وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

النساء ... ما دورهن في المصالحة؟

نشر بتاريخ: 24/03/2012 ( آخر تحديث: 24/03/2012 الساعة: 15:11 )
غزة-تقرير معا- تغيّبت المرأة الفلسطينية بصورة جلية عن جولات وصولات المصالحة، فيما يعلم السواد الأعظم أنها الأكثر تأثراً وهما ومعاناة جراء إستمرار الإنقسام، إلا أن المسؤولين لم يعوا بعد ضرورة وجود نساء في المراكز المتقدمة يضعن الحلول ويطرحن آراءاهن حول إمكانية تحقيق الوحدة الوطنية.

فلماذا عقدت عشرات الورش في غزة عن دور المرأة الفلسطينية في المصالحة آخرها ما قامت به مؤسسة فلسطينيات ونادي الإعلاميات وهنا تجددت المطالبة والدعوة بإشراك النساء لصنع القرار والمصير الواحد الذي يقتضي أولا إشراكهن بعملية إنهاء الانقسام.

فقد أوصى اعلاميون /ات وباحثون/ات وممثلات عن مؤسسات المجتمع المدني بأهمية الحاجة إلى توحيد الهدف من الحراك النسوي بإتجاه تدخل أكبر للنساء في المشاركة السياسية والمجتمعية، والإنطلاق من الأيدلوجيات المختلفة للحركة النسوية سواء الإسلامية أو العلمانية، حتى لا تصبح الحركة النسوية نسخ متطابقة، إضافة إلى التأكيد على دور الإعلام كأداة تنويرية وليس أداة تخريب أو تسلط .

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها برنامج نادي الإعلاميات الفلسطينيات بمؤسسة فلسطينيات بعنوان " النساء ومشهد المصالحة الفلسطيني" في قطاع غزه والضفة الغربية بالتزامن في كلا من قاعة فندق المتحف في مدينه غزة، وقاعة فندق السيزر في رام الله.

وإفتتحت اللقاء في غزة المدير العام لمؤسسة فلسطينيات وفاء عبد الرحمن بالحديث عن أهميه اللقاء المتمثلة في تحديد أثر الإنقسام على النساء، ومناقشة الأسباب التي إستثنت المرأة من مراكز صنع القرار السياسي، وتحديداً " لجان المصالحة" ومناقشة الدور المطلوب من الإعلاميات في تعزيز دور النساء في المصالحة.

ومن ثم تم عرض فيلم الى غزة سلام!! من إنتاج مركز شؤون المرأة وإخراج إعتماد وشح، والذي تحدث عن آثار الإنقسام المجتمعية والنفسية والإقتصادية.

وتضمنت الجلسة الأولى التي إفتتحتها وسام جودة منسقة برنامج المناصرة من مركز شؤون المرأة، ثلاث أوراق عمل لكل من آمال صيام المدير التنفيذي لمركز شؤون المرأة حول أثر الإنقسام على النساء، و آمال حمد عضو الأمانه العامة للإتحاد العام للمرأة الفلسطينية بالحدث عن دور النساء في مركز صنع القرار، فيما شخصت وفاء عبد الرحمن المدير العام لمؤسسة فلسطينيات الإنقسام الطبقي والعمودي الطبقي في الحركة النسوية، والتواجد الفردي للنساء في لجان المساءلة والدور الذي يلعبه بعض السياسيون في إفراغ المصالحة من محتواها.

وأدارت الجلسة الثانية التي حملت عنوان " الإعلاميات ومشهد المصالحة" ليلى المدلل رئيس مجلس إدارة ملتقى إعلاميات الجنوب وتم تقديم ورقتين عمل للإعلامية حنان أبو دغيم من فضائية فلسطين في قطاع غزة بعنوان "تأثير الإنقسام على عمل الإعلاميات". وقدمت الإعلامية ميرفت أبو جامع ورقه عمل أخرى بعنوان " الإعلاميات والمصالحة ".

كما وأوصت الإعلاميات والإعلاميون وممثلو الحركة النسوية في اللقاء التركيز على أهميه إستثمار كامل الوسائل التفاعلية. لأنها لا تحتاج سوى الإرادة للتغيير، ودعم المصالحة من خلال المؤسسات النسوية والإعلاميات، وتشكيل مجموعات نسويه لخلق حراك فعلي للدفع بإتجاه تحقيق المصالحة، و الإصرار على الكوتا الإيجابية لصالح النساء لأنه حق ومطلب للنخب النسوية، وتكاثف الجهود ما بين المؤسسات النسوية في قطاع غزة والضفة الغربية.

النساء .. هن الأكثر تأثراً .. وتأثيراً!!

وحول آثار الإنقسام أكدت صيام تأثر العلاقات والروابط الإجتماعية، بما كان له أثره الواضح على النسيج الإجتماعي، وإستمرارا للحصار وإغلاق المعابر، وإرتفاعا في معدلات البطالة والفقر كان له الأثر الكبير في زيادة معدلات العنف الموجه ضد النساء بأشكالها المختلفة نتيجة بحيث إرتفعت معدلات العنف الموجه ضد النساء في الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة مقارنة بالأعوام التي سبقت الإنقسام.

وتطرقت صيام خلال مداخلتها الى إحصائية جهاز الإحصاء الفلسطيني في ديسمبر 2011 عن تزايد في نسب العنف الممارس ضد النساء في قطاع غزة بأشكاله المختلفة وبنسب تفوق الضفة الغربية بكثير ، 37% من النساء اللواتي سبق لهن الزواج تعرضن لأحد أشكال العنف من قبل أزواجهن، 29,9% في الضفة الغربية مقابل 51.1% في قطاع غزة. 76.4% من النساء تعرضن لعنف نفسي في قطاع غزة، 88.4% تعرضن لعنف إقتصادي، 78.9% تعرضن لعنف إجتماعي، 34.8% تعرضن لعنف جسدي، 14.6 تعرضن لعنف جنسي.

وإختتمت صيام ورقتها بالحديث عن تجدد مأساة الكهرباء وشح الوقود في قطاع غزة بأنها إحدى مصائب الإنقسام، كونها من المشاكل التى تفاقمت خلال السنوات الماضية والتي عادت بالنساء إلى الوراء عشرات السنين وأعاقت قيام المرأة بأدوارها المختلفة في المجتمع وخاصة الدور التقليدي الإنجابي المعترف به من المجتمع فأصبحت تتصدر هموم النساء إنقطاع الكهرباء، توفر المياه، توفر المواصلات وغاز الطهي مما أرهق النساء وجعلهن يقضيين وقتا كبيرا في تدبير أمورهن وإيجاد وإبتكار آليات وأدوات للتكيف مع الواقع الجديد .

مشاركه قليلة للنساء!!

من جانبها أشارت آمال حمد الى أن المشاركة السياسية للمرأة في المستويات المختلفة لعملية صنع القرار، تكمن بإتاحتها المجال أمام النساء بأن تشارك بشكل فعال في وضع الخطط والبرامج و السياسات والمشاركة في تنفيذها والإشراف عليها وتوجيهها وتقييمها، مما يعود بالفائدة ليس على النساء فقط وإنما على المجتمع بشكل عام .

ونوهت حمد الى أن تمثيل المرأة الفلسطينية في المستويات العليا للأحزاب والحركات السياسية قليلة جداً فى سنوات التسعينيات مما أدي بالتالي إلى قلة فرصها في المشاركة في الهيئات الحكومية والتشريعية، إذ أن إشغال هذه المناصب لا يأتي إلا من خلال الأحزاب وليس من خلال نظام إداري واضح ليتم التوظيف حسب معايير معينة متفق عليها.

وتحدثت حمد عن عمل المؤسسات الأهلية جاهدة على المساهمة في خلق أدوار نوعية يتم من خلالها تمكين النساء والوصول الى مواقع متميزة، إلا أن الأحزاب تبقى هي الرافد الأساسي والوحيد.

وأرجعت حمد مشكلة ضعف مشاركة المرأة في العمل السياسي الى عاملين الأول هو ما يتعلق بعدم رغبة الرجل المسيطر والمتحكم الاجتماعي في إطلاق إمكانات المرأة للعمل المجتمعي والسياسي، وكذلك لخلقه البيئة الصعبة على المرأة، والى جانب سلبية النساء تجاه أدوارهن في المجتمع وهو ما يستلزم من جميع المؤسسات النسوية للتفاعل بشكل أكبر مع القطاع النسوي والمرأة في مختلف المناطق .

المدخل الأمني والسياسي للمصالحة!!

بينما إنتقدت وفاء عبد الرحمن تغييب مشاركة النساء في لجان المصالحة وترشيح الأحزاب السياسية والمؤسسات لرجال لبحث ملفات المصالحة بالرغم من مشاركة الرجال بدور كبير في تعزيز الإنقسام وعمليات القتل، وتغيب النساء المتأثرات بالإنقسام وتبعاته.

وأرجعت عبد الرحمن أسباب إستبعاد النساء عن اللجان إلى عدة أسباب منها النظام السياسي الذكوري، ومكاسب الإنقسام ، وخلق مصالح يقودها ذكور وأن المدخل للمصالحة هو مدخل سياسي أمني.

وتطرقت عبد الرحمن خلال مداخلتها إلى تاريخ الكوتا النسويه وأنها حق للنساء النخبة وليست منة من أحد، وهي تدخّل إيجابي لصالح النساء مؤكدة حق الحركة النسوية التمسك به.

وبدورها حنان أبو دغيم تحدثت عن تأثير الإنقسام على عمل الإعلاميات والإنعكاسات السياسية على عمل وسائل الإعلام المختلفة، وتحزيب الصحفيات حسب الوسيلة الإعلامية التي تعمل بها الصحفية، حتى وإن كانت وسيلة رسمية كما حدث مع العاملات في تلفزيون فلسطين الذي أغلق بسبب الإنقسام .

من جانبها تحدثت ميرفت أبو جامع عن أهميه أن يكون للإعلاميات دور فاعل ومهم من خلال تطوير أدائهن ،وتسليط الضوء من خلال الإعلام على دعم الجهود والسياسات التي تبدل للدفع بعملية المصالحة سواء المبادرات الشخصية أو الجماعية.

وفي نهاية اللقاء تم تكريم الفائزين بمسابقة فلسطينيات الإعلامية، وهن الصحفية ماجدة البلبيسي الجائزة الأولى عن فئة المقال الصحفي، الصحفية نهيل أبو غيث الجائزة الثانية عن فئة المقال الصحفي، إضافة إلى الصحفي محمد مرار ورأفت حاج علي عن فئة أفضل ومضة إذاعية.