وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مخطط استيطاني جديد وفياض يشارك بزراعة الأشجار في ريف بيت لحم

نشر بتاريخ: 31/03/2012 ( آخر تحديث: 01/04/2012 الساعة: 07:33 )
بيت لحم- رام الله- معا- أكد رئيس الوزراء د. سلام فياض على أن السلطة الوطنية مُصممة على توفير كافة أشكال الدعم والمساندة المُمكنة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، يأتي ذلك في وقت كشف فيه النقاب عن مخطّط استيطاني جديد لإقامة حي يهودي قرب قرية أبو ديس بشرق مدينة القدس المحتلة.

وأكد فياض على أن يوم الأرض الخالد ساهم بشكل مباشر في تكاتف وتوحيد الصف الفلسطيني، وقال "الأرض هي نحن، وهي عنوان موحد لنا بكافة أطيافنا وأماكن تواجدنا".

وأضاف "الحق في سواعد من يحرثون الأرض ويحرسونها" وذلك في اقتباس عن الأديب جبران خليل جبران "في الوجود عنصران لا ثالث لهما، الجمال والحق. فالجمال في قلوب المحبين، والحق في سواعد من يحرثون الأرض"

وحيا رئيس الوزراء قادة وصناع يوم الأرض، وفي مقدمتهم جماهير المثلث والجليل والنقب، الذين رسموا في ذلك اليوم، مع أبناء شعبنا في عرّابة وسخنين ودير حنا، صورةً أصيلة من التكاتف والتلاحم في هبتهم ضد مصادرة أرضهم ودفاعاً عن هويتهم وتاريخهم. ليتحول هذا اليوم إلى مناسبةٍ وطنية شاملة تُذكر العالم بحقوق شعبنا وبإرادته التي لم تتراجع ولن تتراجع في سبيل نيل حقوقه الوطنية، وفي مقدمتها حقه في العودة وفي تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967.

جاءت تصريحات رئيس الوزراء هذه خلال مشاركته أهالي الولجة ونحالين وواد سالم والخضر وأم سلمونة في محافظة بيت لحم، فعاليات متنوعة بمناسبة يوم الأرض.

واستذكر رئيس الوزراء مقدمات يوم الأرض في الثلاثين من آذار- مارس عام 1976، وما سبقه من ممارسات إسرائيلية تمثلت في مصادرة الأرض في الجليل والمثلث، حيث استدركت الجماهير العربية في إسرائيل الخطر على وجودها وهويتها فهبت لإفشال هذا المخطط، وأسست لجنة الدفاع عن الأراضي في آب 1975، التي ترأسها الدكتور أنيس كردوش، ثم القس شحادة شحادة، والراحل صليبا خميس، ثم عقدت مؤتمراً شعبياً حاشداً في مدينة الناصرة يوم 18 تشرين الأول 1975، ثم قررت الإعلان عن الإضراب الشامل، في مواجهة قرارات مصادرة الأرض، حيث بدأت الأحداث يوم 29 آذار – مارس بمظاهرة شعبية في دير حنا، وعلى إثرها خرجت مظاهرة احتجاجية أخرى في عرابة، وكان الرد أشد، حيث سقط خلالها الشهيد خير ياسين وعشرات الجرحى، في اليوم وما لبث أن أدى خبر الاستشهاد في اليوم التالي إلى الهبة الشعبية في كافة المناطق العربية، حيث سقط الشهداء رجا أبو ريا من سخنين، وخضر خلايلة من سخنين، وحسن طه من كفر كنا، وخديجة شواهنة من سخنين، ورأفت الزهيري من مخيم عين شمس.

وحيا رئيس الوزراء قادة يوم الأرض توفيق طوبي، وتوفيق زيّاد، وإميل حبيبي، وإميل توما، والأخ محمد بركة، واستذكر شهداء يوم الأرض، وكل الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن أرضهم وعن حق شعبنا في البقاء والحياة والحرية والاستقلال، وفي مقدمتهم الزعيم الخالد أبو عمار.

وشدد رئيس الوزراء على أن يوم الأرض الخالد تحول إلى عملٍ يومي وصمودٍ أسطوري عنيد من قبل كل أبناء شعبنا في مواجهة الاحتلال والاستيطان والتدمير وإرهاب المستوطنين. وقال "لقد بات واضحاً، للعالم أجمع، جوهر ومضمون الصراع الجاري على أرضنا كصراعٍ بين إرادة البناء والحياة من أجل الحرية التي يتطلع إليها شعبنا، في مواجهة سياسة فرض الأمر الواقع والاحتلال والاستيطان والحصار ومحاولات إسرائيل حرمان شعبنا من حقه في العيش بكرامةٍ وحرية في وطنٍ مُستقل لنا"، وأضاف " هذا هو عنوان يوم الأرض وهذا ما عناه لشعبنا عندما هبوا للدفاع عن أرضهم".

وأكد فياض على أن السلطة الوطنية مُصممة على توفير كافة أشكال الدعم والمساندة المُمكنة لتعزيز صمود شعبنا وقدرته على الثبات والبقاء حتى يتمكن من نيل حقوقه الوطنية المشروعة كاملةً وفي المقدمة منها إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره والعيش بحرية في دولة فلسطين المستقلة على كامل حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وأكد على أن السلطة الوطنية ستقوم بالعمل على تنفيذ المزيد المبادرات والمشاريع التنموية، وشدد على ضرورة تقديم الدعم والمساندة من قبل أشقائنا العرب لنصرة شعبنا وسلطته الوطنية، وخاصة في هذه المرحلة، وبما يعزز من إمكانية تحول اقتصادنا الوطني إلى اقتصاد مقاوم، كما أكد إصرار السلطة الوطنية على مواصلة جهودها لتعزيز وتعميق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين المستقلة، وبما يشمل المناطق المسماه (ج)، والقدس الشرقية، والأغوار ومناطق خلف الجدار.

جاء ذلك في كلمة رئيس الوزراء في حفل افتتاح فعاليات اليوم المفتوح في منطقة عين الجويزة في قرية الولجة، والذي يكّرس لإحياء يوم الأرض الخالد
|170161|
وكان رئيس الوزراء ولدى وصوله إلى قرية الولجة قد افتتح صالة النادي الرياضي الممولة من الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع اوكسفام البريطانية، وذلك بحضور محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، وممثل الاتحاد الأوروبي جون جات راتر، والقنصل البريطاني العام، ومدير مؤسسة أوكسفام تيم هولمس.

كما افتتح رئيس الوزراء فعاليات اليوم المفتوح في منطقة عين الجويزة الذي ينظمه مركز أنصار بالتعاون مع اوكسفام وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، والذي اشتمل على معرض تراثي ومصنوعات محلية، وذلك بحضور وزير الأسرى والمحررين عيسى قراقع، ووزيرة السياحة والآثار د.خلود دعيبس، ومحافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، وممثل الاتحاد الأوروبي جون جات راتر، والقنصل البريطاني العام، ومدير مؤسسة أوكسفام تيم هولمسن، وعدد من المسؤولين ورؤساء الهيئات المحلية في المنطقة، وحشد واسع من أهالي القرية والمتضامين الأجانب.

وشكر رئيس الوزراء الاتحاد الأوروبي ومؤسسة اوكسفام البريطانية على دعمهم لإقامة هذا المشروع الحيوي والهام لأبناء قرية الولجة.

وتابع رئيس الوزراء جولته في نحالين وواد سالم "خيمة الشعوب"، والخضر وأم سلمونة، حيث شارك رئيس الوزراء أهالي قرية نحالين في زراعة أشجار الزيتون في الأراضي التي تم إخطارها بالمصادرة قبل أكثر من شهر في منطقة الكبارات والمطابخ وواد الجمالة، كما شارك الأهالي في بناء جدران استنادية.

وفي وقت لاحق تفقد رئيس الوزراء "خيمة الشعوب" في منطقة واد سالم في نحالين، والمهددة بالمصادرة والاستيطان، والتي تقطنها عائلة داوود بشارة نصار، الصامدة في أرضها منذ عشرات السنين، وتتوارث مسؤولية حماية هذه الأرض أبّاً عن جدّ. حيث أشاد رئيس الوزراء بصمود هذه العائلة واعتبرها نموذجاً لصمود شعبنا الفلسطيني في مواجهة سياسة المصادرة والاقتلاع والتهجير والاستيطان الإسرائيلية.

واعتبر فياض أن بقاء هذه العائلة وصمودها وثباتها يشكل رسالة واضحة وتحدياً لممارسات الاحتلال الإسرائيلي وغطرسته، وقال "هذه الأرض هي أرضنا، أنتم لا تحرسون الأرض فقط، بل أنتم تحرسوننا".

ومن الجدير ذكره أن عائلة نصار، تطلق على الخيمة (خيمة الشعوب)، في إشارة ذات مغزى، لنضال العائلة للتمسك بأرضها، وللتضامن الدولي الواسع مع صمودها، وهي تعتبر نموذجا للفلسطيني المتمسك بأرضه، رغم الانتهاكات الإسرائيلية والتضييقيات، والإغراءات، ومنع الحد الأدنى من مصادر العيش لها، هذا بالإضافة إلى هجمات المستوطنون ومحاولاتهم المستمرة للاستيلاء على أرضهم. وقام رئيس الوزراء بمشاركة العائلة والمتضامين الأجانب بزراعة أشتال الزيتون.

وفي بلدة الخضر، قام رئيس الوزراء بتقنيب وزراعة أشجار العنب في منطقة "عين قسيس، بالإضافة إلى زراعة أشتال الزيتون وحراثة الأرض.

وفي نهاية الجولة لمنطقة غرب بيت لحم تفقد رئيس الوزراء منزل علي خضر طقاطقة الملاصق لمستوطنة "افرات" في قرية أم سلمونة المهدد بالهدم جراء جدار الفصل، كما تفقد جبل أم السلمونة.

في سياق مواز كشفت صحيفة "يروشاليم" العبرية اليوم السبت النقاب عن مخطط استيطاني جديد لإقامة "حي يهودي" قرب بلدة أبو ديس شرقي القدس.

وذكرت الصحيفة أن رئيس بلدية الاحتلال في القدس "نير بركات" ينوي إقامة الحي اليهودي الذي يمتد على مساحة عشرات الدونمات قرب أبو ديس ويضم 250 وحدة سكنية.

وذكرت الصحيفة أن بركات التقى مؤخرا عددا من أعضاء المجلس البلدي في مسعى لحشد تأييدهم وموافقتهم على المخطط الاستيطاني البناء ليصار إلى الشروع بتنفيذه في أقرب وقت.