|
قراءة لمستوى الوطني يعد لقائي نيبال وتركمنستان وقبل لقاء المالديف
نشر بتاريخ: 11/03/2012 ( آخر تحديث: 12/03/2012 الساعة: 01:21 )
بعد لقائي نيبال وتركمنستان وقبل لقاء المالديف
فرسان الوطني يكسرون حاجز الخوف ويجسدون شخصية جديدة للفدائي، النزعة الهجومية والتنظيم الدفاعي ابرز السمات حراسة المرمى في امان بوجود رمزي وتوفيق، العتال عاد ليكون الفتى الذهبي للفدائي والبدلاء بكفاءة الاساسيين الخليل- معا- متابعة عبد الفتاح عرار- الظهور المشرف للوطني بدأ من لقاء اذربيجان عندما شاهدنا منتخبا منضبطا كسر حاجز الخوف امام المنتخبات الكبيرة وبدل من التقوقع في المنطقة الخلفية بادر منتخبنا في الهجوم لان الخطة التي لعب بها محمود كانت هجومية متوازنة. وقد كان الفوز على اذربيجان بهدفي ابو صالح والعتال بمثابة بث روح الطمأنينة لدي عشاق الفدائي قبل السفر الي نيبال. الامر الذي برهنه فرساننا في لقائي نيبال وتركمنستان واقتربوا كثيرا من حجز بطاقة التاهل للمربع الذهبي لا وليس فقط بطاقة التاهل بل هم على اعتاب صدارة المجموعة. جمعنا اربع نقاط من فوز وتعادل وسجلنا هدفين ولم يتلقى مرمانا اية اهداف لنكون الدفاع الاقوى في المجموعة وقد يكون ذلك على نطاق البطولة. كسر حاجز الخوف نعم تعود منتخبنا في السابق عند مقابلة منتخبات تلعب على ارضها ان يبدأ مدافعا وان يمضي غالبية فترات المباراة مدافعا، الا ان الصورة اختلفت هذه المرة فرغم اننا لعبنا امام اكثر من عشرين الف متفرج ومع فريق يلعب على ارضه الا ان النزعة الهجومية كانت مع بداية الدقيقة الاولى فدخلت الرهبة في نفوس اصحاب الارض الذين تفاجئوا من هذا المد الهجومي حتى اثمر عن تسجيل هدف التقدم في الدقيقة الثالثة من المباراة بعد مجهود ثلاثي من مراد اسماعيل وفهد العتال وعلاء عطية بعد تسديدة الاول الصاروخية التي افلتت من يدي حارس المرمى ليتابعها العتال ويضعها على طبق من ذهب لعلاء عطية الموهوب امام فوهة المرمى. ورغم تقدمنا بهدف الا ان النزعة الهجومية بقيت قائمة دون خشية لاصوات الجماهير المحتشدة ولتي كانت تشجع فريقها يضراوة. ان كسر حاجز الخوف بدى ظاهرا من خطة المدرب الهجومية عندما لعب بطريقة 4-4-2 رغم انه يلعب المباراة الافتتاحية مع اصحاب الارض وهذا يحسب لجمال محمود منذ مباراة اذربيجان. وبعد ان كان منتخبنا يخشى المنافسين اصبح لديه الثقة لفرض نفسه على ارض الملعب ويبدأ مسلسل خشية الاخرين من الفدائي المتالق. تجسيد شخصية جديدة نعم انها شخصية الفريق الذي اصبح يلعب برجولة على مدار تسعين دقيقة وبلياقة بدنية تمكنه من الظهور بشكل رائع طوال فترة المباراة وهذا يحسب للجهاز الفني وخاصة الكابتن فراس ابو رضوان الذي استطاع في فترة قصيرة ان يرفع من لياقة اللاعبين وتفادي تلقي مرمانا اهدافا في الدقائق الاخيرة كما جرت العادة. النزعة الهجومية والاداء الرجولي واللياقة البدنية العالية جسدت شخصية جديدة للفدائي اصبحت مدار بحث لمدربي الفرق الاخرى. هذه الشخصية ان تواصل تطويرها وصقلها مع زيادة في الانسجام وتطوير الفكر بجمل تكتيكية متطورة فلن يكون هناك داع للشك ان مستقبل الوطني مشرق. النزعة الهجومية طالما نادينا بضرورة التركيز على النزعة الهجومية واللعب بمهاجمين اثنين لان الاداء الرجولي قد يعوض ما كان يحاول المدربين التركيز عليه في خط الوسط بالاعتماد على خمسة لاعبين على حساب الخط الامامي، ولكن عندما لعبنا باثنين من المهاجمين احدهما دائما يتواجد في العمق الدفاعي للفريق المنافس استطعنا الوصول للشباك. ولم تتوقف النزعة الهجومية عند حد وجود مهاجمين اثنين بل تعدتها بوجود العديد من التسديدات من لاعبي خط الوسط ومن المدافعين احيانا كما شاهدن موسى ابو جزر وحسم ابو صالح اللذان سددا في اكثر من مناسبة على مدار اللقائين منضمين للاعبي الوسط مراد اسماعيل وخضر يوسف واشرف نعمان وعبد الحميد اابو حبيب الذين سددوا بجراة منفذين تعليمات المدير الفني. ولان الهجوم خير وسيلة للدفاع فان هذه النزعة الهجومية ساهمت في خلق دفاع منظم ومتماسك. دفاع منضبط تكتيكيا ومنظم رغم اننا تمنينا ان يتواجد كل من عبد اللطيف البهداري وعمر جعرون مع المنتخب في هذه البطولة، الا اننا في الوقت ذاته على اتم الثقة بوزارة الدفاع وهذا ما بدى جليا من خلال المحافظة على الشباك نظيفة في اخر ثلاث مباريات، ففي المباراة الاولى قام كل من حسام وادي وخالد مهدي وحسام ابو صالح وموسى ابو جزر بواجباتهم على اكمل وجه بتنفيذ اسلوب دفاع المنطقة في غاية من الانضباط التكتيكي اعتمادا على هدوء الاعصاب والتسليم من اللمسة الاولى واللجوء لمبدأ الامان في حالة الخطورة والابتعاد عن ارتكاب المخالفات على مشارف الصندوق اضافة الى تضييق المساحات من خلال مواصلة الضغط متسلحين بارتفاع منسوب اللياقة البدنية والضغط بحظر على العب المستحوذ على الكرة وتغطية الفجوات من خلال تبادل المراكز عند الضرورة وقد جسد هذا الدور بنجاح احمد حربي امام تركمنستان. وفي المباراة الثانية قام حربي بواجبه على اكمل وجه بديلا لوادي. تغيير التكتيك يبدو ان جمال محمود قرأ الفريق التركماني بشكل جيد فمن شاهده امام المالديف ايقن اعتماد الفريق على الاطراف وخاصة الجبهة اليمنى فدفع في المباراة القانية بمراد اسماعيل في ميسرة خط لوسط لمساندة موسى ابو جزر الذي ركز عليها التركمان ونجح اسماعيل بالقيام بهذا الدور وقد قام محمود بذلك لان كلا من نعمان وسمارة اللذان يشغلان هذا الموقع لديهما نزعة هجومية كانت من الممكن ان ترهق ابو جزر وهذا التكتيك تغير عن المباراة الاولى التي كان فيها اسماعيل صانعا للالعاب في وسط الملعب. تبديل مراكز ناجح حد من خطورة التركمان وجعلنا نخرج بنقطة ثمينة امام فريق منظم يعتمد على مهارات لاعبيه الفردية وينقل الكرة من الاطراف. حراسة المرمى في امان رمزي صالح كان رجل المباراة الاول امام النيبال عندما نجح في التصدي للعديد من الكرات الخطرة ولعب بخبرته امام هذا العدد الكبير من الجماهير. وفي المباراة الثانية اثبت توفيق علي انه قادم بقوة فبعد تقديمه شوط ثان مميز في مباراة الامارات وتالقه امام اذربيجان عاد ليقبت نفسه في لقاء التركمان ويعوض غياب رمزي صالح المصاب. ولن انسى الحارس محمد شبير الذي يعتبر من افضل حراس الدوري الفلسطيني وبالتالي فان حراسة المرمى في امان كامل بوجود رمزي وتوفيق وشبير وهذا ما يمنح ثقة للاعبين في الملعب. ولا اخفي انني ورغم ظهور رمزي في المباراة الاولى بشكل رائع لم ينتابني القلق بالدفع بتوفيق في المباراة الثانية وخاصة ان المنافس يعتمد على العرضيات وبالتالي فان وجود توفيق بطوله الفارع قد يساهم في التصدي للكرات العالية في ظل غياب المدافعين طوال القمة. بكل الاحوال فان وجود رمزي او توفيق او شبير فلا خوف من وجود أي منهم لان ثلاثتهم مبدعين. العتال الفتى الذهبي لم يكن ظهوره في اياب الدوري بشكل رائع محض صدفة فهو قد عاد لمستواه الطبيعي الذي مكنه من العودة لصفوف المنتخب ليدافع عن لقب الفتى الذهبي وكان ظهوره اكثر من رائع في مباراة اذربيجان وعاد ليواصل تالقه في مباراة النيبال ويصنع هدفا ويسجل اخر وان لم يتمكن من التسجيل في المباراة الثانية امام التركمان الا انه قام بدور القائد وازعج مدافعي الفريق المنافس وتحرك دون توقف وضغط برجولة وقام بواجبه الدفاعي ايضا واجاد التمركز واحسن مع زملائه الانتشار. راوغ وسدد وتعمق وانفرد وسجل وقام بدور الاسناد فاستحق ان يستعيد لقبه من جديد على انه الفتى الذهبي للفدائي كما عهدناه. البدلاء بقيمة الاساسيين من خلال التبديلات التي اجراها جمال محمود في اللقائين شاهدنا ان البدلاء قام بدورهم على اكمل وجه وخاصة عبد الحميد ابو حبيب الذي كان بديلا في المباراتان ومن قبلهما مباراة اذربيجان ويستخدمه المدرب من اجل زيادة الكثافة العددية في وسط الملعب للحفاظ على النتيجة ونجح في تادية واجباته الدفاعية والهجومية. هو الحال ايضا بالنسبة لاحمد عبدالله الذي نزل بديلا وابدع في المنطقة الخلفية للمحافظة على نتيجة المباراة وكذلك هو حسام وادي الذي كان بديلا ناجحا في مباراة اذربيجان ومن ثم بديلا ناجحا في مباراة تركمنستان دون نسين كفاءة توفيق علي كبديل لشبير في مباراة الامارات ومن ثم بديل رمزي في مباراة تركمنستان. ولا شك ان بقية البدلاء وان سنحت لهم فرصة المشاركة وهذا متوقع مع اقتراب انتقالنا للدور الثاني بانهم سيكونون على قدر من المسؤولية مما يؤكد مهنية الكادر الفني في الاختيار. مباراة النيبال امام اكثر من عشرين الف متفرج وتحت اظار جوزيف بلاتر قدم منتخبنا مباراة قمة في الروعة وخاصة في الشوط الاول ورغم تعرضنا للضغط في الشوط الثاني الا اننا استطعنا المحافظة على تقدمنا من خلال الانتشار المنضبط والضغط المتواصل وهدوء الاعصاب ومن ثم الاعتماد على الهجمة المرتدة بطريقة ذكية اثمرت عن تعزيز هدف التقدم بهدف اخر ومن ثم جاءت التبديلات الموفقة من اجل المحافظة على النتيجة لتقلب توقعات النيبال الذين افرزوا نسبة 73% فوز لفريقه و26% احتمال التعادل بثقة مفرطة تبددت عند اقدام اللاعبين وفكر الجهاز الفني. مباراة تركمنستان بعد الحصول على النقاط الاغلى في المباراة الافتتاحية وفوز التركمان على المالديف بنتيجة 3-1 كان لا بد من التفكير بعدم الخسارة امام التركمان ورغم ان محمود لم يلعب مدافعا وسعى لتحقيق الفوز من اللعب بنفس الطريقة الهجومية الا ان الهدف تحقق لان الفريق المنافس من افضل فرق المجموعة وبعد تعرضنا لضغط في الشوط الاول نجحنا من خلال عدم الخوف من المنافس بتسيد الشوط الثاني وكن لنا اكثر من فرصة خطرة وخاصة تسديدة اشرف نعمان اللولبية التي كادت ان تعلن تقدمنا. ومع اقتراب المباراة من نهايتها ضغط المنافس من اجل تحقيق الفوز وضمان التاهل خاصة ان لقاءه الاخير سيكون صعب قبل معرفة النتيجة لاصحاب الارض مع المالديف وبالتالي حاول ضمان التاهل مبكرا بالضغط لتحقيق الفوز مع اقتناع محمود بالتعادل وخراجه لمهاجم وتكثيف لاعبي خط الوسط وبالتالي تحقق الهدف من جل زيادة فرص ضمان صدارة المجموعة. لقاء المالديف كان متوقعا ان يتلقى المنتخب المالديفي خسارة ثانية من اصحاب الارض بعد خسارته من التركمان لكنه احدث مفاجئة بتحقيق الفوز عليه لتتجدد اماله بالمنافسه على احدى البطاقتين اذا ما حقق الانتصار على منتخبنا. بعد فوزه على اصحاب الارض ولن ننسى انه كان صاحب السبق بالتقدم في مباراة التركمان اصبحت مباراتنا امامهم غاية في الصعوبة وان كان يكفينا التعادل لضمان التاهل مع اننا نامل بتحقيق الانتصار لضمان صدارة المجموعة. على كل الاحوال ما يهمنا هو التاهل ان استطعنا الفوز كان به لكن علينا تجنب اية مفاجئة من المالديف بعد تجدد امالهم بالتاهل. ومن خلال متابعتي للقاء المالديف امام التركمان فانا على ثقة ان منتخبنا لن يجد صعوبة من تخطي المالديف انما يجب علينا الحذر من فريق يلعب مدافعا ويعتمد على الهجمة المرتدة وما يمكن ان يساعد منتخبنا هو ان المالديف بحاجة للفوز للتاهل وبالتالي سيلعبون بنزعة هجومية وخاصة في الثلث الاخير من المباراة وبالتالي ستكون هناك فرصة لمنتخبنا لاصطيادهم اذا ما تواصل الاداء الرجولي مع النزعة الهجومية وكلنا ثقة انهم قادرون على تحقيق ذلك. الطريق الى الدور الثاني في حالة الفوز على المالديف بفارق هدف عن فوز تركمنستان على النيبال فان منتخبنا سيتصدر مجموعته وكذلك الحال في حالة لفوز وتعثر التركمان بالتعادل او الخسارة ومن الممكن ايضا ان نتصدر المجموعة في حالة التعادل وخسارة التركمان من النيبال اما التعادل فهو يؤهلنا بكل الاحوال بحيث في حالة فوز او تعادل التركمان وتعادلنا مع المالديف نحتل المركز الثاني. اما في حالة الخسارة فسيتوقف رصيدنا عند النقطة الرابعة ويرتفع رصيد المالديف لست نقاط ويبقى فارق الاهداف هو الحكم بيننا وبين التركمان ان خسروا امام المالديف وان حدث وان خسرنا بنتيجة هدف وخسر التركمان ايضا من النيبال بهدفين او اكثر فاننا رغم الخسارة نتحتل المركز الثاني. اما امكانية توديع الدور الاول فهي ستكون في حالة فوز التركمان او تعادلهم وخسارة منتخبنا امام المالديف . من هنا فان هدفنا هو الفوز وبفارق من الاهداف من اجل ضمان صدارة المجموعة بعد الاداء الرائع الذي قدمناه في هذه البطولة وهذا لن يكون صعبا على الفريق في وضعه الحالي اذا ما وصل تقديم عروضه الرائعة بعد كل ما تحدثنا عنه خلال مشوار البطولة. |