وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قبل ايام من خطاب الرئيس وفي احدث استطلاعات الرأي: غالبية الفلسطينيين يطالبون الرئيس عباس بالتصرف لحل الازمة الراهنة

نشر بتاريخ: 12/12/2006 ( آخر تحديث: 12/12/2006 الساعة: 17:26 )
رام الله-معا -حمّل غالبية الفلسطينيين حركتي فتح و حماس مسؤولية فشل تشكيل حكومة وحدة تضم جميع الفصائل الوطنية و الاسلامية .

وكان 79% من الفلسطينيين طالبوا خلال شهر تشرين ثاني الماضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية تسهم باخراج شعبنا من العزلة و الحصار المفروض عليه من العالم اجمع .

وفي احدث استطلاع اجرته مؤسسة الشرق الادنى للاستشارات (Near East Consulting) ، و نشر اليوم ، اكد 56% من المستطلعين ان حركتي حماس و فتح يتحملان معاً مسؤولية فشل تشكيل حكومة الوحدة ، في حين اعتبر 23% ان فتح هي المسؤولة وحدها مقابل 21% القوا بالمسؤولية على عاتق حركة حماس .

واجري الاستطلاع عبر الهاتف في الفترة الواقعة بين 7 الى 11 كانون اول الجاري حيث اشتمل على عينة عشوائية حجمها 800 فلسطيني من كلا الجنسين موزعين في قطاع غزة و الضفة الغربية بما فيها محافظة القدس ، و بنسبة خطأ ±3.45 و معدل ثقة يصل إلى 95% .

ماذا بعد فشل الوحدة ؟

وقبل أيام من خطاب الرئيس عباس الذي من المرجح ان يتطرق فيه الى صلاحيته الدستورية و الخيارات التي يمتلكها للخروج من حالة الاستعصاء السياسي و العزلة الدولية و الازمة الاقتصادية القائمة منذ وصول حماس للحكم ، فان 47% من المستطلعين اكدوا ان الوقت قد حان ليقوم ابي مازن بحل حكومة حماس ، مقابل 53% اعتبروا أن الفرصة ما زالت موجودة أمام حماس لعمل شيء.

وفي السياق ذاته، طالب 51% من المستطلعين الحكومة تقديم استقالتها مقابل 49% رفضوا فكرة تنحي حكومة حماس و استقالتها.

كما كشف الاستطلاع ان 92% من الفلسطينيين يحثون الرئيس عباس على عمل أي شيء لحل الازمة ، في حين قال 8% انه لا يتوجب على الرئيس التدخل لانهاء الازمة .

اما بالنسبة الى الخيارات المطروحة امام ابي مازن ، فان 52% من المستطلعة ارائهم طالبوا الرئيس بالدعوة الى انتخابات مبكرة ، مقابل 30% دعوا الى حل السلطة و تشكيل حكومة طوارئ و 18% قبلوا ان يبقى الوضع كما هو عليه الان .

وأكد 56% من الفلسطينيين انهم سيدعمون و يؤيدون القرار المتوقع للرئيس عباس بحل حكومة حماس و تشكيل حكومة طوارئ ، في حين رفض 44% منهم هذا القرار .

ولكن ، اعتبر 71% من المستطلعين ان اقدام الرئيس على قرار مماثل سيؤدي الى احتدام الصراع بين حركتي فتح و حماس مقابل 18% قالوا ان الوضع سيتحسن و 11% اعتبروا أن لا تغيير سيطرأ على الوضع اذا اصدر الرئيس قرار حل الحكومة .

من جهة أخرى ، شدد 30% من الفلسطينيين على ان الحرب الاهلية أمر مستبعد جدا في الاراضي المحتلة ، و 29% استبعدوا حدوثها مقابل 29% اقروا باحتمالية حدوثها و 12% أكدوا أن حدوثها محتمل جدا .

مقاومة أم تسوية ؟!
وفي سؤال حول ما اذا كانت استراتيجية حركة المقاومة الاسلامية حماس أقرب الى المقاومة أم الى التسوية السياسية ، اكد 62% من المستطلعين ان استراتيجية حماس هي اقرب الى مقاومة الاحتلال مقابل 38% اعتبروا أنها اقرب إلى التسوية السياسية مع اسرائيل .

وشدد 52% من الفلسطينيين ان حماس لن تستطيع تحقيق الاستراتيجية التي تسير عليها ، في حين عبر 48% عن تفاؤلهم بان تتمكن حماس من تحقيق استراتيجيتها هذه .

واشارت النتائج الى ان 61% من الفلسطينيين يؤكدون وجود تناقض بين مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية و رفضها الاعتراف بدولة اسرائيل ، مقابل 39% شددوا على عدم وجود تناقض بين الأمرين على الاطلاق .

كما كشف الاستبيان ان 54% يعتبرون فشل حكومة حماس في تحقيق ما قدمته في برنامجها الانتخابي ناجم عن عدم اعطاءها الفرصة الكافية ، مقابل 14% قالوا أنها لم تستغل الفرصة التي اتيحت لها و 15% اقروا بعدم كفاءتها و 17% اعتبروا انها لم تفشل بالمطلق .

وفي سؤال حول النظام السياسي الذي ترغب بتطبيقه في فلسطين ، دعا 32% من المستطلعين الى تطبيق نظام سياسي مماثل لانظمة الدول الاسلامية و 25% مماثل للأنظمة العربية و 22% طالبوا بتطبيق نظام سياسي اوروبي و 9% بخلافة اسلامية و 3% بنظام مشابه لامريكا و 3% بنظام اشتراكي /شيوعي و 3% بنظام مشابه لدول اخرى مثل استراليا و كندا و حتى اسرائيل .

الثقة بالأحزاب و القيادات :
أما عن الثقة الحزبية للاشخاص المحيطين و المقربين من الشخص المستطلع ، فقد اعتبر 35% من المستطلعين ان اقربائهم واصدقائهم و جيرانهم يؤيدون حركة فتح مقابل 32% يؤيدون حركة حماس و 3% يثقون بفصائل اخرى و 30% لا يقون بأي فصيل سياسي موجود على الساحة الفلسطينية . و تظهر النتائج تراجع غير متوقع في شعبية حركة حماس في قطاع غزة حيث وصلت إلى 34% مقابل 41% لحركة فتح.

وحول تقييم الفلسطينيين للشخصيات التي يعتقدوا أن لها القدرة الكافية لقيادتهم ، جاء أمين سر حركة فتح بالضفة ، النائب الأسير مروان البرغوثي بالمركز الأول حيث جمع 4665 نقطة أي ما يعادل 7 /10.و حصل الرئيس محمود عباس على 4305 نقطة أي 6.12/10 و رئيس الوزراء إسماعيل هنية على 6/10 و مصطفى البرغوثي على 5.8/10و خالد مشعل على 4.6/10.

و الجدير ذكره هنا أن النائب مصطفى البرغوثي ، أمين عام المبادرة الوطنية ، حصل على غالبية نقاطه في التقييم من قطاع غزة مما يدل على ارتفاع شعبيته بعد أن لعب دوراُ في الحوارات بين فتح و حماس .

السلام مع إسرائيل :
على الرغم من أن 77% من الفلسطينيين يؤيدون توقيع اتفاق سلمي ينهي الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي و 85% يؤيدون وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع ، فما زال 70% من المستطلعين يؤكدون غياب الشريك الإسرائيلي للسلام معهم .

وتبين النتائج ارتفاعاُ ملحوظاُ في نسبة مؤيدي التسوية السلمية مع إسرائيل بعد أن كانت النسبة 68% في شهر تشرين الثاني الماضي، و يعود السبب في ذلك إلى اتفاق التهدئة مع إسرائيل التي وافقت عليها الفصائل الفلسطينية مجتمعة.

ويبدو أن استمرار إسرائيل بفرض سياسة العقاب الجماعي على الفلسطينيين و ارتكاب الجرائم و خرق التهدئة و الاعتقالات المتواصة ، جميعها عوامل ترسخ في ذهن المواطن الفلسطيني أن إسرائيل لا تريد السلام معهم .

كما طالب 60% من المستطلعين حركة حماس تغيير موقفها الداعي إلى إزالة دولة إسرائيل عن الوجود مقابل 40% طالبوها بالحفاظ على هذا الموقف.و عبر 60% عن رفضهم للعمليات التفجيرية داخل إسرائيل، في حين أيد 40% عودة هذه العمليات.
و كشف الاستطلاع أن 62% من الفلسطينيين يرفضون استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه اسرئيل مقابل 38% يؤيدون ذلك .

المعاناة و الهجرة:
وفيما يتعلق بموضوع الهجرة، بين الاستطلاع أن 19% من الفلسطينيين هاجروا خلال العام الحالي. و جاء البحث عن عمل على رأس الأسباب التي دفعت الفلسطينيين إلى الهجرة بواقع 40% مقابل 28% هاجروا للبحث عن حياة أفضل و 15% بغرض التعليم و13% للبحث عن حياة أكثر أمنا و استقرارا.

كما أوضحت النتائج أن 28% من المستطلعين يرغبون بالهجرة إلى الخارج إذا أتيحت لهم الفرصة لذلك .

ولا يقتصر الأمر على ذلك، حيث انتقل 14% من الفلسطينيين للعيش في مناطق و محافظات أخرى. و كانت الوجهة الأساسية محافظة رام الله و البيرة التي استقبلت 51% من سكان المحافظات المختلفة.

وتناول الاستطلاع نتائج التغييرات التي طرأت على مجموعة من القضايا منذ تولي حركة حماس للحكم ، حيث اعتبر 76% من الفلسطينيين أن نوعية الحياة و مستوى المعيشة تراجعت و 70% أن أمنهم الشخصي تراجع.

كما أكد 71% تراجع قطاعات التعليم و الصحة و 79% على تدهور الأوضاع النفسية، و اشار85% إلى انعدام فرص السلام و 73% انهيار الأوضاع الاقتصادية .
و شدد 59% من الفلسطينيين على ارتفاع معدلات الجريمة بصورة ملحوظة مقابل 41% قالوا أن معدلات الجريمة انخفضت عما كانت عليه في الأراضي الفلسطينية.

الوضع الاقتصادي:
ما زالت مؤشرات الفقر في الأراضي الفلسطينية في أعلى مستوياتها حيث أن 66% من الفلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر مقابل 34% يعيشون فوق خط الفقر. وتشير النتائج إلى أن 32% من المستطلعين يعتبرون أن المعاناة الاقتصادية هي السبب الرئيسي الذي يشعرهم بالقلق مقابل 30% اعتبروا أن غياب الأمن هو السبب و 21% صراع القوى الداخلي ، و توزعت باقي النسب على الاحتلال الإسرائيلي و وجود حماس في الحكم و وجود فتح في المعارضة و المشاكل العائلية كعوامل أساسية لشعور الفلسطينيين بالقلق .

يذكر أن مؤسسة الشرق الادنى تحرص على اجراء استطلاعات للرأي و دراسات بصورة شهرية ترصد الانطباعات العامة التي تسود الشارع الفلسطيني ، إضافة إلى أن النتائج الكاملة ستنشر على الموقع الالكتروني التابع للمؤسسة على الانترنت خلال أيام.