وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أطفال غزة يخرجون في حملات أمنية للدفاع عن حياتهم وأمنهم ومستقبلهم!!

نشر بتاريخ: 14/12/2006 ( آخر تحديث: 14/12/2006 الساعة: 15:12 )
خان يونس- معا- في ظل تردي الأوضاع الأمنية الداخلية في الساحة الفلسطينية، وفي ضوء الانفلات الأمني غير المسبوق في قطاع غزة، والتي كان أبشعها جريمة قتل ثلاثة أطفال من عائلة بعلوشة، خرج العشرات من الأطفال الفلسطينيين تحت شعار ( في ظل غياب الأمن والقانون نحن هنا!! ) للدفاع عن أنفسهم، وحماية مستقبلهم من الانفلات الأمني وعمليات القتل العشوائي والمدبر في كافة محافظات الوطن.

وقد دفعت حالة الانفلات وجرائم القتل العشرات من أعضاء البرلمان الفلسطيني الصغير في محافظة رفح، إلى الخروج في دوريات أمنية وهم يلبسون زي أفراد الشرطة الفلسطينية وقوات الأمن الوطني، متسلحين بايمانهم بمستقبل زاهر وواعد وبتوفير الأمن والحماية لهم, وقاموا بنصب الحواجز الأمنية والتفتيش في السيارات والأوراق الثبوتية للسائقين والمواطنين، والبحث عن السيارات غير المرخصة والمسروقة، والتفتيش عن السلاح غير المرخص!"

وقال الطفل ياسر عوض، أحد الأطفال المشاركين في الدوريات الأمنية:" لقد خرجنا اليوم بعد عن أن عجزت الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية بتوفير الأمن والحماية لنا، وبعد أن ارتكبت بحقنا أبشع أنواع الجرائم لقد وضع الأطفال الفلسطينيون في دائرة الاستهداف في النزاع الداخلي، وهذا الاستهداف لم تمارسه عصابات المافيا وتجار المخدرات في العالم".

وأضاف الطفل ياسر ببراءة" شو دخلنا في المشاكل بين فتح وحماس، وشو علاقتنا بالمشاكل العائلية، إحنا بدنا نعيش طفولتنا !!".

وقال الطفل"اليوم امسكنا أحد الأشخاص وهو يحمل سلاحاً غير مرخص وطلبنا منه باسم الأطفال أن لا يحمله، لان هذا السلاح هو الذي يقتل الأطفال والمدنيين والأبرياء"، مؤكداً انهم سوف يستمرون بعمليات البحث والتفتيش واقامة الحواجز الى أن يعود المسؤولون وقادة الاجهزة الامنية "الى رشدهم ومسؤولياتهم الوطنية والتاريخية".

وبدورة أوضح عبد الرؤوف بربخ، مشرف عام البرلمان الفلسطيني الصغير، أن خروج الأطفال بزي الشرطة، هي رسالة واضحة لكافة المسؤولين بأنهم لا يشعرون بالأمن والاستقرار، بسبب الإهمال الواضح في محاربة الفلتان الأمني من قبل الحكومة الفلسطينية، ومن كافة الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية.

وقال بربخ:" ان الاطفال بدأوا يدركون حجم المؤامرة التي تحاك ضدهم وتستهدفهم، وبدأوا بالتعبير عن مواقفهم، وهذا تجلى في مسيرات الاحتجاج التي خرجت في كافة محافظات الوطن من أجل دعوة المسؤولين والفصائل والحكومة للتوحد من اجل توفير الامن والاستقرار للطفولة التي سلبت من الاحتلال والان تسلب من المجرمين والقتلة".

وأشار بربخ الى أن الأطفال أرادوا أن يوجهوا رسالة واضحة لوزير الداخلية الفلسطيني بعد جريمة مقتل الأطفال بغزة، إلى ضرورة أن يقدم استقالته من منصبة لأنه لم يستطع حمايتهم وتوفير الأمن لهم.

وطالب بربخ الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل اسماعيل هنية بوضع حد للفلتان الأمني والجرائم التي تسيء لنضال الشعب الفلسطيني واخلاقه الوطنية والإسلامية، إلى اتخاذ قرار حاسم بوضع حد لكافة أشكال العنف والفوضى الأمنية القائمة.

وقد رحب عدد كبير من المواطنين في محافظة رفح، بالخطوة التي قام بها الأطفال، كونها تعبر عن الرفض لحالة الفوضى التي تعيشها الأراضي الفلسطينية، والتي تعرض حياة هؤلاء الأطفال للقتل، مؤكدين أن غياب الأمن وفرض سيادة القانون يجبر كل مواطن للدفاع عن نفسه بنفسه!!.