وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاعتداء الثالث خلال شهر- محامية تتعرض للضرب بعد مرافعة أمام المحكمة

نشر بتاريخ: 17/04/2012 ( آخر تحديث: 17/04/2012 الساعة: 17:45 )
بيت لحم- خاص معا- لم تكن تعلم المحامية انتصار اسعيفان أنها ستتعرض لهجوم زوج غاضب بعد انتهاء جلسة محكمة دورا الشرعية للنظر في دعوى موكلتها التي تطالب بحضانة ابنيها من زوجها الذي تطالب الانفصال عنه، وكان مصير المحامية التي حاولت حماية الزوجة أن تلقت هي الأخرى اللكمات والضربات التي اوقعتها أرضا قبل أن يصل زملاؤها وزميلاتها المحامون لنجدتها في ساحة مكتبها التي تحولت إلى حلبة للملاكمة من قبل الزوج.

وتروي المحامية انتصار يوسف اسعيفان ( 46 عاما) لغرفة التحرير في وكالة "معا" ما حدث قرابة الساعة العاشرة من صباح يوم الإثنين، فتقول "بعدما أكملنا الجلسة القانونية في محكمة دورا الشرعية لموكلتي التي تطالب بحضانة ابنتها ( 11 عاما) وابنها (6 اعوام) من زوجها الذي ترفض العودة إليه بسبب سوء معاملتها، هاجم الزوج في البداية زوجته وضربها في الفك والصدر داخل بناية المحكمة".

وتضيف المحامية "خافت الزوجة وهي مدرسة من بطش زوجها وطلبت مني أن تذهب إلى مكان آمن حتى يتسنى لها العودة إلى بيتها دون ان يعترضها الزوج ثانية، فأدخلتها إلى مكتبي الكائن في (مركز المرأة والطفل ضحايا العنف) الموجود في نفس موقع المحكمة، وأثناء وجودنا على الباب نهُمّ بالدخول فإذا بالزوج ينزل الينا بسرعة فائقة ويقتحم علينا المكتب بعد أن دفع الباب بقوة، وعندما حاولت منعه انهال عليّ بالضرب واللكم فيما أخذتُ استنجد بزملائي المحامين المتواجدين في ساحة المحكمة".
|172126*المحامية انتصار اسعيفان|
وتقول المحامية "ضربني الزوج وهو في نوبة غضب عارمة على وجهي ورأسي وحاولت الدفاع عن نفسي بحقيبة الملفات التي كنت احملها دون جدوى، ثم وجّه لي لكمة بقبضة يده على الجهة اليسرى من الرأس فسقطتُ على الأرض أمام المحامين والمحاميات الذين وصلوا على التو ليوقفوا اعتداء الزوج عليّ".

واصيبت المحامية انتصار اسعيفان جراء الاعتداء بتورم وانتفاج في الرأس وطرف العينين والخد الايسر، وقالت لـ "معا" عندما استفقت من الموقف كنت اشعر بوجع شديد في الرأس وانحاء الوجه جراء الضرب الذي تعرضت له.

وتؤكد المحامية أنها توجهت إلى النيابة في دورا وقدمت شكوى جزائية، وبدروها طلبت النيابة من الشرطة جلب المتهم بصور مستعجلة إلا أنه لغاية الآن- ظهيرة يوم الثلاثاء- ما زال المعتدي فارا من وجه العدالة.

ولم تصدر المحكمة الشرعية في دورا حكما نهائيا في قضية الزوجة التي طالبت بحضانة ابنيها، فيما يرفض الزوج- وفق ما اوضحت المحامية- اعطاء الطفلين لزوجته ويرفض كذلك مشاهدتها لهم بشكل منتظم، وترفع ابضا الزوجة على زوجها قضية نزاع وشقاق تُنظر أمام المحكمة النظامية لرفضها العودة إليه بسبب سوء معاملتها من هذا الزوج.

وتستهجن المحامية انتصار اسعيفان التي مضى على عملها في قطاع المحاماة داخل المحاكم ست سنوات دون أن يحدث لها موقف كهذا من قبل، أن تتعرض امرأة للضرب في مجتمع طالما كان الاعتداء فيه على المرأة تجاوز للمحظور، معتبرة أن ما جرى شكّل خرقا للعرف والعادات السائدة في محافظة الخليل.

وتؤكد اسعيفان وهي محامية مسؤولة عن مركز يعني بشؤون العنف الموجه ضد المرأة والطفل في بلدة دورا أن هناك ارتفاعا في نسب العنف الأسرى رغم محاولات المؤسسات والمراكز المختصة الحد من ذلك، وتشير إلى أنه منذ بداية العام وصل إلى (مركز المرأة والطفل ضحايا العنف) في دورا اكثر من 19 حالة قانونية يجري تمثيلها أمام المحاكم، بينما هناك الكثير من الحالات التي لم ترفع للمحاكم بسبب مخاوف اجتماعية وأسرية من قبل المشتكيات.

وترجع أساب العنف الأسري إلى الجهل بالحقوق القانونية للمرأة من قبل الطرفين الرجل والمرأة نفسها، والعادات والتقاليد الاجتماعية التي تعامل المرأة بشكل دوني عن الرجل والنظرة الاجتماعية التي تعتبر المرأة ملكا للزوج يحق له فعل ما يشاء بها، والفكر الذكوري الذي يسود في المجتمعات وأن على المرأة أن تسمع كلام الرجل سواء أكان صوابا أو خطأ.

المحاكم في الخليل وبيت لحم تعلق عملها

وعلّقت المحاكم في بيت لحم والخليل اليوم العمل من الساعة العاشرة احتجاجا على الاعتداء الذي تعرضت له المحامية انتصار اسعيفان وكذلك تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين في يوم الأسير الفلسطيني.

وقال المحامي حاتم شاهين عضو مجلس نقابة المحامين أن النقابة ستتابع مع النيابة العامة والأجهزة الأمنية قضية الاعتداء على المحامية وأنها ستتخذ كل الإجراءات الممكنة بالتعاون مع الجهات المختصة لينال المعتدي عقابه ولمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات.

واعتبر شاهين أن الاعتداء على المحامين بات ظاهرة إذ أن هذا الاعتداء هو الثالث يقع على المحامين في أقل من شهر، مطالبا بتكثيف الحماية للمحامين خلال عقد الجلسات واثناء تواجدهم في المحاكم.