد، أو كان ذلك بالاحتلال والإحلال السكاني الاستيطاني الاستعماري والقضم التدريجي، والكثير مما تغص به الذاكرة الفلسطينية من مآسٍ ووقائع لا تزال شواهدها قائمة ملء الأبصار والأسماع حتى يومنا هذا.

وعليه بالمقابل، فإن إيلاء كامل الاهتمام لتثبيت الوجود الوطني الفلسطيني ودعم الصمود في وطن الآباء والأجداد، وتأمين متطلبات هذا الصمود، ورفع درجة كفاءته، في إطار المواجهة التاريخية المتواصلة على ملكية وهوية ومستقبل هذه الأرض، وخاصة في مدينة القدس التي تتعرض لأشرس حملة لتهويدها وأسرلتها، نقول أن الاهتمام بهذه المسألة الجوهرية، حول ضرورات تعزيز الوجود الوطني الفلسطيني وتعظيم فاعليته، كحقيقة وجودية، ورافعة كبيرة من روافع الدفاع الوطني عن الأرض والحق والهوية والمقدسات، اهتمام ينبع من ضرورة موضوعية ملحة.

وتابع: "على هذه الخلفية الحاضرة في وعي كل واحد منا، فإنني أرجو أن نولي الاهتمام، ونستجلي كافة البدائل والممكنات، في إطار النقاش حول متطلبات تثبيت الوجود الفلسطيني، وتحديد مقومات وآليات ذلك، باعتبار هذا الوجود في حد ذاته أحد أهم الأسلحة الإستراتيجية المتاحة، لا سيما ونحن نخوض اليوم وغداً، ذات المعركة التي خاضها شعبنا بالأمس، دفاعاً عن وجوده هذا، وتمسكاً بحقوقه الوطنية المشروعة ذاتها، وذوداً عن أرضه وهويته ومقدساته، ومشروعية عيشه بحرية واستقلال وكرامة".

لقد مضى الزمن الذي كان فيه الفلسطينيون مجرد كمية سكانية مهمشة، أو كفائض سكاني لا تتسع له جغرافيا بلده، بلد أجداده. فنحن اليوم شعب نال أوسع درجة اعتراف به وبتطلعاته المشروعة، وانتزع بالكفاح المرير والتضحيات الجليلة مكانته، وكرس هويته الوطنية، وعزز حضوره السياسي كرقم لا يمكن شطبه من المعادلة، وتمكن منذ نحو عقدين من بناء أول كيان سياسي له على جزء من أرضه، وذلك على طريق إقامة الدولة الوطنية المستقلة.

وفي هذا الإطار فإن مجموع النضالات الفردية المتفرقة في إطار وطني جامع، يمكن لها أن تتراكم في المدى المنظور لتشكل في حد ذاتها قاعدة صلبة يمكن البناء عليها، إن لم نقل رافعة وطنية كبرى لكفاح شعبي منظم يغذي نفسه بنفسه من مآثر الصمود والاستبسال الفردية، وملاحم الثبات الشخصية أمام سطوة الاحتلال وجبروت آلته القمعية، ولعل صمود الأسير المناضل البطل خضر عدنان والأسيرة البطلة هناء الشلبي على الجوع في وجه السجان مؤخراً، مثالاً عظيماً، ونموذجاً ملهماً، ودرساً عملياً فائق الأهمية في كيفية التسامي على الآلام، وقهر السجان، وضرب المثل العياني الملموس على نجاعة الصبر والصمود والثبات بأبسط الأشكال.

واضاف: وهكذا، فإننا مدعوون جميعاً على مختلف مراتب المسؤولية، ومن على كافة المنابر الفكرية، إلى إثراء مثل هذه الحوارات الهامة، وإجراء فحص معمق لواقع أوضاعنا الذاتية، ومراجعة كل ما تحقق من إنجازات، وتقويم المرحلة السابقة بهدف الاستفادة من دروسها، وإعادة ترتيب شؤون البيت الداخلي الفلسطيني، وتنظيم أولويات جدول الأعمال الوطني، وتمحيص مهام القوى والفصائل والمؤسسات، ناهيك عن المنظمة والسلطة، على طريق إعادة النظر في متطلبات تحقيق الإستراتيجية الوطنية لتحقيق أهدافنا المشتركة في تحقيق الحرية والاستقلال.

وقال: وإنني على ثقة أن الحوار المقدر له أن يجري على مدار الفترة القادمة، بداية من اقتراح الإستراتجية الخاصة بتثبيت الوجود الفلسطيني، يقتضي منا بداية الأمر فهم طبيعة هذه المرحلة الحرجة، بكل ما تنطوي عليه من أخطار كبيرة وفرص ضئيلة، ووعي المتغيرات الجارفة في البيئة السياسية المحيطة، وإدراك التبدلات الجارية على الصعيد الدولي، فضلاً عن الإحاطة الشاملة بالمستجدات القائمة والمتواصلة في المشهد الإسرائيلي.