وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التقوا خلالها بمسؤولي الدولة- وفد برلماني اوروبي ينهي زيارته لتونس

نشر بتاريخ: 05/04/2012 ( آخر تحديث: 05/04/2012 الساعة: 19:50 )
بيت لحم- معا- أنهى مجموعة من نواب برلمانيين من عدد من الدول الأوروبية بزيارة الى تونس نظمها كل من مؤسسة الياسمين والمجلس الفلسطيني الأوروبي، للاطلاع على الوضع في تونس بعد أكثر من عام من الثورة.

وقام الوفد خلال يومي السبت والأحد الماضيين 1 و2 ابريل 2012 بزيارة الرئيس التونسي منصف المرزوقي ورئيس المجلس التأسيسي الدكتور مصطفي بن جعفر ونائبته محرزية العبيدي وممثل الحكومة وزير العدالة الانتقالية سمير ديلو والحريات ورئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي وممثلين عن الحزب التقدمي الاشتراكي الديمقراطي وعدد من ممثلي المجتمع المدني والشباب التونسي.

|170748|وتكون الوفد من مجموعة من نواب أوروبيين من البرتغال ورومانيا ومالطا ونواب في مجلس العموم البريطاني ومجلس اللوردات وأعضاء من مجلس النواب الايرلندي والاسكتلندي، بالإضافة إلى الوزيرة السابقة في حكومة توني بلير كلير شورت.

وذكر منسق الوفد عرفات بوجمعة في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، أن أسئلة الوفد للمسؤولين التونسيين تركزيت حول أهم الانجازات والتحديات منذ بداية الثورة الى اليوم، ودور الشباب في إنجاح الثورة وتحقيق أهدافها، والتعامل مع المتورطين في أعمال غير قانونية من عناصر في النظام البائد، ووضع مؤسسات المجتمع المدني مثل الجمعيات المستقلة والاحزاب، والوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الان، ودور الاعلام بعد الثورة، ووضع الحريات وخصوصا حرية المرأة، وتوضيح عملية صياغة الدستور الجديد، وعلاقة الدولة والحكومة الجديدية بجيرانها وبأوروبا، وتأثير التغيرات الجديدة في العالم العربي في القضية الفلسطينية على الخصوص، وتوضيحات حول الاسلام السياسي وموقفه من المجتمع المدني، ودور تونس في "تصدير" الثورة إلى جيرانها.

وأشار بوجمعة إلى أن الرئيس التونسي الدكتور المنصف المرزوقي، أكد خلال استقباله للوفد البرلماني الأوروبي، على مبدأ التوافق والشراكة في الحكم بين الإسلاميين والعلمانيين، وأكد أن تقاسم الأدوار والمناصب بين الطرفين رغم فوز الإسلاميين بالأغلبية هو لصالح البلاد، وأنه يجب العمل به في الانتخابات المقبلة حتى في حالة فوز الإسلاميين بالأغلبية مرة اخرى.

وأوضح أن أهم الانجازات هو التوصل إلى الاتفاق حول الفصل الاول من الدستور بخصوص عدم ادراج مصطلح الشريعة الذي كان يسبب مخاوف كثيرة. كما تطرق إلى أهم التحديات في المرحلة المقبلة خصوصا الاقتصادية منها و ما يتعلق بالتشغيل و تحسين وضع المواطن التي ثار من أجلها وخصوصا ضمان الكرامة والحرية.

من جهته، أوضح رئيس المجلس التأسيس الدكتور مصطفى بن جعفر، حسب بوجمعة، مدى ديمقراطية المجلس وأهم الانجازات التي قدمها منذ تشكيله، خصصوصًا في مجال إتاحة الفرص المتساوية للجميع لإبداء الرأي والمشاركة الفعالة في الحوار الجاد والمتزن وتمثيل الشعب تمثيلا حقيقيا. كما أوضح انه يرى المحدد الوحيد للمناصب في الفترة المقبلة لا يكون على مبدأ التحاصص ولكن عن طريق صندوق الاقتراع، كما أكد ان الكل يعمل جاهدا على تحقيق التوافق قدر الإمكان.

أما وزير العدالة الانتقالية والحريات سمير ديلو؛ فقد أوضح الخطوات التي تم إنجازها في ملفات العدالة من سن للقوانين التي من شأنها ضمان استقلالية القضاء ومسائل محاسبة كل من أجرم في حق الشعب قبل وبعد الثورة من اتباع النظام السابق. وأكد على أهمية انتهاج خط الموازنة بين طي صفحة الماضي ومتابعة مجرمي النظام دون اللجوء لأسلوب الانتقام. وأوضح أيضاً انه تم بالفعل دراسة ملفات عديدة و أخذ إجراءات فيها.

من جهته، أكد رئيس حركة "النهضة" الشيخ راشد الغنوشي خلال لقائه الوفد البرلماني الأوروبي، اعتماد حزبه مفهوم المواطنة والتعددية وأنه لا مجال لأي تفرقة بسبب الدين أو الاعتقاد أو أي شيء آخر، وأن الضمان الوحيد لعدم عودة الدكتاتورية هو الالتزام بقواعد اللعبة السياسية.

كما اكد ان من مصلحة قادة اوروبا أن يتحالفوا مع شعوب العالم العربي لا حكامها إن كانوا مستبدين.

اما عن الجانب الاقتصادي فأكد الشيخ ان العناية بالتكوين العالي لأبناء الشعب من شانه ان يخلق مواطن عمل في داخل وخارج تونس وأن السياحة يجب أن تتوجه الى الطبقات المتوسطة لا إلى الطبقات العاملة الأوروبية فقط. وأكد انه لا ينوي تصدير الثورة إلى العالم العربي، ولكنه يتمنى لها النجاح لأن في ذلك سند لأي ثورة عادلة في الربيع العربي.

كما التقى الوفد بعدد من ممثلي جمعيات المجتمع المدني واستمع إلى آرائهم حول معالم المرحلة الجديدة في تونس وتطلعاتهم الحقوقية والسياسية.

وختم عرفات بوجمعة تصريحاته لـ "قدس برس" بالقول: "لقد كان انطباع الوفد إيجابيا جداً حيث اعرب الجميع عن مدى استفادتهم من هذه الزيارة واللقاءات التي وصفوها بالهامة جداً و "الفرص الثمينة" التي أتاحت لهم الفرصة للاطلاع على الواقع التونسي والتجربة الديمقراطية الجديدة، كما أعربوا عن شكرهم الخالص وامتنانهم على حفاوة الاستقبال و اكدوا أن لديهم رسائل إيجابية جداً يحملونها الى برلماناتهم حول تونس الجديدة مهد الثورات العربية"، على حد تعبيره.