|
المخيمات الصيفية : عودة البسمة إلى الطفولة الفلسطينية
نشر بتاريخ: 28/07/2005 ( آخر تحديث: 28/07/2005 الساعة: 14:45 )
نابلس- معا- بعد انتهاء العام الدراسي، ينتظر الآلاف من الطلبة انطلاق المخيمات الصيفية، أملاً بإجازة يستثمرون فيها أوقات فراغهم، التي حولها الاحتلال الإسرائيلي إلى معاناة دائمة في داخل سجن كبير.
ولكن ما هو واقع هذه المخيمات؟ وما هي أهدافها, ورسالتها في ظل الواقع الذي يدون فيه يومياً الحصار والاعتقال والهدم والشهادة ؟ المخيمات تمارس مختلف الأنشطة فتحي خضر، منسق اللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية في نابلس، قال : تم تدريب منشطين ل100 مخيم صيفي، وطلبنا مدارس لحوالي 120 - 130 مخيم صيفي. وفيما يتعلق بالأنشطة والبرامج فجزء منها يتم تطبيقه للمرة الأولى ، منها المخيمات الرياضية للذكور والإناث، هي الكرة الحمراء، برنامج رياضي ممزوج بالألعاب الشعبية، والآن يتم تنفيذه في 31 مخيم في نابلس. والبرامج التي تم التدريب عليها: إدارة التخطيط ومتابعة المخيمات الصيفية والأشغال اليدوية، والفن، والأنشطة العلمية والبيئية، والتثقيف الوطني المدني، و CPI ( التدخل النفسي والاجتماعي )، والدراما، والمسرح، والكرة الحمراء. وأضاف خضر : أنجزنا 14 دورة تدريبية لحوالي 500 منشط ومنشطة ، وشارك 27 مدرب ومدربة في تدريب المشرفين على المخيمات وتم اختيارهم بناءاً على دراسة ولجنة تدريب ، وقدموا خطط تدريبية ومقترحات تدريبية ضمن دليل تدريبي معد من قبل اللجنة الوطنية يشتمل على جميع المواضيع . وقدم التمويل لها مؤسسة إنقاذ الطفل . وبين منسق اللجنة الوطنية أن تمويل ال70 مخيم تم تغطية جزء منه من موازنة السلطة ، وجزء آخر من مؤسسة إنقاذ الطفل ، ومن اليونيسف ، والكرة الحمراء من مؤسسة الحق في اللعب . وأشار خضر أن كل مخيم فيه من 100-130 طفل أو طفلة . والفئات العمرية من 6 - 12 ومن 13 - 17 عاماً ، وجزء منها وصل العدد فيه إلى 200 طفل ، مما أضاف عبئاً عليهم . وفي هذا العام ، تم تشكيل مخيمات متخصصة للمبدعين ، واحد في الموسيقى ، واخر للاعلاميين الصغار ، واثنان للأشغال اليدوية ، وست مخيمات كشفية ، وأربع مخيمات رياضية ، والباقي مخيمات تمارس مختلف الأنشطة . أما الاحتياجات التي تم توفيرها فهي : التدريب للمنشطين ، والتشيرتات والقبعات ، والقرطاسية والألعاب ، حيث توفر تشكيلة واسعة تضم 65 نوعاً مختلفاً من القرطاسية والألعاب ، ومواد غذائية للأطفال من إنتاج وطني ( حليب الصفا والعصائر والبسكويت ) وسيتم دفع 50 دولار للمنشطين . لا للجدار .. لا للحصار وأوضح خضر أن الطفل بحاجة إلى تفريغ نفسي نتيجة للضغوط التي تعرض لها ، الجو الدراسي ، وظروف نابلس التي لا تزال تعاني من إجراءات الاحتلال . لذلك يجب أن يعطى الأطفال حقهم في اللعب ، فجزء من المنهاج تربوي تعليمي لكن بطريقة اللعب ، أي بعيد عن النمط التقليدي . وحول واقع المخيمات الصيفية قال : إنها تقام في ظروف قاسية وصعبة على المشرف والممول ، إننا لا نعيش في دولة مستقلة ، يوجد خوف من تدخل الاحتلال الذي يشكل خطورة على الأطفال . حتى المدارس ممكن أن تشكل خطورة على الطفل وخاصة القرى القريبة من المستوطنات . وأيضاً الأطفال محرومين من الرحلات المفتوحة ، ففي السابق كنا نتحرك داخل حلقة مفرغة في نابلس . من الضروري أن يتنقل الطفل داخل المحافظات ويتعرف على وطنه ، على السهول والبحر ، فالطفل الفلسطيني لا يستطيع الوصول إلى البحر ، وهذا ولدّ نوع من التحدي . ويوجد أيضاً في المحافظات الأخرى الجدار العازل ، حيث اضطروا لعمل مخيمات خلف الجدار . ومعظم مخيماتنا تحمل شعار لا للجدار .. لا للحصار . وفيما يتعلق بأهداف هذه المخيمات ، بين خضر أن هذه المخيمات تعمل على تطوير قدرات الطفل الفلسطيني ، وتحوله إلى طفل متفاعل مع أقرانه ، ويكون لديه قناعة بقبول الأخر . فالهدف تطوير وتنمية نمط التفكير ، لأن الطفل والطليع الفلسطيني هو شريك في الوطن يجب أن تكون له كلمة مسموعة فيما يتعلق باحتياجاته . ولذلك عملنا دليل تدريبي يتكون من سبع أجزاء تدريبية بمواضيع مختلفة ومعايير لأي مخيم صيفي ، وقمنا بالتعريف بأهداف هذه المخيمات ويجب أن يطلع عليها الجميع لمعرفة حجم الأعباء التي توقع على اللجنة الوطنية في تنفيذ البرامج والأنشطة . ماراثون أطفال فلسطين الأول وبين منسق اللجنة الوطنية ، أنه سيقام ماراثون أطفال فلسطين الأول في29 -7-2005 ، للأطفال المشاركين في المخيمات الصيفية ، من عمر 13-17 سنة ، تحت شعار ( لكسر الحصار عن نابلس ) ، وسينطلق الماراثون من منطقة المحافظة المدمرة حتى الملعب البلدي ، وستكون المشاركة للذكور والإناث . الإناث حتى الملعب البلدي ، والذكور سوف يستمروا حتى مخيم العين ثم يعودوا إلى الملعب البلدي . وسوف تقدم جوائز قيمة من مجموعة من المؤسسات الأهلية والرسمية ، عشر جوائز لأول عشر متسابقين من الذكور ، وأول عشر متسابقات من الإناث . وجوائز للفرقة وجائزة أولى و200 دولار لكل متسابق أول . وأوضح خضر أن المؤسسات المشرفة على الماراثون هي : اللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية ، ومحافظة نابلس ، وجمعية بيت الصداقة ، ووازرة التربية والتعليم ، وجامعة النجاح الوطنية ، ووزارة الشباب والرياضة ، وبلدية نابلس ، ووزارة الثقافة ، ووزارة الإعلام ، والقطاع الخاص . وفيما يتعلق بالاستمرارية بعد انتهاء المخيمات الصيفية ، وما يمكن أن تظهر طاقات إبداعية ، قال : مطلوب من المؤسسات أن تكمل مع الأفراد وخاصة المتميزين والمبدعين منهم . في المخيم الصيفي نصل لمرحلة معينة ، وبعد انتهاؤه ، تأخذ مجموعة من الأطفال المميزين ونعمل شيء خاص فيهم ، أي مرحلة متقدمة في صقل موهبة أو ميول موجود عند الطفل . وطالب منسق اللجنة الوطنية أن يكون الأهالي والمؤسسات متفاعلين مع المخيمات ، وأن يقدموا تقييم حقيقي لها ، ولأي وسائل إيجابية بحاجة إلى تعزيز ، أو سلبية سنعمل على تدارسها مع بعض حتى نتجاوزها . الكل يجب أن يكون شريك لتقديم خدمة في فترة المخيمات الصيفية وما بعدها ، لأنه يجب أن تكون أنشطة على مدار العام ، وأن يكون الطفل في مخيم دائم من خلال استثمار أوقات الفراغ . يجب أن يكون للطفل ارتباط بواقعه الفلسطيني وهويته ، وبجب أن تكون هناك مؤسسات تتفاعل مع الأطفال على مدار العام لتقديم برامج ذات قيمة تربوية ونفعية لهم . وحسب الموقع الخاص باللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية ، تمكنت اللجنة خلال الأعوام 2002- 2003- 2004 من تحقيق الإنجازات الكبيرة من حيث الكيفية والنوعية وهي :- تدريب المدربين: 1-إنجاز دليل التدريب الوطني. 2-عقد 11 دورة لإعداد المدربين تخرج منها 180 مدربا متخصصا في تسع مواضيع تدخل ضمن أولويات واحتياجات الأطفال والطلائع. 3-عقد 288 دورة لتأهيل منشطي المخيمات الصيفية المتطوعين حيث بلغ عدد المستفيدين منها (80129) شاب وشابة من حوالي 600 (مؤسسة أهلية، مركز شبابي، نادي شبابي، مؤسسة حكومية، ......الخ ) ساهم ذلك في تطوير قدرات المؤسسات العاملة في برامج الأطفال والطلائع والذي انعكس على نوعية البرامج المقدمة من قبلها وشكلت نسبة الإناث من هذا العدد مالا يقل عن 55%. المخيمات الصيفية: تم عقد (2720) مخيما صيفيا، استفاد من برامجها (351051) ألف من الأطفال والطلائع الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6-18 سنة شارك في الإشراف وعليها وتنفيذها ودعمها (20) مؤسسة حكومية ، (750) مؤسسة أهلية ، ومجموعة من المؤسسات الدولية ، (12) ألف متطوع، وحوالي (6000) مدرب إداري من العاملين في المؤسسات المنظمة للمخيمات الصيفية. توزعت المخيمات إلى 70% في القرى والمناطق المهمشة ، 30% في مخيمات اللاجئين والمدن ، تم دمج حوالي 7000 طفل معاق ، جزء منها كان عبارة عن مخيمات تخصصية ، رياضية ، بيئية ، ....الخ ، نسبة الفتيات اللواتي شاركن في المخيمات الصيفية حوالي 40% من العدد الإجمالي . وفي جولة لنا في أرجاء المخيمات الصيفية ، وجدنا الفرحة والبسمة في وجوه الطفولة ، التي جمعت ما بين الترفيه والفائدة ، والثقافة والاعلام ، والخروج من الجو العام الذي يحيط بالمدينة . ملتقى الاعلاميين الصغار ومن المخيمات المتخصصة ، كان لنا جولة في نادي ملتقى الإعلاميين الصغار ، الذي تشرف عليه المديرية العامة لوزارة الإعلام في نابلس ، فقد جمع ما بين الترفيه والفائدة من خلال الثقافة والاعلام . ريما الوزني ، مديرة النادي ، بينت أن الملتقى يهدف إلى : تنمية قدرات الفتيان والفتيات واكسابهم الخبرة في المجالات الاعلامية والابداعية والثقافية ، وخلق قاعدة اعلامية سليمة تقوم على اسس علمية ، وخلق جيل واعٍ مميز قادر على العطاء والقيادة مؤمن بأسس الديمقراطية والسلام ، وتأهيل كادر صحفي صغير قادر على الانطلاق والابداع والانتاج ومتفهم لحقوقه وواجباته ، وان يكون نواة لعمل مستمر قادر على تبادل المعلومات وتطويرها ، والمساهمة في تدريب وتعميق الحوار والمشاركة وتطويرها في برامج الاطفال المقدمة من خلال وسائل الاعلام ، وتطوير مهارات الفتيان والفتيات والفئة المستهدفة من خلال تنظيم ورشات عمل ودورات وانشطة مختلفة التخصصات . التواصل مع الأطفال ورأت فاطمة القدومي مديرة مخيم الشهيد ياسر عرفات ، والشهيد نايف أبو شرخ للأشبال أن وجود المخيم الصيفي هام جداً للأطفال لإبعادهم عن العمل في الإجازة الصيفية ، بالإضافة إلى أنه يشكل نوع من الترفيه وملأ وقت الفراغ لهم . مشيرةً إلى أن من فوائد المخيم نزع صفات معينة عند الطفل مثل الفوضى والاتكالية ، وتساعد على تهذيب صفات أخرى ، ويعتادوا على العمل بروح الفريق ، ويحدث التعارف بين الأطفال . فما تتميز به مخيماتنا هي نوعية النشاطات التي تقدمها . وأضافت القدومي أن من خصوصية المخيم هو التواصل مع الأطفال ، حيث يبدأ من عمر ست سنوات ويستمر في المشاركة في المخيم ، ومن الأمثلة على ذلك وجود فرقة الكورال التي تشارك في العديد من المناسبات . بحيث نوجههم للمؤسسات المختصة مع إشراف تام وتدريب مستمر . وعن رسالة المخيم قالت : الرسالة يوجهها الأطفال إلى المجتمع المحلي ، مجملها تؤكد على أن الأطفال يعانوا من مشاكل نفسية ، ويشعرون بوجود نقص عندهم وهنا الحديث عن أطفال البلدة القديمة ، وخاصة الحالات المتأزمة ، وهذه رسالة نكررها ونبعثها من خلال الفعاليات والنشاطات التي يقوم بها الأطفال ، إضافة إلى المشكلة التعليمية . وأشارت بهية حمدان المنشطة في قسم الفنون ، إلى أنها تحاول أن تبين للأطفال انه لا يزال أمل في الحياة ، وأن يشعروا بالسعادة وترى البسمة على وجوههم . لأن الأطفال لم يعيشوا طفولتهم . وبينت ميس الأسطة ، مرشدة تربوية ( CPI ) في نادي الخالدية ، أن النادي يساعد على التفريغ النفسي للطلاب ، ويجعلهم يشاركوا في أنشطة لم ينفذوها في المدارس ، مما يقوي شخصياتهم ويعزز دورهم في المجتمع ويكسبهم مهارات جديدة . ونعمل على تنفيذ أنشطة تتضمن دعم نفسي وتعزيز ومشاركة وديمقراطية من خلال برنامج التدخل النفسي والاجتماعي مبني على غرفة الصف . وأكدت هناء الأغبر ذات ال14 ربيعاً ، أنها شاركت في نادي الشهيد ياسر عرفات من أجل أن تستثمر وقتها بما هو مفيد ، ولكي لا تشعر بالملل ، وأن تتقوى في بعض المواد الدراسية ، وتتعرف على صديقات جدد ، وأن تخرج من أجواء الدراسة والإجتياحات المتكررة للمدينة. وشاركتها في الرأي مها الترياقي ( 12 ربيعاً ) قائلةً : في الاجتياح حاصرنا اليهود ، وفي النادي فرصة لفك الحصار . نهاية وجدنا أنه تم تقسيم الأطفال في المخيمات إلى مجموعات ، ولكل مجموعة إسم ، أغلبها أجمع على الأمل والإخلاص والحرية والقدس . |