|
سوريا: الانتفاضة انتهت لكن الجيش يواصل هجماته
نشر بتاريخ: 31/03/2012 ( آخر تحديث: 01/04/2012 الساعة: 00:32 )
بيروت- معا- تقول سوريا ان الانتفاضة المستمرة منذ عام للاطاحة بالرئيس بشار الاسد انتهت الان لكنها ستبقي قواتها في المدن "للمحافظة على الامن" الى ان يصبح الوضع امنا للانسحاب تمشيا مع اتفاق السلام الذي تدعمه الامم المتحدة.
وينص الاتفاق الذي اقترحه كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص على ان تقوم السلطات السورية أولا بسحب قواتها والتوقف عن العنف على الفور. وحثت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الخليج عنان اليوم السبت على تحديد جدول زمني "للخطوات القادمة" اذا استمرت اراقة الدماء. وكررت السعودية دعوة لتسليح المعارضة. وقال عنان ان أيا من الاجرائين لن يكون مفيدا. ولم يجلب الامين العام السابق للامم المتحدة أي وقف لاراقة الدماء. وأفاد ناشطون من المعارضة بمقتل 25 شخصا والعثور على خمس جثث تحمل علامات تعذيب بينهم طفلان. وقتل مطرب معارض في كفر روما عندما تمت مداهمة منزله. وقتل شاب وشقيقته بالرصاص عندما اقتحمت القوات الحكومية قريتهما وتوفي رجل متأثرا بجرح ناتج عن طلق ناري اصيب به اثناء احتجاج في دمشق. وقصف الجيش بالمدفعية وقذائف المورتر حي الخالدية بمدينة حمص مما أسفر عن مقتل شخص واحد. وأفادت تقارير بمقتل ستة اشخاص في محافظة حمص وقتل اثنان بنيران قناصة واثنان في تبادل لاطلاق النار. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قذائف المورتر تسقط في كل دقيقة وأصوات الانفجارات تهز حي الخالدية وأنه قتل طفل بنيران صاروخ في حي البياضة وقتل رجل في تبادل لاطلاق النار في اشتباكات بالقرب من نقطة تفتيش. وفي محافظة درعا الجنوبية قتل خمسة بنيران الاسلحة الالية في خربة غزالة وتوفى ثلاثة من جروح اصيبوا بها في اشتباكات امس الجمعة. وقال المرصد ان المعارضين قتلوا ستة جنود بينهم ضابط برتبة مقدم في دير الزور. ورغم العنف تقول دمشق ان لها اليد العليا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي للتلفزيون السوري في وقت متأخر مساء أمس الجمعة "معركة إسقاط الدولة في سوريا انتهت." وأضاف "بدأت معركة تثبيت الاستقرار وحشد الرؤى خلف مسيرة الاصلاح." يأتي تأكيده بعد الانتصارات التي حققها الجيش على معاقل المعارضة في مدن حماة وحمص وإدلب وقبول الاسد في الاسبوع الماضي خطة عنان التي لا تطالبه بالتنحي. ومازالت المعارضة منقسمة واحتمالات تدخل عسكري بقيادة الغرب قريبة من الصفر. ووافق الاسد على خطة عنان للسلام المكونة من ست نقاط والتي أيدها مجلس الامن التابع للامم المتحدة بالاجماع لكن زعماء غربيين يقولون ان الرئيس السوري البالغ من العمر 46 عاما حنث بوعوده من قبل ويجب ان يحكم عليه من أفعاله لا كلماته. ولم يقبل معارضو الاسد حتى الان رسميا خطة عنان. ومن المقرر ان يجتمعوا مع وزراء خارجية دول غربية بينهم وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الاحد في مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي يعقد في تركيا التي تقدم ملاذا امنا لمعارضين سوريين. وبعد ان اجتمعت كلينتون مع وزراء خارجية دول خليجية في الرياض اليوم السبت قالوا ان عنان يجب ان يضع جدولا زمنيا لاجراءات لم تحدد اذا فشلت جهوده في وقف اراقة الدماء. وقالت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في بيان بعد اجتماع في الرياض إن وزيرة الخارجية الأمريكية ووزراء خارجية دول مجلس التعاون "يحثون المبعوث المشترك على تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة إذا استمر القتل في ظل الحاجة الملحة لمهمة المبعوث المشترك." وطالب البيان المشترك أيضا الدول "التي ترتبط بعلاقات مباشرة مع النظام السوري الانضمام الى المجتمع الدولي في جهوده لحل الأزمة في سوريا." وجدد وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل دعوته لتسليح المعارضة السورية اليوم السبت ووصف ذلك بأنه "واجب". وقال الامير سعود في مؤتمر صحفي مشترك مع كلينتون "تسليح المعارضة واجب ..اعتقد .. لانها ما تقدر تدافع عن نفسها الا بالاسلحة للاسف." وقال مقدسي ان عنان الذي اجتمع مع الاسد في دمشق في العاشر من مارس اذار اقر بحق الحكومة في الرد على العنف المسلح اثناء مرحلة وقف اطلاق النار بخطة السلام. وأضاف ان شروط سوريا للموافقة على خطة عنان شملت الاعتراف بسيادتها والحق في الامن. وأشار مقدسي إلى أن "أحد البنود في المبادرة... كان سحب المظاهر المسلحة من الأحياء السكنية والمدن وغيرها وسوريا كانت تقول إن الجيش العربي السوري موجود في حالة دفاع عن النفس وحماية المدنيين الذين يؤخذون كرهائن في معظم الأحيان لضرب استقرار سوريا والجيش ليس فرحا بالتواجد في الأماكن السكنية وسيغادر ما أن يتم إحلال الأمن والسلم دون اتفاقات." وتابع مقدسي "تحقيق سحب المظهر المسلح يتم عندما يتاح لأي منطقة العودة إلى الحياة الطبيعية وعندما يستطيع المواطنون إرسال أولادهم للمدارس واستعادة حياتهم الطبيعية وليس من أجل أن يؤخذ المواطنون رهائن وتفجر مراكز الطاقة ويقتل الناس في الشارع ويزداد التسليح ونحن ندرك أنه عندما تم ذلك فعليا من قبل أصبح هناك تسليح أكبر وظهرت محاولات للسيطرة على أحياء بالكامل وأخذها رهينة ضد الدولة." لكن خطة عنان تقول انه يتعين على سوريا ان تكف عن وضع قوات في المدن من الان فصاعدا وان تبدأ في سحب قوات الجيش. ويقول دبلوماسيون غربيون ان تنفيذ وقف اطلاق النار البند الرئيسي لخطة عنان يعتمد على التسلسل في انسحاب الجيش وانهاء هجمات المتمردين المسلحين. وقال دبلوماسيون إنه قد يطلب إرسال بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة للاشراف على تنفيذ خطة السلام. (رويترز) |