لاول مرة- الحياة البرية ترصد نبات "العرصف الشرقي"

بيت لحم- معا- رصدت جمعية الحياة البرية في فلسطين من خلال باحثها في علم النبات بنان الشيخ وبمشاركة عماد الاطرش الباحث في التنوع الحيوي وعلم الطيور والباحث المتدرب ابراهيم سلمان في منطقة واد الليمون في قرية عابود الواقعة غرب رام الله والتي تشتهر بتنوع نباتاتها المميزة ولاول مرة احد انواع النباتات البرية يطلق عليه اسم "العرصف الشرقي Ajuga orientalis " من العائلة الشفوية labiates التي يعتقد انها اختفت من مناطق جبال الضفة الغربية، حيث لم يشاهد هذا الصنف الفريد من نوعه منذ الثلاثينات من القرن الماضي في الطبيعة الفلسطينية والتي يعتبر موئل البحر المتوسط نظامه البيئي.

جاء هذا الرصد من خلال نشاط الجمعية في ترسيم مسارات طبيعية في قرية عابود والتي بدأت بها الحياة البرية منذ عدة اشهر وذلك من اجل تشجيع مفاهيم تطوير السياحة البيئية في فلسطين ومحاولة ترسيم مسارات طبيعية في مناطق عدة من محافظات الوطن حيث تم حتى الان ترسيم 3 مسارات طبيعية في القرية ذاتها وبهدف جذب السياحة الى هذه القرية التي تمتاز بمعالمها الطبيعية والاثرية والتاريخية والدينية حيث تم تسجيل ما يقارب 250 نوعا نباتيا ( منها 12 نوعا نادرا ) في خلال تلك الجولة حيث ان المنطقة غنية جدا بالتنوع الحيوي النباتي.

وتحدث الباحث الشيخ قائلا: "ان بعض النباتات النادرة في عابود لها اهمية جمالية ممكن دراستها في الطبيعة وفي موقعها لزيادة المعرفة عنها وعن اسباب اختفاؤها من الطبيعة وهل هي سنويا تنبت ام تعتمد على نسبة عالية من الامطار مع العلم بان منطقة عابود لديها عيون مائية على مدار السنة وكما يمكن التفكير بان يتم نقل بعضها الى منطقة دراسية كوضعها في نك جيني او حديثة نباتية ليتم الحفاظ عليها وتوفير بيئة مناسبة لاستدامتها.. كما ان بعض الانواع النباتية التي قمنا بتسجيلها مثل نبات منقار الطير متوطن في فلسطين و تركيا ولا يوجد في الدول المجاورة."

واضاف "ان واد الليمون في عابود جدير بالزيارة والتمتع بمشاهدة الطبيعة الخلابة كما العديد من المسارات البيئية في الوطن التي تزخر وتتميز ببعض او بعدة انواع من النباتات مثل قريتى فقوعة وجلبون في شمال الضفة الغربية حيث يوجد بهما سوسن فقوعة وهذا متوطن في فلسطين فقط Delphinium ithaburanse= منقار الطير Leopoldium= بصيل ازرق العلم Ophrys trashyrcana= اوركيد العنكبوت وخطمية الجليل و الحويرقة الملتحمة".

وقال الاطرش بان هذه المسارات تعتبر اساسية للحياة البرية في طرحها مفاهيم السياحة البيئية وان الباحثين في الجمعية يقومون باستمرار بزيارات ميدانية لهذه المناطق بهدف توثيق الحياة البرية والتنوع الحيوي فلسطينيا اولا واستخدامها في جذب السياحة الى تلك المناطق وهذا سوف يساعد على طرح هذه المواقع على المستوى العالمي في المستقبل لوضع فلسطين على لائحة المناطق الطبيعية المميزة طبيعيا الخاصة لمفاهيم اليونسكو والاتحاد العالمي لحماية الطبيعة وايضا وفي خلال هذه الرحلة تم تسجيل الافعى الفلسطينية السامة في منطقة واد الليمون وهي نادرا ما تظهر في الطبيعة وبالاضافة الى بعض انواع الطيور المهاجرة والمقيمة في المنطقة مثل الطيور المغردة الصغيرة ونقار الخشب السوري والشحرور.
|171076|