|
اثناء افتتاحه سد العوجا- فياض: الاغوار جزء من فلسطين وهي ليست للايجار
نشر بتاريخ: 16/04/2012 ( آخر تحديث: 16/04/2012 الساعة: 23:24 )
رام الله- معا- شدد رئيس الوزراء سلام فياض على أن الأغوار هي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية وهي تشكل المجال الحيوي لدولة فلسطين المستقلة، وليست للإيجار أو المقايضة، وكافة الإجراءات الإسرائيلية التي تهدف لجعلها بيئة طاردة للوجود الفلسطيني، لن تنال من عزيمة شعبنا وإصراره على الصمود والثبات على أرضه.
وقال فياض في كلمته بحفل افتتاح سد العوجا "أول سد مائي في فلسطين" في الأغوار: "لن تكون هناك دولة ما لم تكن الأغوار جزءاً لا يتجزأ منها، كما لن تكون هناك دولة دون قطاع غزة، والقدس الشرقية عاصمة لها، وإن السلطة الوطنية مصممة على تقديم كافة أشكال الدعم اللازم لتعزيز صمود مواطنينا، وخاصة في القدس الشرقية والأغوار وكافة المناطق المتضررة والمهددة من الجدار والاستيطان". وشدد على إصرار السلطة الوطنية على تنمية المناطق المسماه (ج)، كما في كل شبر في بلادنا، وخاصة في ظل نظام التحكم والسيطرة التعسفي الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي، والهادف إلى تضييق سبل الحياة على أبناء شعبنا، وجعلها بيئة طاردة للوجود الفلسطيني في تلك المناطق، والتي تستهدف في جزءٍ أساسيّ منها على الاستخدام الأمثل للموارد، وخاصة مواردنا المائية. وقال "إن جهودنا المتواصلة في تنمية المناطق المُسماة (ج)، كما في كل شبرٍ من بلادنا، تستهدف في جزءٍ أساسيّ منها على الاستخدام الأمثل للموارد، وخاصةً مواردنا المائية، وتكثيف الجهود الرامية إلى توفير المزيد من المصادر المائية، وتحسين إدارة الموارد المائية المتاحة، بما يرشد ويوفر ما متاح منها وبدرجة عالية من الفعالية". وجدد رئيس الوزراء دعوته للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته ووضع حد لاستهتار إسرائيل بقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وخاصة فيما يتعلق بالوضع المائي، وقال 'نحن مصممون على القيام بكل ما نستطيع لتوفير مياه الشرب لكل مواطن في فلسطين، فهذا حقٌ له، وواجبٌ علينا في كل الأحوال. وأضاف: "لا بد من إحقاق كافة حقوق شعبنا المشروعة، بما يشمل حقوقنا المائية، وسيطرة الاحتلال على مواردنا المائية، وحرمان شعبنا من المياه ولو بالحد الأدنى منها، وتوزيع المياه غير العادل والمجحف، وبما يمثله ذلك من مخالفة واضحة للقوانين والأعراف الدولية ذات الصلة بالشأن المائي". وأكد أن السلطة الوطنية تضاعف جهودها على المستويين الرسمي والأهلي لزيادة الوعي الدولي إزاء احتياجات دعم صمود شعبنا المناطق المسماه (ج)، والقدس الشرقية، كما أكد رفض شعبنا وسلطته الوطنية لمحاولات إسرائيل للتعامل مع هذه المنطقة وكأنها مناطق متنازع عليها. وقال: "هذه المناطق هي جزء لا يتجزأ من أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وليست أراض متنازع عليها كما تسعى إسرائيل إلى إظهارها، وهذه المناطق كلها ميدان عمل حيوي للسلطة الوطنية، لا بل واجب علينا العمل على تنمية قدرة أهلنا فيها على الصمود، سيما في ظل التهديد الإسرائيلي المستمر ضد هذه المناطق". وأضاف: "في مشروع سد العوجا، ما يثبت وبشكل واضح للجميع بأننا لن نتوقف إطلاقا إزاء التصنيفات والمسميات المجحفة بحق شعبنا"، وتابع "لقد كانت المناطق المسماه (ج) غائبة عن الوعي تماماً من منطلق استحالة العمل فيها جراء التعقيدات والممارسات الإسرائيلية، لاتصال ذلك بالتراخيص والموافقات الإسرائيلية المسبقة"، واستكمل قائلاً: "سقط هذا الاعتقاد وأصبح في إطار الممكن والقابل للتنفيذ بل واجب التنفيذ، ولن ننتظر هذه التراخيص والموافقات، فهذه أرضنا وهذا حقنا الطبيعي في ممارسة التنمية والتطوير عليها وتوفير كافة الخدمات لأبناء شعبنا فيها". وأوضح فياض أن الجهد المبذول على كافة المستويات الرسمية والأهلية، ومن خلال صمود شعبنا وإصراره على البقاء والثبات على أرضه، نجح في خلق حالة من الوعي الدولي، وخاصة في مناطق الأغوار وباقي المناطق المسماه (ج)، كما في القدس الشرقية المحتلة، وأشار إلى ما تضمنه بيان اللجنة الرباعية الدولية، والتي اجتمعت في واشنطن في الحادي عشر من شهر الحالي ، حول المناطق المسماة (ج) باعتبارها مناطق حيوية لمستقبل دولة فلسطين، وبدعوته إلى تمكين السلطة الوطنية من القيام بمسؤولياتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه المناطق، ذلك بالإضافة إلى تمكين المواطنين الفلسطينيين القاطنين في هذه المناطق من الحياة الطبيعية. وأدان ممارسات إسرائيل ضد المتضامنين الأجانب واعتدائها عليهم، بما يشمل منعهم من الحضور إلى الأرض الفلسطينية المحتلة، وقال "عندما نتحدث عن الممارسات الإسرائيلية بحق شعبنا يومياً من اعتداءات همجية وتنكيل، فلا ننسى ما حصل يوم أمس الأول من اعتداء على أحد المتضامنين الأجانب، ممن زاروا فلسطين للتعبير عن وقوفهم وتضامنهم مع شعبنا، هنا في منطقة العوجا بالأغوار، حيث تم الاعتداء على المتضامن وتم تغطية الحدث على نطاق واسع وبما يشمل وسائل الإعلام الدولية والإسرائيلية". وأضاف: "هذا الحادث أبرز ما يواجهه شعبنا بشكل يومي ومتواصل من اعتداءات وتنكيل من قبل قوات الاحتلال، والتي تستحق أن تُغطى على النحو الذي غُطيت فيه حادثة الاعتداء على المتضامن"، وتابع "لماذا لا تُغَطى الاعتداءات اليومية بحق شعبنا لفضح هذه الممارسات الإسرائيلية، وبما يحشد المزيد من الدعم والتضامن لقضيتنا العادلة والتي تتقاطع مع مشاريع التحرر الوطني وسعي كافة شعوب الأرض لنيل حريتها واستقلالها". ودعا فياض إلى ضرورة التدخل الفاعل من قبل المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة وتقيدها بالالتزامات المترتبة عليها كقوة احتلال. وأوضح رئيس الوزراء أن هناك ما يزيد عن 225 مشروعا في منطقة الأغوار بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 60 مليون دولار، وتم تنفيذ 170 مشروعاً، وأشار إلى أن القطاع الزراعي بحاجة للمزيد من المبادرات والمشاريع، وخاصة في منطقة الأغوار بكل ما لها من أهمية إستراتيجية، وخاصة لما تتعرض له من ممارسات وإجراءات إسرائيلية تهدف إلى جعلها بيئة طاردة للوجود الفلسطيني. وأكد التزام السلطة الوطنية بانجاز المرحلة الثانية من مشروع السد المائي في العوجا، وحيا كافة القائمين على المشروع والعاملين فيه، وأشاد كافة الوزارات والمؤسسات المنفذة، كما شكر وزارة البيئة والري الأردنية، وخاصة لجنة السدود على ما قدمته من مساعدة وعون لانجاز مشروع سد العوجا. ومن الجدير ذكره أن مشروع سد العوجا تم تمويل المرحلة الأولى منه من البنك الإسلامي للتنمية بقيمة 1 مليون دولار، وبمساهمة وزارة المالية بقيمة 31 ألف دولار أميركي، حيث تم انجاز المشروع بإشراف وزارة الزراعة. وكان رئيس الوزراء افتتح في وقت سابق مشروع مفرخة الأسماك في المشروع العربي الإنشائي، والذي يعتبر المفرخ الأول في فلسطين لتربية الأمهات وإنتاج إصبعيات الأسماك. وشدد فياض على أهمية هذه المشاريع الحيوية والتي يدعم النشاط الزراعي خاصة، والنشاط الاقتصادي بوجه عام في منطقة الأغوار، وقال:'هذا المشروع هو مشروع هام ونوعي، ويضيف الاقتصاد القدرة على النمو والتطور وخاصة في مجال تربية وتفريخ الأسماك'. وحيا أسرة وزارة الزراعة، وعبر عن تقديره العميق لكافة العاملين في المشروع، كما شكر حكومة الدنمارك والبرازيل على تمويل هذا المشروع، كما شكر القائمين على المشروع الإنشائي العربي والذي ساهم بحوالي 25% من ميزانية المشروع. كما تفقد رئيس الوزراء مركز التدريب التقني والأكاديمي لشركة كهرباء القدس في مدينة أريحا، واجتمع مع المجالس القروية ووجهاء المناطق في قرية فصايل، حيث استمع إلى شرح حول الخطط التطويرية، إضافة إلى المشاكل التي تعاني منها المجالس، وسبل حلها. وحضر حفل افتتاح المشاريع، محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني، ووزير الحكم المحلي خالد القواسمي، ورئيس سلطة المياه شداد العتيلي، وعدد من المسؤولين، ووجهاء وأهالي قرية العوجا والمناطق المجاورة |