|
بعد صدام والقذافي وغيرهم - لا نريد من العرب نفطا ولا مالا ولا اي شئ
نشر بتاريخ: 01/04/2012 ( آخر تحديث: 08/04/2012 الساعة: 09:12 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - لا يزال المواطن الفلسطيني يدفع ثمنا باهظا ، بل أثمانا باهظة في العواصم العربية نتيجة استخدام الانظمة الرسمية قضية فلسطين كذريعة لفشلهم في حل مشاكل بلدانهم ، وكمبرر لقمع خيرة ابناء شعوبهم الذين عارضوهم وزجهم في الزنازين والسجون . فقد كان كل زعيم عرب يفشل في الحكم الصالح يعمد الى تقوية الاجهزة الامنية في بلده ويقمع شعبه بحجة رغبته في محاربة اسرائيل ، ما خلق حالة من رد الفعل لدى الاجيال العربية الجديدة ضد " الفلسطيني " باعتباره صديقا للنظام السابق والزعيم السابق .
كل مواطن فلسطيني رفع صور صدام حسين ليس لانه يقمع شعبه بل لانه ضرب تل ابيب ، وكل فلسطين احب ورفع صور حسن نصر الله ليس لانه شيعي بل لانه قائد عربي ضرب اسرائيل ، وكل فلسطيني يعلّق صور جمال عبد الناصر ليس لانه قمع الاخوان المسلمين بل لانه تحدّى امريكا وحارب اسرائيل ، والحق يقال ان الفلسطيني صار يدفع الان ثمنا مضاعفا لكل شئ ، رغم انه لا شأن له بكل ما حدث ، وعلى سبيل المثال لا للحصر دفع المواطن الفلسطيني ثمنا في الكويت وجرى طرد 600 الف فلسطيني كانوا يعملون هناك لان القيادة الفلسطينية ايّدت صدام حسين ووقفت معه عند غزو الكويت وهذا مفهوم ، اما ما هو غير مفهوم ان الفلسطيني يدفع ثمنا في العراق ايضا بنفس التهمة ، فهو يعاقب مرتين على نفس التهمة ، وقد انخفض عدد اللاجئين الفلسطينيين في العراق من 30 الف الى 6 الاف فقط واستشهد نحو 300 فلسطيني خلال عمليات قتل واعتداء واختطاف . والى جانب العراق والكويت دفع الفلسطيني الثمن دون سبب في السعودية وقطر والامارات وعمان والبحرين ، حين جرى استبدال المعلم الفلسطيني في العام 1992 بمعلم مصري في دول الخليج كلها تقريبا ، وفي سوريا يعيش الفلسطينيون على اعصابهم الان ، في حين يعيش الفلسطينيون الهوان في لبنان ويقطنون مخيمات لا تصلح للبشر . اما في ليبيا فقد نكّل القذافي بالفلسطينيين ورماهم باتجاه الجداران الشائكة في الصحراء على الحدود مع مصر ، وفي مصر كان هناك من بدأ بحملة تحريض ضد الفلسطينيين بحجة ان مبارك كان يحبهم وبالفعل وقع عدة حالات اعتداء ضد الطلبة لولا تدخل الصحافة المصرية والتنظيمات والمجلس العسكري والمثقفين لوقف هذه المهزلة في بدايتها . وبالمقابل تؤكد التقارير الاسرائيلية الرسمية مؤخرا ان العنصرية تنتشر في اوساط الجيل اليهودي الجديد ، وبمناسبة ومن دون مناسبة يهتف اليهود في كل مدينة شعار ( الموت للعرب ) ، وفي ظل الانقسام الفلسطيني والحملات الاعلامية الجارحة التي خدعت المواطن العربي واظهرت الانقسام بطريقة مبالغ فيها ، صار بعض العرب يظنون ان الفلسطيني لا يعدو عن كونه عبئا عليهم متناسين ان فلسطين قضية قومية اولى . نحن لا نطمع في نفط العرب ، ولا نريد جنسية اي بلد عربي ، ولا نريد مال العرب ولا ملياراتهم ، ولا نريد ابتسامات الشفقة على وجوههم ، واذا كانوا غير مقتنعين ان فلسطين قضيتهم القومية الاولى وان الجيوش العربية هي التي اضاعت فلسطين عام 1948 فلا داعي لنظرة العتب في عيونهم ولا نريد من اي زعيم عربي او اي حزب عربي ان يقمع شعبه بحجة انه يريد تحرير فلسطين ، ولا ان يجوّع ابناء قومه بدعوى دعم الشعب الفلسطيني ، فنحن سنحرر فلسطين لوحدنا ونحن سنطعم انفسنا واولادنا ، وليعرف كل مواطن عربي طيب ان كل قرش اخدناه من اي دولة عربية عملنا مقابله ولم ننهب خزائن ولا مليارات الزعماء بل هي محفوظة في قصورهم وفي بنوك سويسرا ، وان عيوننا انطفأت في الصحراء ونحن نعمل مدرسين للفيزياء والرياضيات والعلوم وممرضين واطباء وجراحين وأننا اوفدنا خيرة ابناء وعلماء الشعب الفلسطيني ليشاركوا في بناء المجتمعات العربية ولا نندم على ذلك ، نحن بعنا قوت عيشنا مقابل كل درهم اخذناه ، ولم نعمل متسولين في ساحات العواصم العربية. ولم ولن نتوسل اي زعيم ليرضى عنا واننا نحن الشرارة الاولى في كل ثورات الربيع العربي ولسنا من الحشم لاي زعيم . ومن فلسطين ، من الارض العربية المحتلة نقول للجيل العربي الجديد ، للقيادة الجديدة في العراق وليبيا ومصر والخليج وسوريا وتونس وغيرها ، نحن اخوتكم واصدقاؤكم ونبارك لكم انتصاراتكم على الظلم وعلى القهر ، ولكن على اساس مبدأ المساواة والكفاءة والصداقة والحرية والتعاون والابداع .... وليس على اساس الدعم المالي والتوطين والجنسية ، ونحن طالبنا قبل 60 عاما ان تحاربوا معنا لتحرير فلسطين ويبدو انكم لا تستطيعون ، ثم طالبنا بالدعم بالسلاح ، ويبدو انكم لا تستطيعون ، ثم طالبنا الدعم المالي ويبدو انكم لا تستطيعون ، والان نطالبكم بالاخوة فقط وبان تقرأوا الفاتحة على ارواحنا ان استشهدنا ..... فهل تستطيعون ذلك ؟ ام ان في هذا ضيرا لكم وثقلا عليكم !!!! |