السلطة "تُقدر" رسالة بيلين ويائسة من بيانات الرباعية

بيت لحم -خاص معا- قدرت السلطة الوطنية الفلسطينية موقف يوسي بيلين في مقالته الاخيرة ووضوحه بشأن تحميل نتنياهو مسؤولية تعثر العملية السلمية ووصولها الى طريق مسدود .

وقال الدكتور نمر حماد مستشار الرئيس عباس في حديث لغرفة تحرير وكالة "معا" ان السلطة الفلسطينية تقدر موقف بيلين ووضوحه بشان تحميل نتنياهو مسؤولية تعثر العملية السلمية، مؤكدا ان بيلين اوضح في رسالته ان نتنياهو يريد ان يكسب الوقت وان سياسة نتنياهو ستحول دون قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة .

واضاف حماد ان بيلين اوضح ان سياسة نتنياهو ستشكل مستقبلا خطرا على اسرائيل، واضاف "اتمنى من بيلين والشخصيات المعتدلة في اسرائيل ان تقوم بدور نشيط في الولايات المتحدة الامريكية الان في مرحلة الانتخابات الرئاسية والكونغرس."

وتابع حماد" بامكان هذا التيار الذي يمثله بيلين ان يقول للجالية اليهودية في امريكا ان دعمكم لسياسة نتنياهو هو خطر على اسرائيل، وعليكم ان تغيروا دعمكم لاسرائيل والسياسة المتطرفة فيها".

واكد حماد ان السلطة الفلسطينية تتعرض لعمليات ابتزاز بكل موقف، مضيفا ان المطلوب التحرك وان يسمع الصوت اليهودي المعتدل للجالية اليهودية والعمل داخل الولايات المتحدة الان".

وحول اجتماع الرباعية المقرر عقده الاسبوع المقبل قال حماد "نرجوا ان لاتكتفي الرباعية ببياناتها المعهودة من دوة الطرفين للعودة للمفاوضات والادانة وغيرها... وانما يجب عليها ان تقول ان الذي يعطل العملية التفاوضية هو الجانب الاسرائيلي، وان تحمل اسرائيل المسؤولية.

ابويوسف:لا يحق لاحد التحدث عن حل السلطة باعتبارها نتاج لنضالات شعبنا

بدوره عقب الدكتور واصل ابو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بقوله ان حل السلطة غير وارد، ولايحق لاحد التحدث عنه باعتباره جاء نتيجة نضالات الشعب الفلسطيني .

وقال ابو يوسف في حديث لغرفة تحرير وكالة "معا" لا يوجد اي مسؤول فلسطيني يدعو لحل السلطة، ولا نعتقد ان هناك امكانية لحل السلطة الفلسطينية، باعتبارها نتاج لنضالات شعبنا.

وحول اجتماع الرباعية قال ابو يوسف "لانعول كثيرا على اجتماع الرباعية ودورها لان الموقف الامريكي هو السائد، وقال "بيان الرباعية سيدعو الاطراف للعودة للمفاوضات وهذه اسطوانة مشروخة".

واكد ان الرباعية لم تستطع فتح اي مسار سياسي في المنطقة منذ نشأتها، ولم تتحدث عن كيفية الوصول للدولة الفلسطينية، ولم يكن هناك دعوة لوقف الاستيطان والعدوان الاسرائيلي، مؤكدا ان الرباعية "تراوح مكانها".

وحول الرسالة المقرر ان يسلمها الرئيس عباس لنتنياهو "قال من المفترض ان تتم بعد الاعياد اليهودية وذلك بناء على طلب من نتنياهو، وان الوفد المقرر لها لم يتم تشكيله بشكل نهائي حتى الان.

وكان الوزير الإسرائيلي السابق وأحد مهندسي اتفاق أوسلو يوسي بيلين قد دعا امس الرئيس محمود عباس إلى حل السلطة الوطنية والإعلان عن نهاية عملية السلام. وأوضح بيلين في حديث لـ «صوت فلسطين» ان حل السلطة أمر لا مفر منه باعتباره الطريق الوحيد الكفيل بإحداث هزة في الوضع والضغط على كافة الأطراف للالتفات للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

وشدد بيلين على أن حل السلطة «ليس هو ما سيقود إلى عودة المنطقة لدوامة العنف وإنما استمرار الوضع الراهن القابل للانفجار والفوضى ولذلك لا يجب له أن يستمر».

وردا على سؤال إذا ما كان حل السلطة سيدعم توجه الفلسطينيين نحو خيار الدولة الواحدة قال بيلين: «لا أعتقد ان حل الدولة الواحدة ممكن، والسيناريو الموجود، خاصة عندما تكون الحكومة في اسرائيل يمينية غير مستعدة للسلام، هو الانسحاب أحادي الجانب كما فعل ارئيل شارون في غزة عام 2005». واضاف «لا اعتقد ان حكومة اسرائيلية وطنية تقبل ان تضع اسرائيل في حالة تجعل اليهود خلال بضع سنوات أقلية تسيطر وتحكم أغلبية فلسطين وهذا ما سيحدث اذا تحقق حل الدولة الواحدة».

واعتبر بيلين ان حل السلطة الفلسطينية سيفرض على اسرائيل عبئا كبيرا جدا؛ فسوف تعود «لانفاق الأموال مرة اخرى لتوظيف الناس في المجالات المختلفة، وهذا سيؤدي الى جدل كبير داخل المجتمع الاسرائيلي، جدل حول مستقبل الأراضي الفلسطينية (الأمر) الذي لم ننشغل فيه منذ سنوات».
وتابع بيلين: إن أحدا منا لم يفكر قبل ثمانية عشر عاما بأننا نخوض عملية سياسية طويلة جدا أو أننا كنا نبني «ممرا ليتحول الى الغرفة الرئيسية التي يقيم فيها معارضو اتفاقية أوسلو».

واستطرد بيلين موضحا حيثيات دعوته لحل السلطة بالقول: «ان قرار الرئيس عباس عدم اضافة جملة في رسالته السياسية المقرر ان تسلم لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع (الجاري) يوضح فيها انه اذا ما استمر الجمود في عملية السلام فسوف يسلم مفاتيح السلطة لاسرائيل دفعني الى ان ادعو لحل السلطة».

وأعرب بيلين عن خشيته من أن رسالة الرئيس عباس لنتنياهو قد تكون «مجرد تكرار لتحليل ابو مازن للوضع القائم من جهة، ومن جهة أخرى فهي تتضمن مطالب مقدمة للجانب الإسرائيلي وسوف لا يلتزم فيها خاصة ان نتنياهو متحرر من أي ضغط يجبره على قبول المطالب الفلسطينية».

وردا على سؤال يتصل بالضغط الأميركي على اسرائيل قال بيلين: «لا اعتقد ان الجانب الأميركي هو الطرف الوحيد القادر على الضغط على اسرائيل، فالضغط المحلي وحل السلطة الفلسطينية هو خطوة غاية في الأهمية، ولا علاقة لذلك بالاميركيين، أما لماذا لا يحرك الاميركيون ساكنا، فأنا حقيقة لا اعلم، ربما بسبب انشغالهم في الانتخابات، لكن السؤال المطروح: لماذا لم يفعل الرئيس باراك اوباما أي شيء على مدار السنوات الثلاث الماضية رغم انني افضل الرئيس اوباما على مرشحي الحزب الجمهوري المتطرفين، لكنني اشعر بالاحباط بسبب سياسته تجاه الصراع خلال السنوات القليلة الماضية».