وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطّات من دورينا

نشر بتاريخ: 13/04/2012 ( آخر تحديث: 13/04/2012 الساعة: 15:11 )
بقلم: صادق الخضور

محطات فاصلة ومباريات حاسمة في الجولتين الأخيرتين من دوري المحترفين والأولى، ففي المحترفين لا زال الجميع يترقب من هو الفريق المرافق للمركز الكرمي في هبوطه، والمنازلة بين فريقين كبيرين صاحبي تاريخ البيرة والثقافي الكرمي، لكن التاريخ وحده لا يكفي بعد أن عزّ علينا جميعا هبوط المركز الكرمي الذي لطالما صال وجال. وفي الأولى صراع في القمة وفي القاع، وتقارب النقاط أوجد الإثارة.

الجماهير....هل هي فوق مستوى النقد؟؟؟؟؟؟؟؟
في مباراة الجدعان أبناء بلاطة، والغزلان....كان أن انتهت المباراة نهاية غير طبيعية، ولنفرض جدلا أن الحكم أخطأ في التقدير إلا أن ما حدث مرفوض جملة وتفصيلا، أقول هذا وأنا لا زلت معجبا بالأداء الذي يقدمه جدعان بلاطة، فبلاطة فريق الكرة الأرضية والسهل الممتنع.

لا أريد الخوض في التفاصيل، لكن التساؤل المطروح: إلى متى ستبقى الجماهير فوق مستوى النقد؟

تساؤل لا يقتصر على جماهير بلاطة بل على كل الجماهير؟ ولا على مباراة واحدة بل على كل المباريات؟ إذ لا تكاد تخلو مباراة من مباريات الدوري من هتافات ومناوشات، وهذا يطال أحيانا دوري الأولى. هل هنا نقطة وسطر جديد؟ وهل تتسع صفحات جرائدنا لنقد الحكام وتصرفات اللاعبين وتضيق عن استيعاب نقد الجماهير؟

على عاتق الجماهير تقع مسئولية تقديم لوحة تكمل لوحة الأداء داخل الميدان، فالجماهير فاكهة الملاعب، وهي التي تقدم صورة عن المشهد، وهي سر نجاح الدوري أو فشله.

منذ بداية الدوري وطيلة جولاته ظل الجمهور فوق مستوى النقد، رغم ما رافق الكثير من المباريات من شدّ وجذب، وغليان جماهيري أحيانا، لكن إعلاميا ظل تناول الظاهرة على استحياء ودون تفصيل وإطالة.

كل الاحترام لغيرة الجماهير على فرقها، وكل التقدير للعازمين على تقديم نموذج عصري في التشجيع لكن هذه الكثرة المنضبطة تضيع في ظل القلة التي تتغلب عواطفها على صوت العقل.

منذ بداية الدوري عبارات وهتافات ترتبط بالأعراض، وتعزز الجهوية والمناطقية، وأحيانا تكون محكومة بالجرس الموسيقي ووجود نغم فيها دون مراعاة لما قد يشهده ذلك من مضامين تتجاوز كل الخطوط الحمراء.

مرة أخرى... الخروج الجماهيري عن النص لم يبدأ بمباراة بلاطة والغزلان ولن ينتهي معها، فهو موجود في عديد المباريات، ومن هنا كان يجدر أن تكون هناك جهود من روابط المشجعين لوضع حد لهذا، وهذا ممكن وغير صعب ويكفي للتدليل على ذلك ما نجحت به روابط جماهير العميد ونسور المكبر من تحسين للعلاقة بينهما بعد أن انحدرت ذات يوم إلى أسوأ مستوياتها، وها هي العلاقة الآن تقف شاهدا على أن بالإمكان تمتين أركان العلاقة وطي صفحات الخلاف.

القدس تزهو اليوم........
بهلالها الذي أنار جذوة الدوري، وسطع في سماء الدوري رغم ما اعترى المسيرة من صعاب، فالقدس تزهو وتباهي، وفريقها الهلال يحقق لقب الدوري عن جدارة واستحقاق.

القدس تزهو... وترفل بثوب الفرح الكروي ليعيد الهلال سعادة سبق أن بثها لاعبو نسور الجبل في شرايين المدينة، فالقدس تزهو وترنو للعلياء.

في القدس ومن حكايا القدس ... وإلى حكاياها تضاف قصة جديدة من قصص النجاح، ويكتب الهلال فصلا جديدا من فصول الرواية التي تكاملت فصولها، فكان حريّا أن تعنون بالإبداع وبطول النفس والجلد الذي رافق المسيرة، ولتتداخل الإدارة مع الإرادة ويكون الناتج مزيجا من الإنجاز والاعتزاز.

القدس تزهو اليوم، في يوم من أيام نيسان، والهلال ينير دربها، وينبعث من جديد ويكتمل بدرا حتى قبل اكتمال دورة الزمن، ويتواصل حضوره .
نبارك للهلال حصاد جهده، ونتاج جهود إدارته ولاعبيه وأجهزته الفنية التي تعاقبت ووقفة جماهيره، وتناغمت وكانت الخلاصة أن يحط الفرح الرحال في قلب القدس.

القدس اليوم تزهو ... وهي جديرة بأن يكون مبعث فرحها جدارة بنيها ممن حملوا اللواء.

تنافس من تنافس، فاز من فاز، والدوري في المحصلة لفريق واحد، هذه هي الحقيقة التي يجدر أن تحكم منطق التعامل بين جميع الفرق، وبالإمكان سنّ سنّة حميدة تتوجه من خلالها الفرق الأخرى بالتهنئة والتبريك للفريق المتوّج، لنضمن أن يكون هذا سببا في تلطيف الأجواء وتمتين العلاقات بين كل الفرق.

القدس بهلالها تزهو، وبما تحقق تباهي، ومن يدقق النظر في تركيبة اللاعبين الهلايين يكتشف أنهم يمثلون كل أماكن الوطن، ليس شرطا أماكن ولادتهم ولا عناوينهم، فاقترانهم بالقدس قلب الوطن يختزل الكثير من المعاني.

مبارك للهلال الدوري، وبالتوفيق في قادم الأيام، والقدس وإذ تزهو وتفاخر تطلّ على جمال محمود مؤصّل هذه الفرحة مزجية له التحية، ومقدّرة دوره في الإنجاز، وهو دور كبير ومؤثر، فقد هيأ الأجواء للحصاد، ولا تنس من قبل المهمة ..مهمة مواصلة المشوار ..الكابتن خضر عبيد.

دوري الأولى .. نار
غدا قد نتعرف على الصاعد الثاني من الأولى للمحترفين، صيغة يعتريها الشك والسبب تقارب المستويات في دوري ملتهب تتنافس فيه 5 فرق على 3 بطاقات بعد أن حقق الأهلي الخليلي الأسبقية.

في الأسابيع الأربعة الماضية ..تنحى سلوان عن طموح الصعود لأسباب غير مبررة وغير واضحة وبعد أن شهدت مباراة بيت لقيا استبعاد عناصر مؤثرة لأسباب داخلية كان الهدف منها تقديم رسالة للاعبين فإذا بها تضع حدا لطموح الطامحين.

استعاد اليطاطوة آمالهم، واستفاق الخضر من جديد وتعرض لخسارة أمام الأهلي لم تنه الطموح بل زادت التحدي، والإسلامي القلقيلي من جهته ينتظر نتيجة الأسبوع ومواجهاته صعبة، ولا ننسى الهلال الريحاوي الذي استحضر لاعبوه تاريخهم فأعادوا الهيبة للفريق وسط عودة متأخرة ومتأخرة جدا للملعب البيتي وهي قضية ستتسيد مشهد المناقشات في حال أخفق الهلال مع أن حظوظه قوية، أما جنين فقد أدرك أنها مباراة الفرصة الأخيرة أمام الإسلامي ففاز واستعاد الحظوظ.

من بين الفرق الخمسة يبرز خطا هجوم الإسلامي وجنين، وتعدد الهدافين في الخضر، وقوة دفاع يطا، وخبرة الهلال، وفي كل فريق مواصفات تميزه عن الفريق الآخر.

في الجولتين الأخيرتين ..تبدو المسئولية ثقيلة على عاتق قادة الفرق وعناصر الخبرة فيها، وعلى المدربين لأن المطلوب إعدادا نفسيا، ومستوى عال من اللياقة والانضباط وتجنب الحصول على بطاقات من اللاعبين.

هي الجولة الأصعب على الفرق منذ بداية الدوري، ولا ننسى الصراع لتجنب الهبوط بين أبو ديس وبيتللو بعد أن نجح بيتللو في الأسبوع المنصرم في حسم زعامة رام الله في هذه الدرجة عن جدارة واستحقاق لكنه لم يتلاف بعد مخاطر الهبوط.

دوري السلة..تلحميّ الطابع والوقائع
إبداع يسير في الطريق الصحيح، ويقترب من التتويج رسميا ببطولة الدوري السلوي، ليكون الإنجاز المضاف إلى سلسلة إنجازات، وعلى ذات النهج يطالعنا بيت ساحور الذي كان قريبا جدا جدا من تحفيق قصب السبق بعد استهلال أكثر من رائع في البدايات.

بدايات إبداع شابها تراجع في النتائج لكن ذلك ضاعف الحافز ولم يقلل من الطموح، في حين بدا بيت ساحور كمن يريد صنع مجده بأيديه وبمثابرته بعيدا عن حسابات نهايات الدوري، لكن هذا الطموح الجارف اصطدم بعقبة بعض الفرق التي لها حظوظ في البقاء بين الكبار، وطموح البقاء لا يقل شأنا عن طموح التتويج.

بيت لحم .. سبغت أجواء الخليل قبل ليلتين بإبداع تلحمي سلوي ، عاد فيه أبناء بيت ساحور للقاء من بعيد، ففازوا بفارق ضئيل لكنهم في النهاية فازوا وحلقوا في أجواء الخليل، أما إبداع فتجاوز عقبة السرية بتأن ورويّة وحقق الألمعية، فكان أن بات اللقب على مرمى مباراة.

في الدوري السلوي للعام الجاري لا ننسى فريق بير زيت الذي حقق نتائج غيّرت معالم الدوري، ولا ننسى التطور النوعي في مستوى التغطية الإعلامية للدوري توثيقا وتحليلا وتصويرا، بوجود الزملاء وجدي الجعفري ومحمد اللحام وعمر حنون، فكان أن أفردت المواقع والصحف مساحات لا يستهان بها من التغطية والتحليل لمباريات الدوري رغم أن توقيتها يتزامن ومباريات كرة القدم، وهي حقيقة يجدر أن تكون محط الإشادة بهذه الروح الإيجابية من محرري الصحف والمواقع.