وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرجوب: الرياضة قضية هوية ويجب التعاطي معها بمنظور الامن القومي

نشر بتاريخ: 10/03/2012 ( آخر تحديث: 10/03/2012 الساعة: 16:14 )
القاهرة- معا- اشرف مطر ومحمد العمصي- الفلول ... الشعب يريد تغيير النظام ... ارحل ... جمعة الغضب والرحيل وو.. كلمات باتت الاشهر والاكثر تداولاً فى عام الربيع العربى 2011 ، حيث لهجت به السنة الاطفال والشيوخ والنساء وبات متداولاً بشكل يومي وربما فى كل لحظة وثانية من نقاشات واجتماعات الاسر العربية .

ربيع عربي فتح الباب على مصراعيه وأثر في جميع جوانب الحياة ، وطال بشكل رئيسي كما باقي مكونات العالم العربي قطاع الرياضة ، فهل له من دلالات ومؤشرات وانعكاسات ساهمت بتطور الرياضة أم أدخلتها في حالة بحث عن العودة من جديد .

ولان الانعكسات كانت كفيلة بأن تطغى على نقاشات قادة الرياضة العربية والاعلامية على حد سواء في حفل اوسكار الاهرام العربي في القاهرة ، فان ما تمخضت عنه النقاشات شكلت لافتة عريضة قوام عنوانها تعمق في الحساسيات الرياضية التي نتجت عن الربيع العربي الذي طال بعض الشعوب العربية .

حوادث كثيرة استشهد بها عدد من رواد الحركة الاعلامية والرياضية في نقاش الظاهرة ، حيث شكلت حادثة بورسعيد الاخيرة مطلع شباط الماضي والتي خلفت أكثر من 70 شهيداً في مباراة لكرة القدم بين الاهلى القاهرى والمصري البورسعيدي ، وكذلك احداث لقاء الوحدات والفيصلى في الدوري الاردني ، ومن قبله حادثة ام درمان بين المنتخبين الجزائرى والمصري ، مادة دسمة وغنية للاستشهاد بها كدلالة عن مدى الحساسيات العربية بين الاندية والمنتخبات بعد الربيع العربي .

البداية كانت مع اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية رئيس اتحاد الكرة الذي اعرب عن امنياته ان يصل الربيع العربي الى الرياضة ، مشيراً الى دور مصر في الرياضة واهميته ، حيث وجه حديثه للدكتور عماد البنانى رئيس المجلس القومي للرياضة المصري بالقول ان الرياضة الفلسطينية تبني امالاً عليك وعلى مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب لمساندة الرياضة الفلسطينية لانها وسيلة لتحقيق اهداف وطنية للقضية الفلسطينية ، متمنياً ان تتعامل جميع الشعوب مع قضايانا الرياضية على انها قضية هوية والتعاطى معها بمنظور الامن القومي وليس كقضية انسانية واحتياجات مادية ، مطالباً الجميع باعفاء فلسطين في الموضوع الرياضي من التجاذبات والاجندات القطرية لتكون خارج هذه التناقضات .

وللتعمق أكثر فان رئيس المجلس القومي للرياضة المصري الدكتور عماد البنانى كان أكثر المتفائلين بمدى ايجابيات الربيع العربي على الرياضة العربية ، مشيراً ان الثورات العربية رسخت الحرية والعدالة وستنعكس ايجاباً على الرياضة الفلسطينية كونها نظام اجتماعي للتفاعل والتواصل والحراك وتفريغ الطاقات .

وزاد البناني بالقول : مظاهر الحراك هو نتاج انعدام الثقة والتوتر والخوف من استمرار حالة الترهل ، مشيراً إلى ان ابرز المظاهر السابقة كان استغلال الانظمة الدكتاتورية للرياضة بهدف تغييب المجتمع وابعاده والهائه بشكل رئيسي ، حيث أكد ان الحراك الثوري والتغيير للاحسن سيكون من خلال تفعيل العلاقات العربية من خلال اسابيع الاخاء الرياضي العربي وازالة الحواجز الرياضية بين الدول في مجال الرياضة وصناعة قوانين رياضية تتماشى مع تغييرات الثورة وتجريم شغب الملاعب ومكافحة المنشطات .

** تشخيص وروشتة المهيوبى **
ولعل المداخلة التي قدمها عز الدين ميهوبى احد المبدعين العرب على الصعيدين الاعلامى والفني والرياضي والوزير الجزائرى السابق كانت غنية في تشخيص سبب الحساسيات الرياضية بعد الربيع العربي ، حيث لخص المعادلة والاسباب والتشخيص في ستة نقاط اولها مدى الحساسية بين البلد والاخر الناتج عن حقيقة الجوار ، وثانيها حالة عقدة التفوق والريادة التي يشعر بها بلد عن آخر في كل المجالات ، وثالثها حالة التراكم السياسي الذي يحدث بفعل تذبذب العلاقات بين البلدين والذي ينتج عنه حالات من النفور والكراهية ، وكذلك التوظيف السياسي لمثل هذه الاحداث الكبيرة كون الرياضة تشكل الفعل القادر امام السلم الاجتماعي او لتمرير مشاريع معينة .

وتطرق المهيوبي الى النقطة الخامسة التي وضعها في جعبة الاعلام الرياضي ومهنيته وتحميله جزء كبير من الاختلالات في ممارسة الفعل الرياضي خاصة في اللقاءات الكبيرة وارجعه الى انعدام الاحترافية ، وكذلك عدم مهنية الاندية والاتحادات بالالتزام بقوانين شفافة واضحة واختلالات في العلاقة بين هذه الاتحادات ونظيراتها الدولية من خلال اهمال الاستفادة من تجاربهم الغنية ، مشيراً ان سقف الحرية هو المهنية وسقف المهنة هي الاخلاق .

** دور الإعلام في حديث عبد المنعم **
بدوره تطرق الاعلامى الكبير ورئيس اتحاد الكرة السابق عصام عبد المنعم إلى دور الإعلام في الحساسيات الرياضية بعد الربيع العربي ، فأشار أن الإعلام شريك في حالات الحساسية لكنه ليس بصورة مطلقة ، بل أن هناك تعصب له أسباب بعيدة عن الاعلام الذي يذكيها ومن أهمها حالة الجهل ونقص الوعي ، مؤكداً انه بات من الضروري أن نعترف بذلك أولاً ومن ثم نبدأ بعلاجه وفق دساتير وأنظمة ناظمة للتعامل مع تلك الحالة .