وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كلمة الكاتب اللبناني ناصر قنديل لمهرجان الخليل تضامنا مع سوريا

نشر بتاريخ: 18/03/2012 ( آخر تحديث: 18/03/2012 الساعة: 14:19 )
إلى أهلي وعشيرتي وقوميتي وهويتي أبناء وبنات فلسطين الحبيبة
في كل مرة أخاطبكم احس بحلاوة السكر فوق لساني ومرارة العلقم في فمي لأن التوجه إليكم مصدر الفرح والحلاوة يعيدنا اطفالا صغارا نستمع لروايات الأباء والأجداد عن بيارات يافا وحيفا وسهل الحولة والقدس والخليل فنتنسم عبر الأثير معكم رائحة الزعتر والطيون والسنديان والزيتون وزهر الليمون ومرارة العلقم لأننا نشعر بالخجل تجاه ما تقدمون وما تتحملون نيابة عن أمة العرب وانتم الحافظون لمقدسات الإنسانية جمعاء في قدسنا الحبيب .
أحبائي
بدلا من أن تستنفر الأمة لكم ولجراحكم تنجرف قياداتها وراء سياسات الخنوع والذل للأجنبي ويستسيغ حكامها بعد مسيرة تمهيد للتخلي أن تستصرخ فلسطين أمتها فلا من يجيب النداء .
بدلا من أن يهب العرب والمسلمون لنصرة قدسهم وفلسطين يخترعون ألف عذر للهروب ، تخيلوا حجم الحماسة العربية لطلب الحظر الجوي فوق سوريا ولم يخطر ببالهم مرة ان يفعلوها ولو خجلا من اجل الضفة وغزة وفلسطين ،وها هم قد صاغوا آلاف الكتب عن نظريات الأمن القومي ورموها في المكتبات ليطلوا علينا بنظرية فلسطين للفلسطينيين ،يعني دبروا راسكم ، والأردن أولا يعني ما خصنا بفلسطين ، ولبنان أولا يعني تعوا نصالح ويقلع الفلسطينيون شوكهم ،وتكر السبحة مصر أولا يعني يحيا كامب ديفيد ،والخليج اولا فيصير الهم كيف نتحالف مع إسرائيل لمواجهة الخطر الإيراني فتصيرون عبئا على هذا التحالف لذلك يجب إسكاتكم لأنكم صوت نشاز في جوقة العربي المودرن .
الثوري اللذيذ هو الذي يتحدث اليوم عن الديمقراطية أولا فتصير إسرائيل دولة ديمقراطية شقيقة وسوريا بحاجة لتأديب لأنها لم تؤمن بنظرية سوريا اولا يعني مالنا ومال فلسطين وبقيت متمسكة بعنوانها وبوصلتها المقاومة اولا .
ساحة حرب العقول والأفكار هي ردهم على تواضع وسائل اهل المقاومة في ميدان الإعلام بعدما بات ميدان المواجهة العسكرية محسوما لشعوبنا ومقاوماتنا من لبنان وفلسطين إلى العراق ومال الخليج الذي بخل على فلسطين بتقديم العون للمعوزين وتثبيت سكن اهل القدس في بيوتهم فيما يغدق بكرم وسخاء لخوض حرب الإعلام ولو بشعارات لا تشبه حكامه بشيئ فيصبح مجلس التعاون الخليجي مجلس قيادة ثورة للحرية والديمقراطية ثورة تقودها دول لا دساتير فيها .
في هذه الساحة ظنوا مرة أخرى ان التفوق التقني كما في ساحة الحرب العسكرية يتكفل بحسمها وها هم يفشلون كما فشلوا من قبل لأن العقول عقولكم انتم التي لا تنخدع فقوتها بغريزة الصلة بين الله والأرض حيث أنتم المنغرسون في ملح الأرض والممتدون بقاماتكم الممشوقة نحو عنان السماء .
كما فشلوا في ساحات الحرب العسكرية لأننا الأقدر على بذل الدماء والأقدر على تفكيك رموز الحرب يفشلون في حرب العقول لأنهم أهل صناعة ونحن أهل إنتماء فإعلامهم كشعر البلاط وادب الإنحطاط وكلماتكم كرصاص ونار وبراكين وزلازل وشعر الأندلس وصوت فيروز وكلمات محمود درويش وماء بردى وليمون يافا وزيتون الخليل والجليل .
الحرب هذه تهدف إلى رمينا جميعا بحرم أخلاقي عنوانه أننا نوضع بين خيارين ذليلين أن نقبل فرضية الحرية وحقوق الإنسان في ظل الإستعمار والإحتلال كما هو حال ليبيا وكما يخطط لتونس أو أن ندافع عن خيار المقاومة والعروبة في ظل الإستبداد .
وإنني أقول لكم بإسم ما ومن أمثل إن خيارنا ومعنا بكل قوة وعزم وحزم وإيمان سماحة السيد حسن نصرالله وسيادة الرئيس بشار الأسد خيارنا هو خيار ثالث:
هيهات منا الذلة .
خيارنا وخياركم أوطان حرة ومواطنون احرار .
لا حرية لمواطن في وطن بلا حرية .
ولا يصون حرية الأوطان مواطنون بلا حرية .
طريق الإصلاح والمقاومة هو غد سوريا سيبنيه السوريون الشرفاء من موالاة ومعارضة وطنية يجمعهم الإيمان بسوريا قلب نابض للعروبة وقلعة للمقاومة وحامية لخيار الإستقلال وحضن لفلسطين لكنها تزهر بديمقراطيتها وحرية شعبها وقواه الوطنية لتكون الأقوى والأمنع لكنها الأجمل .
بكل الحب والوفاء اقول لكم صوتكم هو الفيصل الذي يحدد موقع الحرب على سوريا في معركتنا القومية الكبرى بصفتها معركة فلسطين .
بكل الإكبار أقول لكم بدلا من ان تتضامن الأمة معكم ها نحن نحتاج تضامنكم مرة أخرى لأنكم الصوت الذهبي الذي لا يقاس بالأعداد في حساب الأصوات .