وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تشييع الراحل عمر مصالحة في باريس

نشر بتاريخ: 10/03/2012 ( آخر تحديث: 10/03/2012 الساعة: 14:55 )
باريس - معا - بعدما رفضت سلطات الاحتلال تحقيق حلمه بأن يدفن في مسقط رأسه دبورية الجليلية، شيع الفلسطينيون في باريس بعد ظهر أمس الجمعة جثمان المرحوم عمر مصالحة سفير فلسطين الأسبق لدى اليونسكو.

وقد حضر التشييع هائل الفاهوم سفير فلسطين لدى فرنسا، وأحمد عبد الرازق سفير فلسطين لدى رومانيا، وعدد من أعضاء بعثتي فلسطين في فرنسا واليونسكو، وآل الفقيد الذين حضروا من دبورية، وحشد من فلسطينيي باريس وأصدقاء الراحل وأصدقاء القضية الفلسطينية.

وألقى السفير الفاهوم كلمة تأبينية في المشيعين نقل مقدمتها تعازي الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية لآل الفقيد، وعبر فيها عن مشاعر الحزن والأسى لرحيل عمر مصالحة الذي خسرته القضية الفلسطينية بعد أن قدم لها خدمات جلى في شتى المواقع التي تولاها كسفير لفلسطين في اليونسكو، وبعد ذلك من خلال مناصبه في الإدارة العامة لمنظمة اليونسكو، وفي المنظمة العربية للتربية، كما في اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، حيث كان لعمر مصالحة الفضل في إدراج القدس على قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو في العام 1981.

ونوه السفير الفاهوم بمناقب الفقيد وبحبه لوطنه وبحلمه الدائم أن يعود إلى قريته الجليلية دبورية، وإخلاصه لهذا الحلم الذي صبغ حياته في المنفى فعاش عمره يبحث عن وسيلة لتحقيق حلمه الفردي كجزء لا يتجزأ من طموحات الشعب الفلسطيني في العودة والحرية والاستقلال.

ثم ألقى محمود مصالحة شقيق الفقيد كلمة آل الفقيد، والتي شكر في مستهلها الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية على الرعاية والاهتمام، كما شكر السفير هائل الفاهوم على الجهود التي بذلها وطاقم السفارة في التحضير لتشييع يليق بمكانة مناضل فلسطيني كعمر مصالحة. واسترجع شقيق الفقيد ذكريات الطفولة في قرية دبورية، وحنين الراحل الدائم لتلك الأيام. ونوه إلى مشروع كتاب عن الفقيد سيصدر قريباً يتناول سيرته الذاتية والوطنية.

كما ألقت السيدة رقية مصالحة، شقيقة الفقيد قصيدة مؤثرة نظمتها بعيد سماعها خبر انتقال عمر مصالحة إلى جوار ربه.

وألقى إيلان هاليفي، عضو المجلس الثوري في حركة فتح، كلمة في المشيعين، ضمنها مشاعره الأليمة لفقدان صديق ورفيق درب، ونوه فيها إلى جهود الفقيد السياسية والثقافية التي صبت دائماً في العنوان العريض الذي يجمع الفلسطيني بالفلسطيني ألا وهو فلسطين.

وعن أصدقاء الفقيد، ألقى د. بطرس حلاق، أستاذ الأدب المقارن في جامعة باريس الثالثة – السوربون الجديدة، كلمة مؤثرة في وداع الفقيد الذي تعود معرفته به إلى عام 1970 حين كان يحضر الدكتوراه في جامعات جنيف السويسرية. وقد استرجع د. حلاق ذكريات اللقاء الأول والهاجس الفلسطيني الذي كان يسكن الراحل وجهوده الدؤوبة لخدمة القضية الفلسطينية في أي مجال كان.

كما ألقيت في التشييع كلمات متعددة لآن ماري كوراليل، وسيمون بيير نوتومب، وجورج ماليمبير، وجلول بيغورا، عبروا فيها عن مشاعر الألم والحزن لرحيل عمر مصالحة.

|167358||167359|

ويذكر أن عمر مصالحة ولد في العام 1945 في قرية دبورية قضاء الناصرة، ودرس علم النفس في جنيف بسويسرا ثم حصل على الدكتوراه من جامعة باريس الثالثة - السوربون الجديدة. عين سفيراً لفلسطين لدى اليونسكو بين عامي 1980 و 1993، ثم شغل منصب مدير وحدة التعاون والتنسيق لفلسطين في منظمة اليونسكو (1994-2000)، بعدها شغل منصب مدير قسم العلاقات مع المنظمات الدولية في اليونسكو. وإلى جانب عمله هذا كان الفقيد عضواً في المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وعضواً في مجلس إدارة الموسوعة الفلسطينية وعضواً في اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم. كما أسس لجنة الحفاظ على التراث الفلسطيني، وله العديد من المؤلفات والمساهمات السياسية والثقافية.

وقد شيع جثمان الراحل عمر مصالحة بعد صلاة الجمعة حيث صلي على جثمانه الطاهر في مسجد باريس الكبير، ووري الثرى في مقبرة بير لا شيز الباريسية.