|
في وداعه.. "قبلة على الجبين الندي وكتاب وباقي ساندويش البطاطا"
نشر بتاريخ: 11/03/2012 ( آخر تحديث: 12/03/2012 الساعة: 08:15 )
غزة- خاص معا- "يما يا حبيبي مع السلامة، هذا كتابك وباقي البطاطا اللي طلبت " بجانب ما تبقى من جسد الطفل الندي، أيوب عسلية وضعت أمه الباكية بواقي ساندويش البطاطا الذي طلبه صباحاً وكتاباً وصورة لشقيقيه الشهيدين.
الجميع بدا حزيناً متألما للحظة الوداع التي تكررت مرتين قبل هذا اليوم، في حين بدت الأم أشبه بأن تكون متماسكة أو أحبت أن تبدو هكذا وهي تودع الطفل الشهيد وشقيقاته تبكينه بكاء حاراً، إحداهن كانت تبكي بحرقة:"والله ما شفته ولا ودعته يا ريت يخلوني أودعه". أمه قالت للصحافيين :"صوروا أولادي، شوفوا اليهود دبحوني كم مرة" فأم أيوب عسلية على موعد مع شهيد من أبنائها في كل عام، تقول لكاميرات الصحافيين:" بشكر الصحافة والناس اللي بتشاركني عرس الشهادة، هذول يا أولادي حبايب قلبي ثلاثة شهداء بقدم لوطني، كل سنة أنا على موعد مع شهيد من أولادي وبرخص دمنا فداء للأقصى".|167459| تتابع والجميع يبكي من حولها " خرج أيوب للمدرسة، أحسست بشعور غريب، راودني منذ ساعات أمس المساء، وفي الصباح أكل نصف ساندويش البطاطا وطلب مني أن أخفيه له كي لا يأكله إخوته، وقبل أن يخرج قال لي "يا يما بدي حذاء جديد" وعدته وعد شرف أن أشتريه له في حال أخذ أبوه الراتب". تتابع:"لحظة خروجه من باب البيت سمعت الزنانة الإسرائيلية تحوم ثم تبعها صوت قصف خرجت مسرعة من بيتي وبدأت أجري للامام شاهدت تلميذ مدرسة مصاب أخذت بالصراخ ولم أتقدم خفت أن يكون ابني، جاء المسعفون وحملوه وكان مصاباً ولم يكن أيوب، بعد لحظات عادوا وقالوا هناك شهيد، بحثوا بالمكان فوجدوه ملقى على الرمال بأرض قريبة وقد شطره صاروخ الزنانة الذي أصابه من منتصفه". أيوب عسلية هو الشهيد رقم 17 في التصعيد الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ عصر أول أمس الجمعة واستهدافه بصاروخ إسرائيلي من زنانة تراقب كل متحرك على أرض غزة يدحض رواية الاحتلال بأنه يستهدف فقط المقاومين، ثم تلا هذا الاستهداف استشهاد مزارع في إحدى بيارات وسط غزة كدليل جديد على أن كل ما هو بالمدينة مستباح لدى الاحتلال. |167457| |167456| |