موفد معا لقمة بغداد -لماذا يحتاج العربي فيزا لدخول بلاد العرب؟

تقرير موفد معا للقمة العربية في بغداد - بين التوقعات القومية والواقع العربي فجوة كبيرة سببها عدم استغلال ثروات المشرق العربي وتكويناته في الاتجاه الصحيح ،وفي حين تتعاظم قدرة كوريا وتكنولوجيا اليابان وعظمة الصين وحضارات اوروبا وشركات امريكا وافاق ماليزيا وحضور تركيا وارادة الفرس يجلس المواطنون العرب في المحافل الدولية كالايتام على موائد اللئام ، كالقطيع بلا راع ، يدقون باب المجد بايديهم العارية فلا يؤذن لهم .

وقد ارسل الله للعرب 25 نبيا ، من نبي الله آدم عليه الصلاة الى نوح الى الياس الى ادريس الى اليسع الى هود وصالح وايوب وابراهيم عليهم السلام . ومن نبي الله لوط الى اسماعيل واسحق ويعقوب وشعيب ويونس ويوسف وموسى وهارون ولقمان وعزير وذو القرنين وداوود وسليمان وهارون اخو مريم وزكريا ويحيى وعيسى بن مريم وخاتم النبيين محمد عليه الصلاة والسلام ....

وحبا الله 340 مليون عربي بكل ما تتمناه الامم ، وقد اعطى الله للعرب كل ما يمكن لامة من البشر ان تحلم به ، اعطاهم ثروات الارض واعتدال المناخ ووحدة اللغة و3 ديانات سماوية والواقع السيكولوجي وثروة الشباب والاختلاف والتنوع على مساحة تمتد 14 مليون كم مربع من غرب اسيا الى شمال افريقيا ما يمكنها الاطلال على البحور السبع والانهار الصافية والجبال العالية والصحراء القاحلة ومن أعالي جبال الاوراس الى ادنى بقعة في الارض عند البحر الميت الى شواطئ جيبوتي التي لا تقدر بالذهب ، ومن بيت الله في مكة الى المسجد الاموي في دمشق الى الحسينيات في العراق الى المسجد الاقصى .

ومن كهوف صنعاء الى كثبان حائل الى بتراء الاردن ومن نهر بردى الى العاصي الى الفرات ، ومن اهرام مصر وساحات مراكش وبساتين تونس وغاز قطر وكاز الامارات الى خفة دم اهل الكويت الى شعراء موريتانيا الى سواحل الصومال الجميلة الى النيل الابيض في السودان الى ارز لبنان ... من اريحا مدينة القمر الى جزر القمر ومن قبر صلاح الدين الى الدورة الدموية عند ابن نفيس الى الحان الخليل ابو احمد الفراهيدي الى قانون بن سيناء الى طب المماليك والفاطميين وطه حسين والعقاد ومي زيادة واحراش يعبد ، من اهات ام كلثوم الى اشعار الحمداني الى قصائد الثورة في صوت محمود درويش الى فخر عمر ابو ريشة ورومانسية احمد شوقي وقصص حنا مينة وكوفية ابو عمار .

ولكن الله ابتلى العرب بالخلاف بدل الاختلاف ، وباللغط والكلام بدل العلوم والسلام ، ابتلى الله العرب بحكام نسوا حضارتهم وتاريخهم وراحوا يكثرون من الحدود بينهم ، فترى المواطن العربي يحتاج الى فيزا ليتمكن من دخول دولة عربية مجاورة !!!! فيما يسمح للاجانب وكل من هو اشقر بدخول بلاد العرب والمسلمين من دون تأشيرة !!!!

وكالعادة ومن خلال الجدول المعد سلفا ستناقش قمة بغداد مثل غيرها قضايا سياسية معقدّة مثل فلسطين وسوريا ، ولكن الزعماء لم يدركوا بعد ان المواطن لا يحتاج من قادته ان يتباحثوا في مثل هذه القضايا ، ويبدو ان الحكومات العربية لم تفهم بعد معنى الربيع العربي وماذا يريد المواطن ؟ وانه لا يريد لبن العصفور بقدر ما يحتاج الى مسائل بسيطة ، مسائل غاية في البساطة الى درجة السذاجة !! يحتاج المواطن الى كرامة والى حضور والى مشهد حضاري لائق يسمح له ان يبدع ويعيش ويموت بألق واحترام ... حتى ان نظرة واحدة على مقابرنا المليئة بالاشواك والتي لا يوجد فيها بستاني واحد ستظهر لنا ان مقابر العرب مثل حياتهم ، جافة وقاسية .

علي الدباغ، الناطق باسم الحكومة العراقية الذي يشغل أيضاً منصب الناطق باسم القمة العربية يقول أن إعادة هيكلة الجامعة العربية ستكون أبرز القضايا التي سيتبناها العراق خلال القمة . فاية هيكلية واية جامعة عربية يحتاجها العرب ؟ وكيف يمكن ان نعيد هيكلة الجامعة العربية طالما ان القادة والمثقفين العرب لا يعرفون بعد الى اين ستقودهم الثورات العربية .

قال احدهم ذات مرة : ان العرب يوظّفون افضل الرجال واكثرهم تعليما وادبا في وزارات الخارجية ، ويوظّفون اقسى الرجال واكثرهم خشونة واقلهم تعليما في وزارات الداخلية للتعامل مع المواطن المحلي !!!!!!!!!!! لماذا ؟وببساطة ، ان العرب سيصبحون بخير اذا قاموا بتوظيف افضل الرجال والعلماء في وزارات الداخلية .