وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رام الله: شاشات تعرض فيلم "بركات" حول تجربة المرأة الجزائرية في حرب التحرير الوطنية والحرب الاهلية

نشر بتاريخ: 10/12/2006 ( آخر تحديث: 10/12/2006 الساعة: 11:23 )
رام الله- معا- تعرض مؤسسة "شاشات" مساء اليوم الأحد، في مهرجانها الثاني "سينما المرأة في فلسطين"، فيلم بركات، للمخرجة جميلة الصحراوي، 90 دقيقة، 2006، الجزائر/فرنسا، الذي يروي قصة الدم في الجزائر كما تراها عدسة المخرجة.. مناضلون وطنيون يحرورن بلدهم ثم ينتهي بهم الأمر بقتل ابنائه وسرقته بدلاً من تعميره.

فيلم بركات. غير عادي لانه يسرد المأسآة الجزائرية بعيون امرأتين من جيلين مختلفين، واحدة من جيل حركة التحرير الوطني ولأخرى من جيل الحرب الاهلية التي اطاحت باحلامهما. ونوه النقاد بالأداء المتميز لرشيدة براكني وفطومة بوعماري في دوري أمل وخديجة، والذي إستحوذ على إهتمام النقاد والجمهور. وقد حازت رشيدة براكني على جائزة أحسن ممثلة عن دورها في الفيلم من مهرجان بيينالي السينما العربية في باريس.

تأخذنا المخرجة جميلة الصحراوي إلى قرية جزائرية ساحلية في التسعينيات، حيث نتعرف على أمل الطبيبة في قسم الطواريء في المستشفى، وخديجة الممرضة التي كانت مقاتلة خلال حرب التحرير الجزائرية. تصدم أمل عندما تكتشف ذات يوم، بعد عودتها من المستشفى، أن زوجها مراد الصحفي قد اختطف، بعد أن نشر مقالاً حول المسؤولية عن الحرب الأهلية الجزائرية، وتصلها معلومات أنه قد يكون في القاعدة الجبلية السرية لأحدى المنظمات المسلحة.

تبدا أمل وخديجة الرحلة الخطرة في الجبال من أجل البحث عن مراد. وفي هذه الرحلة تكتشفا قدرتهما على التصدي للظروف التي تحيط بهما، وعلى مواجهة تاريخ الجزائر العصيب. وبعد الكثير من الصدامات والمشاحنات بينهما، حول معنى تاريخ الجزائر السياسي والاجتماعي لكل من جيلهما، تتوصلان إلى نقطة اللاعودة في علاقتهما، حيث يضطران إلى الثقة ببعضهما البعض لأن حياة كل منهما تعتمد على الأخرى، وينتهي بهما الأمر بإكتشاف مخزون الشجاعة في داخلهما.

"قررت منذ البداية أنني لا أريد نساء ضحايا يتعذبن مثلما عودتنا السينما الجزائرية، ولا بطلات غير واقعيات يضحين بانفسهن من أجل التاريخ. أردت نساء في حركة تاريخية، وهذا ما عبر عنه أيضاً اسلوب الفيلم. إنهن يتحركن رغم كل الصعاب.... هؤلاء نساء لا يشعرن أنهن ضحايا، ولا يستجدن عطفاً وإحساناً من أحد، والأهم، أنهن لا يرجعن إلى نقطة البداية بل يتقدمن دائماً إلى الأمام مهما كان الثمن، فلا يراوحن في مكانهن بإنتظار المنقذ...."

ولدت جميلة الصحراوي في الجزائر في عام 1950، ودرست الأدب ثم تحولت إلى دراسة السينما حيث أكملت دراستها في IDHEC في باريس. وعملت في الإنتاج الوثائقي قبل أن تتوجه إلى الفيلم الروائي, ويشكل بركات باكورة أعمالها الروائية، وقد عرض في مهرجان برلين السنمائي.