وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

انطلاق فعاليات المنتدى الحضري الفلسطيني الأول بجامعة النجاح

نشر بتاريخ: 28/03/2012 ( آخر تحديث: 28/03/2012 الساعة: 09:21 )
نابلس- معا- انطلقت في جامعة النجاح الوطنية امس الثلاثاء أعمال المنتدى الحضري الفلسطيني الأول الذي تنظمه جامعة النجاح الوطنية ووزارة الحكم المحلي وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وبلدية نابلس بعنوان "نحو تنمية حضرية فلسطينية مستدامة "مسؤولية جماعية".

ونظم المنتدى في مسرح سمو الأمير تركي بن عبد العزيز في الحرم الجامعي الجديد وبحضور السيد جوان كلوس، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، والأستاذ الدكتور رامي حمد لله، رئيس الجامعة، واللواء جبرين البكري، محافظ محافظة نابلس، والدكتور خالد القواسمي، وزير الحكم المحلي، والمهندس عدلي يعيش، رئيس بلدية نابلس، والمهندس مازن غنيم، وكيل وزارة الحكم المحلي، والعشرات من الخبراء والمخططين الفلسطينيين والعرب والأجانب من العديد من دول العالم.

وفي بداية افتتاح المنتدى ألقى الأستاذ الدكتور حمد الله كلمة رحب فيها بالسيد كلوس وشكره على زيارته لفلسطين ولجامعة النجاح الوطنية وعبر عن سعادته لاستضافة جامعة النجاح الوطنية أعمال وفعاليات المنتدى الحضري الفلسطيني الأول والمشاركة في الإعداد والتحضير والتنظيم لهذا النشاط المهم على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.

وقال أ.د. حمد الله: "إن جامعة النجاح الوطنية التي تحرص على التواصل والاستمرار في مراحل التطوير والتجديد في الميادين المتعددة في معادلة خدمة المجتمع الفلسطيني تولي أهمية كبيرة للتخطيط العمراني في فلسطين إيمانا منها بأهمية وضرورة التنظيم والحد من العشوائية في العمران التي تؤدي إلى الفوضى وتشويه المنظر الحضاري والجمالي للمدن والتجمعات السكانية، ولهذا نسعى دائماً إلى السبق في العمل المشترك لتحقيق الأهداف في كافة المجالات الهندسية والعمرانية من خلال العلاقات المتينة والمتبادلة بيننا وبين كافة الوزارات والجهات الرسمية وغير الرسمية ذات العلاقة".

وأضاف إدراكاً من الجامعة لدورها الطليعي والريادي في خدمة المجتمع المحلي فقد أولت موضوع التخطيط العمراني والتنمية الحضرية أهمية خاصة من خلال البرامج الأكاديمية في الكليات المعنية وكذلك خطط العمل من خلال مراكزها ووحداتها وبالذات مركز التخطيط الحضري والعمراني وكذلك مركز علوم الأرض وهندسة الزلال للحد من أخطار ونتائج الكوارث وتأكيداً لهذا الاهتمام بادرت الجامعة إلى التدريس في برنامج الماجستير للتخطيط الحضري والإقليمي منذ العام 1997، وفي السنوات الأخيرة برنامج البكالوريوس في هندسة التخطيط العمراني بهدف إعداد الكوادر المؤهلة والمدربة إلى جانب تشجيع الأبحاث والدراسات العلمية التي تهتم بالتخطيط العمراني بهدف تحسين الأوضاع العمرانية والبنية التحتية ومواجهة المشكلات الناجمة عن التزايد السكاني وكذلك العوامل والتحديات التي أثرت وتؤثر على الأرض والإنسان وما يتبع ذلك من الحاجة إلى التغيير في المرافق الحياتية نحو الأفضل وما ينشأ من مشكلات أو معوقات.

وتحدث الأستاذ الدكتور رامي حمد الله عن حرص الجامعة على تعزيز علاقات التعاون والشراكة وتبادل الآراء والخبرات في مجالات التخطيط العمراني والتنمية الحضرية من خلال توقيع اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم مع جامعات مرموقة ومراكز متقدمة للبحوث، ومنظمات دولية وإقليمية متخصصة منها معهد التخطيط المحلي والوطني التابع لجامعة (آخن) التقنية في ألمانيا، وكلية علوم الأرض والأقاليم بجامعة بولتكنيك ميلانو في ايطاليا، وكلية العمارة والتخطيط التابعة للمعهد الملكي للتكنولوجيا في استوكهولم (KTH)، ومعهد الدراسات التنموية والحضرية بجامعة (رين 2) الفرنسية، ومنظمة المدن العربية، منظمة العواصم والمدن الإسلامية.

وعلى الصعيد المحلي أشار أ.د.حمد الله إلى أن الجامعة حرصت على توثيق العلاقات مع مختلف الوزارات وفي مقدمتها وزارة الحكم المحلي، ووزارة التخطيط، ووزارة الأشغال العامة والإسكان، وكذلك المؤسسات والهيئـات المحلية والجهـات الرسمية والأهلية المعنية، بهـدف تقديـم الخبـرات والدعم الفنـي اللازم فـي مجـــالات التخطيط العمـرانــي والتخطيـط التنمـــوي والاستراتيجي، وكمشاركة متميزة في خدمة المجتمع قامت الجامعة بالتعاون مع بلدية نابلس بتجهيز مركبة لتعمل كوحدة للحد من مخاطر الكوارث والإعلام والخدمة المجتمعية وهي متميزة على المستوى العربي والدولي وبإمكان الراغبين التفضل بالإطلاع عليها في المعرض المقام ضمن فعاليات المؤتمر.

وترتبط الجامعة أيضاً بعلاقات وثيقة مع المنظمات الدولية العاملة في الأراضي الفلسطينية مثل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP ومنظمة اليونسكو، والوكالة اليابانية للتعاون الدولي JICA والوكالة الألمانية للتعاون الفني GTZ والبنك الدولي، والوكالة النرويجية للتعاون الإنمائي NORAD، والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي SIDA وذلك في مجالات تنفيذ المشاريع والدراسات المتخصصة، كذلك تولي الجامعة اهتمامها واستعدادها للتعاون مع كافة الجهات الشريكة لاستمرارية انعقاد هذا المنتدى في الأعوام القادمة إلى جانب دعمها للأنشطة والفعاليات في ميادين التخطيط والتنمية الحضرية خاصة وكافة المجالات الأخرى عامة.

في ختام كلمته تقدم أ.د. حمد الله بالشكر لوزارة الحكم المحلي ممثلة بالدكتور خالد القواسمي وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ممثلة بالسيد Fillipe Deconte والدكتور نائل سلمان وثمن جهود الإعداد والتحضير لعقد هذا المنتدى واختيار جامعة النجاح الوطنية شريكاً رئيسياً، وشكر ك>لك د. علي عبد الحميد مدير وحدة التخطيط الحضري والإقليمي في الجامعة وممثل الجامعة في اللجنة التوجيهية للمنتدى ورئيس اللجنة العلمية وشكره على جهوده الموصولة ووفائه لعمله للارتقاء بواقع التخطيط الحضري والعمراني في فلسطين، كما شكر محافظة نابلس وبلدية نابلس على تعاونهم.

كما ألقى المهندس يعيش كلمة بلدية نابلس شكر فيها كل القائمين على تنظيم هدا المنتدى لما له من أهمية كبرى للشعب الفلسطيني، كما تحدث عن أهمية انعقاد هذا المنتدى في مدينة نابلس التاريخية التي شيد الكنعانيون حضارتها لأول مرة قبل 4500 عام، والتي خلفت بدورها إرثا ثقافيا ونسيجا اجتماعيا فريدا من نوعه قلما نشهد له نظير، حتى مدينة المحبة والانسجام بين أتباع الديانات السماوية الثلاث، والذين يعيشون في كنفها منذ آلاف السنين. وأضاف هاهي مدينة نابلس اليوم، وبالرغم من كل ما حل بها من مآسي نتيجة لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي واضطهاده المستمر لسكانها، ها هي تنهض من جديد لتستعيد دورها التاريخي كحاضرة زاخرة بالعلم والثقافة والتنوع.

وتحدث يعيش عن العديد من الإنجازات التي حققتها البلدية والمشاريع الضخمة التي تم تحقيقها في مختلف المجالات، والتي أسهمت في تغيير معالم الواقع الحضري في نابلس نحو الأفضل.

وفي كلمة وزارة الحكم المحي التي ألقاها المهندس غنيم رحب بضيوف فلسطين وشكر جامعة النجاح الوطنية على استضافتها لهذا المنتدى الذي يحمل في طياته العديد من المعاني لارتباطه الوثيق بالواقع الفلسطيني من تاريخ طويل وعريق، وتحدث م. غنيم عن الواقع الحضري وعن الرؤى المستقبلية لفلسطين ومدى الاستفادة من الظروف المناسبة التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني، وأشار غنيم إلى أن معظم الدراسات المتخصصة التي أجراها الباحثون تجمع على أنه من اللازم وضع خطة واضحة تساهم في التنمية الحضرية لفلسطين في كافة مجالات الحياة.

أما السيد كلوس فشكر جامعة النجاح الوطنية على استضافتها للمنتدى وتمنى أن يحقق الشعب الفلسطيني من خلال منتداه الأول كافة طموحاته التي تتعلق بالتنمية الحضرية لما لهذا الموضوع من أهمية خاصة لتطوير المدن والبلدات والحضارات.

وشكر الجامعة على الإمكانات التي شاهدها فيها والتي تسهم في حل الكثير من المشاكل التي قد يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وشدد على أهمية التخطيط والتنظيم على كافة المستويات.

كما تحدث عن التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني والتي هي بحاجة إلى جهد مضاعف لحلها وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني لديه القدرة على العمل على مواجهة الظروف الصعبة التي يعيشها.كما تنمى ان يخرج هذا المنتدى بتوصيات هامة يتم مناقشتها في المنتدى العالمي الذي سيتم عقده في ايطاليا في شهر ديسمبر من هذا العام.

أما في كلمة رئيس الوزراء والتي ألقاها الدكتور القواسمي فقد نقل تحيات الدكتور سلام فياض للمشاركين في المنتدى، وشكر كافة الجهود التي اشتركت مع بعضها البعض لإخراج هذا المنتدى على أفضل وجه، كما تحدث الدكتور القواسمي عن أهمية التخطيط الحضري للشعوب وتحدث عن اهتمام الحكومة الفلسطينية في متابعة الواقع الفلسطيني في هذا المجال للوصول به إلى أفضل حالة، وأشار القواسمي إلى أن مجلس الوزراء يعمل بكل الوسائل لتحقيق أفضل سبل الحياة للشعب في مجالات الصحة والتعليم والأمن والتنمية والحكم والعدالة من خلال العديد من المشاريع التي تنفذها الحكومة على مختلف الصعد.

وتحدث الدكتور القواسمي عن صندوق تطوير البلديات والمشاريع الكبيرة التي يقوم بها في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة بهدف دعم صمود المواطن في العديد من المناطق المهمشة أيضا. وختم القواسمي أن الحكومة تسعى إلى تطوير هيئات الحكم المحلي والمجالس القرية بكافة السبل.

وشاركت في افتتاح المنتدى جوقة جامعة النجاح الوطنية بقيادة الماسترو خليفة جاد الله والفنان ناصر الأسمر حيث قدمت مقطوعات موسيقية. وتم كذلك عرض فيلم يتحدث عن التخطيط الحضري والعمراني، من إعداد الأستاذ ايمن النمر، مدير مركز الإعلام في الجامعة.

كما يهدف المنتدى إلى تعزيز السياسة والحوار العام حول الوضع الراهن وآفاق التنمية الحضرية في الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الحالة الراهنة للتنمية الحضرية في الأراضي الفلسطينية، وإبراز التحديات والمعوقات التي تواجه التنمية الحضرية وعملية التخطيط السليم، بالإضافة إلى المشكلات التي تواجه المؤسسات الفلسطينية على جميع المستويات بما يتعلق بذلك.

ويشتمل المنتدى على الكثير من المحاور من أهمها تحديات التنمية الحضرية والإستراتيجيات المستقبلية، الإدارة والحكم الحضري، سياسات وممارسات التخطيط العمراني، وقضايا تتعلق بالأرض والإسكان.
قد أعلنت اللجنة التنظيمية للمنتدى عن فتح باب التسجيل للمعرض الذي سيقام على مدى ثلاث أيام في فترة انعقاد المنتدى بهدف عرض العديد من المشاريع والبرامج الحالية والمخططات والسياسات المستقبلية التي ينوي تنفيذها القطاعين العام والخاص في فلسطين، بالإضافة إلى موضوعات أو منتجات وابتكارات فلسطينية أو أجنبية لأفضل الممارسات المتعلقة بالتنمية العمرانية المستدامة.

يذكر أن هذا المنتدى يعقد بإشراف وزارة الحكم المحلي وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) وجامعة النجاح الوطنية وبلدية نابلس وبدعم دولي من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، ومؤسسة التعاون البلجيكي BTC، وبنك التنمية الإسلامي، وبدعم محلي من باديكو القابضة، وصندوق الاستثمار الفلسطيني، وشركة الإتحاد للاستثمار والإعمار، وصندوق تطوير وإقراض البلديات، وبنك فلسطين.

وعلى هامش المنتدى تم تنظيم معرض شاركت فيه الجهات الداعمة الى جانب عدد من الشركات المحلية والدولية.