وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نثريّات

نشر بتاريخ: 11/03/2012 ( آخر تحديث: 04/04/2012 الساعة: 09:27 )
ولدتُ في الحقل، ذات ربيع شمسي، ولما قامت أمّي لتجفّف مشيمتها، كان عمري قرابة السبعين عاما، وراحت ترضعني لباء الفرس ونسغ الغابات وعرق الينابيع وعسل الصخور، ومسحت جسدي بزيت طفاح لاذع، ولفّتني بموجة شالها المزركش بالزهور وعروق الدوالي والأرجوان، فأقاموا لميلادي ليالي الفرح وموائد الزاد، فشربتُ الأغاني من فم النايات ورعاة النغم المذبوح بالرمش والعطش، وكان المكانُ فاتناً الى حد الخوف. وأصبحتُ كهلاً، وما إن دخلت المدرسة حتى اجتاحوا البلدة، وكان أبي الشاب يحمل جناده وبندقيته، ليحمي الزرع والقمر والضفائر، فسجنوه وقتلوه، وشردوا البلدة، وصار دم الحوامل ياقوتاً يرهج بحمرته الساخنة في الطرقات .. وأضحيتُ شاباً، وبحثتُ عن ذاتي بضع سنين، حتى وجدتها في الخيام والأحلام والحنين الجارف، وبدأ النشيد .
***
غزّة غزّتان
التي تدافع بشهدائها من كل لون ، عن الحياة والحرية والكرامة ، وتكسر الحصار الفاشيّ، فتطير النعوش لتعيد تشكيل الغيم في السماء ، وهي غزّة الصيّاد والشبك المعبأ بالنجوم ، وبيّارة البحر وجيفارا ومعين الشاعر، والشاي المطهم بالنعناع الليلي، وعرائس الموج ونداءات النخيل ..التي ترفع مرساتها اليوم لتبحر مع الشهداء الى الخلود .

وغزة المسيّجة، حلبةُ المصارعة التي أعدّها المحيطون.
وغزةُ ورشةُ الشيطان التي دمّرت النموذج، وشرّعت ذرائع التغريب، ذلك أنّ ما حدث كان في تاريخنا وفي غير أرض عربية، ما يعني أن النصّ سيتعرّض للأذى والحرق، وأنّ ما كان هو صناعة فلسطينية بامتياز تستحق الإدانة، وليس منُتجاً إقليمياً أنضجه الحصار وعقود الاحتلال والمداخلات والمصالح! وأن التمرّد الذي تفوّق على مشرّعيه هو نفسه دليل تقمصّ القاتل الهشّ الضحيّة للقاتل الأصل، ما يعني، أيضاً، أن فلسطين، التي كل شيء فيها شهيد، قد دخلت إلى "الكوما" لأنّ مَنْ ماتوا لها كانوا شهداء، أما مَنْ ماتوا في غزة، فهم قتلى.. وبالمجان.
وغزةُ صحنُ الجمر الريّان، هي قصيدتنا الرديئة، الآن، والتي لا تستقيم معها أي نظرية، سوى ما تناسل من زجاج تكسّر في الأصابع والشفاه.
والقتيلُ في غزة هي غزةُ وأخواتها، ولا أعني القدس أو جنين، بقدر ما هي العواصم التي أصبح وعيها الكوميدي أكثر تراجيدية لمعرفتها بالكارثة، وعجزها عن الحراك أو الكلام.
والقتيلُ في غزة هو الوحي والموج والصغار، والكوشان الذي احترق بحليب امرأة كفرت بالنار المُرابية التي أخذت كل شيء.
والآن، ينبغي لغزة أن تدرك أنها لن تجد مساحة تميل عليها الا قلبها الريّان الذي يصالح أوردته وشرايينه، ليبقى النبض غزيّاََ يليق بالبيارة والبحر.
***

الموت هو الطريقُ إلى الرهبة، وعندما يسقط الشهيد يصيح: لقد اكتَمَلْتُ، إنهم يحيطونني من كل صَوْبٍ وَجِهَة، ومهما كان الظلامُ المُسلّحُ شديداً، فإنَّ الفجر يقفُ له بالمرصاد، وها إنني قد وصلتُ إلى ذلك المكان المخبَّأ الذي أقاموه على منتصف الكرة الأرضيّة، فانظروا؛ أنا تلك الشجرة الخاصة التي نبتت من بذرتي الحمراء، وكل مَنْ يشرب من عصارتها سيعيش إلى الأبد. أنا شجرة الحياة التي ستبقيكم خالدين، ولآدم وأبنائه شجرةُ المعرفة التي أخرجتهم من الجنّة، أنا الجنّة والبقاء إذا وصلتموني، ولكم اللّحد والدود واليباب إذا بقيتم تنتظرون غودو الذي لن يجيء.

***
تدخل الزنزانة خائفاً مرتعداً مرتبكاً، تحاول أن تجمع ذاتك، وتندس في العتمة زائغاً، تكاد تتكوم انهياراً، وشيئاً فشيئاً تتّضح الجدران، فترى كلماتٍ حَفَرها المعتقلون بأظفارهم، أو كتبوها بدمائهم، تتملاها، وتقرأها ألف مرّة، وتراها ملء العينين تطير وتدخل قلبك، وتنطبع هناك في سويداء الوجدان، فتتماسك وتنهض مثل حصان أسطوري، وتدق برمانةِ كفِّك كلَّ الأبواب الصلدة، وتنفر دماؤك، وتخطّ بإصبعك المغموسِ النهايةَ المُتَوقَّعة.

***
عندما ينادي الغريب يصدعُ الصمتُ بالنداء، ويكرزُ الحنين في الخشب، فتخضرُّ السلالم، وتبتلّ الخطوات بالندى، ويصير الوقت ودوداً.
وعندما ينادي القريب تجنح المذابح إلى شفراتها، لتشحذها من جديد، ويبدأ الهراء.
وعندما تنادي البكارة يكون العصفورُ قد شخب على المقصلة، وانطلق من جديد، لكن المقصلة تثلـّمت، ودخلت في بهاء العبودية المتوالد.
وعندما تنطفئ النار فإن دخانها يُعشي العيون.
وعندما ينادي الإحباط لتكون الكآبة، تفتح البيداء ساقيها لنورس البحر، فتحمل بالثلوج، ويبدأ الكرن?ال.

***
لم تتوقف قبائل الغبار عن إسدال ستائر السواد، حتى لا نرى الوجوه المحفورة في القلب.
ولم تتوقّف عن إغلاق كل الدروب بالحديد الطائش الغليظ المجنون، لكن الفرس مطهمة، وتُسابق الأشجار، وتقفز فوق حواجز الدم والنار، ولا تلتَفّ على الطريق المعبّد منذ آدم والطوفان.
***
أنا لست وادياً لأحمل دمع الغيم اليتيم أو أسمال من قدّمتهم الأكواخ إلى منتهاهم العاجل. ولستُ صخرة كبيرة للنبي الشاب الأثير أو لمعاقبة ابن الآلهة الضال. أنا ذلك الصعود النافر كجرَّة فلاحةٍ شابةٍ تمضي إلى نبعها الثر، أو سهمٍ رمى قلب الفراغ الكثيف فأصابه فاطمأن إلى هذا الرمش الحديديّ، وأبقاه ليظل شاهداً على عشقٍ مبهَمٍ مستحيل.
أنا لعبةُ التراب الشاهق مع غبش السماء، أو حنينُ الأرض الأبديُّ إلى أُمِّها التي انسلخت عنها لترقُبَها وتعبدَها إلىِ أبد الداهرين.
***
أعلن مدينة الآس وبلد النجم.. أنا ملكها وعبدها، ولن يدخلها إلا من أقال السوء نفسه أو التبعيـّة أو الانبهار، ولنا النار والقلب وما يكتبون.
وهذا إعلان الخروج الحرّ الوجوديّ من المظلمة والاستلاب، واستنكارٌ ساخطٌ ضد من عبثوا في الروح والمدارك، ولعنةٌ على من تعبوا وارتخوا واستسهلوا الزهر الذاوي.
وإنه بدايةٌ على هذه البسيطة لتشهدَ صوتاً آخر غيرَ الصدى المهزوم الذي يخيط أكفانه بيديه، وهو خريرُ الدمِ اليافع في الأضلاع لتسديد عافية الفهد وأنفاس الندى وعناد الجُلِّنـار، وإنه انبعاث من الانكسار والتشظـّي والركونِ إلى الخواء الفاسد.
وهذا ميلادُ طائرِ الساحلِ الأسطوريّ.. الذي أضرم عزيمته وإصراره لينطلق من فضاءات البراري والرياح، وهو صوتُ الأبد والبصيرة، وهيكلُ الحلم المحروس والحقوق الأولى، وهو قرارُ النصر قبل المعركة، وميدانُ الحياة لأبناء الموج والحصاد والأغاني الصعبة المجروحة بالمناديل أو الحنين الذابح.
***
أسوار مدينتنا من ذهب القـُلوب، وهالةُ نجمها الساطع من عروق ثوبنا، سنربّي الغابات والأنهار، ونعشق النحل والسنابل، ونفيض بالحليب والنبض، وننقش على مداخلها جداريةَ الحياة، ونرفل بأزهارها، ونحكي للأيقونةِ الغضـّةِ ما ينبغي أن يكون.
وسيبقى ذهبي عارماً، فهو حرفتي الأحلى، ومغارتي التي تفضي إلى مسارب الكهوف تحت جلد الأرض المعّبـأة بهذه الحجارة النارية التي تفضّ الأرض بغضب براكينها، أو تشلعُ الروابي باهتزازات زلازلها كلما مات طيرٌ أو رضيعٌ، أو سكتَ المغنّي من قهر السجـّان، أو سطا العربيدُ على الزغب.
***
إن كلّ من يعبث بالمدينة سيكون عبرةً قبل البرزخ وعند البعث، فالعبوا بعيداً عنها وعن أيتامها وضحاياها لتتمّ لكم المغفرة. فالمدينة شجرة وأيقونة وآيةٌ لا تؤوّل إلاّ بالمحبة والعدل والحق.
ويقول: احذروا البنايةَ الشاهقة التي لا ظلّ لها، والصابونةَ التي لا تُرغي على فروة الغزال، والجُملةَ التي تساوي بين الصياد والطريدة، وتمنح سارقَ الذّرى هواءَ السلام والرسوخ.
والويلُ لمَنْ شهدوا الصّلْبَ ولم يصرخوا، بل تمتّعوا بسرد الحكاية، وانصرفوا.. فسينصرفون إلى جحيم الدنيا قبل الجحيم الأخير.
ويقول: احفظوا غرفةَ القمر ومهدَ الغيمة التي هبطت وانسربت في وسائد البيوت والحاملات،
لكي لا ينزو الوحش على الزرافة.
ولا تشربوا الماء المالح، فَدَم القراصنة يسير في البحار.
***
أقسَموا! لقد رأوه تماماً؛ بثوبه الكتّان السكريّ،
وشَعْره المدرّج السابل العسلي الكثيف، ولحيته
الزعفرانية الخفيفة الناعمة، وعينيه وطوله ويديه المباركتين.. لقد رأوه يمشي ثانيةً، من أوّل طريق الآلام إلى الجُلجُلة، دون تاجٍ أو شوكٍ أو صليب .. ولكنه يمشي المسافة كل ليلة .. وهالته تدلّ عليه.
***
اصرخوا إذا شهدتم قتل النبيّ الشاب، وإلاّ ستصرخون أَلَماً من فضول ما سترونه من مُتعة العذاب .
واصرخوا إذا مرّوا ببساطيرهم الثقيلة في الطرقات، فكل شبر صلّى عليه نبيّ أو سجد فوقه ملك مُقرّب .
واصرخوا إذا منعت الجدرانُ الشمسَ من الدخول، فالمدينة أمها التي أرضعتها فضّة الحياة .
واصرخوا في وجه سيّدها، الذي يدّعى أنه سيّدها، فقد رآه الليلُ ينسلّ من بيت القاتل متأبطاً ذراعه الباطشة .
واصرخوا في وجه كل خطيب يرطن بالسلام،
فثمة مذبحة بعد الكلمات
***
لم يحلموا بالزنابق البيضاء ! كانت أياديهم تشرّ بدم الملاجىء والصغار، وببقايا لعبة احترقت، فَوصَل قطرانها إلى ثيابهم الداكنة .. إنهم يشربون دماً ويأكلون دماً ويُخْرِجون دماً، ويحلمون بالدم والكوابيس، ويؤوّلونها بالدم والحروب، ويرسمون غدهم بدم الطيور والرُّضّع، ويبنون بيوتهم بعظام الموتى والشجر المخلوع، وعندما يحتفلون؛ يمتلىء الخوان بعبوّات الدم، وصحون العيون الصغيرة المُطفأة، والشفاه الطفلة المقصوصة، والأصابع الناعمة المقطّعة، ويقهقهون فتتبقّع أفواههم بفقاعات الدم المتناثر، وتبدو أنيابهم كقرون الفلفل الصيفي الحريف، تقطر سائلاً له شَوْخة أنفاس الموتى، وزنخ الجثث التي أكلوا أكتافها وظهورها.. إنهم يحلمون بدم جديد يعبِّئونه في زجاجات، يرصفونها على الرفوف، ليشربها أبناؤهم قبل أن يركبوا الحافلات إلى المدرسة.

***
هنا عَرَّج زرياب، فأكل وشرب ونام، وكان في الليل قد أذاب الحجارة والغيومَ والمصاطِبَ والغصونَ، ونثرها حبّاتٍ تسطع كفراشات النار في السماء، ثم أخذ من جديلة الفَرس أوتاره، لينثر الأندلس على التلال.

***
نحن أبناء السديم الأول، وأوّل مَنْ حطّ على هذه الأرض، ولم يكن قبلنا غير العماليق، الذي كان جدّهم، عوج بن عناق، يمدّ يده في البحر، فيمسك الحوت، ثم يرفعه فيشويه في عين الشمس، ويأكله ..
ومنذ أن كُنّا، وما زلنا، لم يعد العماليق، لكنهم موجودون كالأرواح والرياح والنطفة والجدار والطريق ..
لقد ترك العماليقُ بعضَ نقوشهم التي تقول: سعيدة هي الأرضُ التي تلد الأساطير والشهداء .. وحزينة تلك التي تحتاج إليهم !
***
والمدينة، الوسادة الممتلئة بالسحاب، والغلّة في خوابي الصدر، والمياه الجوفية التي تفيض بالانشراح. إنها ذاكرتي المسلّحة، وهي أنا بكل جوارحي وأهوائي ومداركي وأحلامي، وعرق خطيئتي، وقرنفلة صلاتي، وجموحي المحتمل، وجنوني العذب الرقيق .. لهذا، فإن المدينة تستحق أن نموت من أجلها، وأن نقدّ أجيالاً وراء العقرب المخاتل في السجون، كرمى لعينيها الخضراوين، وأن نفور بالأحصنة ونحن على حواجز التفتيش، وتستحق أن نغفر لأنفسنا، وأن نتجاوز عن لزوجة السكاكين، وأن نطوي صفحة الرماد والتبديد والانكسار.
وتستحق المدينة أن نحملها معنا في السفر وإلى القبر وإلى الأحفاد والصفحات، وتستحق أن ننغرس فيها، ونتماهى مع كل ذرّة تراب مُقدّسة أو حبّة ماء أو قطرة شهد على أرضها ومصاطبها .. لأن ثمة مَنْ يريد، بالسجن والقتل والحاجز والحصار والسور والجوع، أن يخلعنا من جذرها. لكننا باقون، كالوشم والمطر والمواسم والنوم واليقظة والعشب والصوّان. باقون إلى أن لا يكون هناك مكان إلاّ الجنّة ! ذلك لأن المدينة جنّة الدنيا، ومثال الجنّة التي ستكون .

***
يلد السَحَرةُ وقت الغروب، حتى يكونوا قادرين على تأصيل هذه الغربة! والغروب في الصحراء لوحة تتداخل فيها الوان المغيب مع بياض الغيوم الرقيقة، فتكتسب الغيوم لون الحنّاء الحزين. ودائماً، ثمة دمعة كبيرة، في السماء، تظل حتى الخيط الأخير الذاهب إلى البحر، كأنها وردة جُلنّار فقدت أُمها، وأتت لتشاركنا الأسى الطريّ .
وعلى مرمى عينيك، ترى العوسج يستعد للنوم، تحت لحاف الندى . وثمة زهرة يتيمة تذبل عند حمأة الظهيرة، لتستعيد تفتّحها! وكم تجمّعت حدقاتنا حولها، وحاولنا أن نستقدمها نحونا... لكن دونها خرط القتاد والبساطير.

***
أيتها النبيلة الذبيحة الجليلة، يا أمّ الشجن والنايات، ويا أمّ الدموع السخيّة والنعوش الطائرة، ويا أمّ الدالية التي تنفجر ناراً وقصائد، لقد عانقوا سيّد المذبحة قبل أن تترك الخيمةُ أليفها البائس، وقبل أن يجتمع مثلثُ القلب في صدر الطريق. واجتمعوا تحت الخيمة الكابية كالبيض الخداج، فأدخلت السواطيرُ أسنانها في هشاشة عظمها المتكسّر وأفسدتها.
وصارت ريحُ الراية المنكّسةُ موسيقى السير المكابر نحو الهاوية. وأضحى الصوف الأحمرُ لا ينبئ بدم الطرقات والمغاور الرطبة، بل يبشّر السيدة بحَمْلها الكاذب الحرام.
هنا.. على رأس كل وليد أفعوان لا يراه سوى الثائر المذبوح على الشرفة، وسيكبر الأفعوان في جوف الوليد، ليلتفّ على عنقه أو عينيه، فيمشي على غير هدىً، أو يكون هباءً في عتمة العدم. لقد جفّفوا المعصرةَ والمُقر والبئر والوريد والّلحاء.. حتى تناسخت المومياء في كل خَلْق. واٌنسربوا إلى جُرح المُتْعة، ورشّوا عليه حامض الشيخوخة، وغطّوه بجلد الجيفة المتغضّنة.

***
ولن يملّ الثائر، فقد طفح بالزلزال، ورأى قبل الرّعاةِ النجمةَ التي أرهصت بالفادي. ورأى القوافلَ تحمل أزهار اللّوتس وهي تتثنّى على انسراب الفيروز، وتحرسها تروسُ الجزيرة البرونزية، وتَحفّها غلظةُ الحديد الصاحي، لتصل إلى المدينة بعد أن تحمل من جيفع واللطرون قطوفَ الصحوة والسهر، ويدفّ معها على الراحلة جارحُ السكون بربابته التي تدرّ شَفَقاً وبنفسجاً، وتسيل نخوةً ودموع رجال، ليخبر الناسَ عن أهوال ما جرى وراء النهر من خطايا تقشعرّ لها الأوتاد.