وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض يؤكد تصميم السلطة الوطنية على بناء اقتصاد مقاوم

نشر بتاريخ: 19/04/2012 ( آخر تحديث: 19/04/2012 الساعة: 19:36 )
رام الله - أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن أولوية السلطة الوطنية تتمثل في توفير كل أشكال الدعم لتعزيز صمود المواطنين على أرضهم وتمكينهم من حمايتها من الاستيطان والجدار، وقال " لقد مثّل صمود شعبنا الأسطوري العنصر الأساسي في حماية الأرض، والخروج من دائرة التصنفيات والمسميات التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على مناطقنا، وخاصة في المناطق المسماه (ج)، ومحاولاته للتعامل مع هذه المناطق كأنها مناطق متنازع عليها"، وشدد على أن تنمية المناطق المسماه (ج)، وبما يشمل القدس الشرقية والأغوار ومناطق خلف الجدار، تحتلان الأولوية في توجهات عمل السلطة الوطنية، وخاصة في مجال الصحة والتعليم والبنية التحتية، وقال "هذه المناطق هي جزء لا يتجزأ من أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وليست أراض متنازع عليها كما تسعى إسرائيل إلى إظهارها، وهذه المناطق كلها ميدان عمل حيوي للسلطة الوطنية، لا بل واجب علينا العمل على تنمية قدرة أهلنا فيها على الصمود، سيما في ظل التهديد الإسرائيلي المستمر ضد هذه المناطق".

جاءت تصريحات رئيس الوزراء هذه في مستهل جولة له تفقد فيها احتياجات المواطنين في محافظة طوباس والأغوار الشمالية.

وشدد فياض، خلال حفل افتتاح مهرجان معارض مديرية التربية والتعليم، المعرض الختامي "2011-2012"، بعنوان "الوفاء لصناع الحرية "الأسرى" في مدرسة أبو ذر الغفاري في مدينة طوباس، أن الجهد المبذول على كافة المستويات الرسمية والأهلية، ومن خلال صمود شعبنا وإصراره على البقاء والثبات على أرضه، نجح في خلق حالة من الوعي الدولي، وخاصة في مناطق الأغوار وباقي المناطق المسماه (ج)، كما في القدس الشرقية المحتلة، وأشار إلى ما تضمنه بيان اللجنة الرباعية الدولية الأخير حول المناطق المسماة (ج) باعتبارها مناطق حيوية لمستقبل دولة فلسطين، وبدعوته إلى تمكين السلطة الوطنية من القيام بمسؤولياتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه المناطق، ذلك بالإضافة إلى تمكين المواطنين الفلسطينيين القاطنين في هذه المناطق من الحياة الطبيعية، وقال "على الرغم من محاولات اللجنة الرباعية إطلاق العملية السياسية، وهي تعلم جيداً أن الظروف غير مؤاتية لذلك، من جراء الانتهاكات الإسرائيلية وإمعان إسرائيل في التوسع الاستيطاني والاعتداءات المتكررة يومياً بحق أبناء وبنات شعبنا في كافة أماكن تواجدهم، والاعتداء على منازلهم ومدارسهم وممتلكاتهم ومصادر رزقهم ومقدساتهم، والتي تتزامن مع اعتداءات المستوطنين الإرهابية، والتي ارتفعت بشكل غير مسبوق منذ العام 2011، وخاصة في هذه المنقطة، بالإضافة إلى استخدام العنف ضد الاحتجاجات السلمية من قبل أبناء شعبنا ضد الاحتلال ومشروعه الاستيطاني".

وأضاف "على الرغم من ذلك، التفت هذه اللجنة أخيراً إلى بعض جوانب معاناة شعبنا اليومية التي يتعرض لها، وأشارت إلى المناطق المسماه (ج)، وهذا له مغزى سياسي هام يدلل على الأهمية الفائقة لهذه المناطق لقيام دولة فلسطين المستقلة قابلة للحياة، وان المجتمع الدولي لم يعد يقبل بان تكون هذه الأرض متنازع عليها فهي الأرض التي ستقوم عليها دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967."

وأشار رئيس الوزراء إلى الأزمة المالية التي تواجه السلطة الوطنية، جراء نقص ورود المساعدات الخارجية المقررة، وقال "سنتجاوز هذه الأزمة كما تجازنا كافة الأزمات التي مرت بها السلطة الوطنية"، وأضاف "نعمل على ذلك بشكل حثيث لتعزيز قدرة السلطة الوطنية على التعامل بكفاءة واقتدار مع احتياجات مواطنينا في مختلف أماكن تواجدهم". وشدد على ضرورة تمكين السلطة الوطنية من زيادة قدرتها على الوفاء بالالتزامات المترتبة عليها. وقال "على الرغم مما بذل باتجاه تحقيق المزيد من القدرة على الاعتماد على مواردنا الذاتية وتعزيز المنعة الذاتية، وبما يحص قرارنا السياسي، فإنني أتوجه لأشقائنا العرب من أجل تقديم الدعم العاجل والعون للسلطة الوطنية، وذلك لتمكينها من الوفاء بالاستحقاقات والالتزامات المطلوبة منها، والتعامل مع كافة احتياجات أبناء شعبنا في مختلف المجالات، وفي مقدمتها تعزيز قدرته على الصمود، وبما يعزز من إمكانية تحول اقتصادنا الوطني إلى اقتصاد مقاوم، وخاصة في ضوء انسداد الأفق السياسي، وهو ما يتطلب المزيد من تعزيز القدرة على الصمود والثبات وتزويد مواطنينا بكافة الخدمات بكفاءة واقتدار"، وأضاف "هناك الكثير من غياب العدالة، والكثير من ازدواجية المعايير ومما يشكى منه، ولكننا نعمل بأقصى طاقاتنا، ونحن نبني، ونتحدى، وعلى أرضنا نبقى".

وأشار رئيس الوزراء خلال كلمته، إلى الحوار مع مختلف مكونات المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وقال "حرصنا منذ البداية على بذل كل جهد ممكن من خلال التفاعل الدائم مع كافة شرائح المجتمع الاجتماعية والاقتصادية، وبلورة مجموعة من السياسات والإجراءات تهدف بالمقام الأول إلى تعظيم وتحسين قدرة السلطة الوطنية على الوفاء بالالتزامات المختلفة المتصلة بأدائها، وبما يعزز من قدراتنا الذاتية، وبما سيمكننا من تحقيق تخفيض إضافي في مدى اعتمادنا على المساعدات الخارجية وحاجتنا لها، وبما يعزز من قدرتنا على الصمود والبقاء، وبما يحقق المزيد من التحول باتجاه انجاز اقتصاد مقاوم بكافة مكوناته".

وأكد فياض على أن السلطة الوطنية مُصممة على توفير كافة أشكال الدعم والمساندة المُمكنة لتعزيز صمود شعبنا وقدرته على الثبات والبقاء حتى يتمكن من نيل حقوقه الوطنية المشروعة كاملةً وفي المقدمة منها إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره والعيش بحرية في دولة فلسطين المستقلة على كامل حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وأكد على أن السلطة الوطنية ستقوم بالعمل على تنفيذ المزيد المبادرات والمشاريع التنموية وتعزيز البنية التحتية، على الرغم من الأزمة المالية التي تمر بها، وذلك في سبيل تحقيق المزيد من التمكين الذاتي لشعبنا، كما أكد إصرار السلطة الوطنية على مواصلة جهودها لتعزيز وتعميق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين المستقلة، وبما يشمل المناطق المسماه (ج)، والقدس الشرقية، والأغوار ومناطق خلف الجدار.

وأشاد رئيس الوزراء بدور هيئات الحكم المحلي، وأكد على دعم السلطة الوطنية لهذه الهيئات في تنفيذ المشاريع التنموية المختلفة، وأضاف أن هيئات الحكم المحلي ومن موقع مسؤوليتها المباشرة في تقديم الخدمات للمواطنين، تشكل أحد الأسس الرئيسية التي نسعى إلى تطوير دورها باستمرار بحكم قربها من المواطن وتلمس احتياجاته، وقال "المجالس المحلية هي الأقرب إلى المواطنين والأكثر قدرة على تحسس وتفهم احتياجاتهم وأولوياتهم، وهي الحلقة الأهم في منظومة الحكم والإدارة" وأضاف "ما نحتاجه هو المزيد من الصمود، وسلطتكم الوطنية معكم وبجانبكم".

وفي ختام كلمته شدد فياض على أهمية التعليم والبعد الهام الذي لعبه في الحفاظ على الهوية الوطنية وصونها وبلورتها رغم محاولات التهميش والإقصاء، كجزء لا يتجزأ من مشروع التحرر الوطني، وخاصة في المراحل الأولى بعد النكبة والتشرد، وما كان من شأنه أن يستهدف الهوية طمساً وتهميشاً، ومساهمته في تعزيز قدرة شعبنا على الصمود والبقاء إلى أن أصبح لهذا البعد عنواناً وحاضنة متمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.

وحيا رئيس الوزراء، أسرة وزارة التربية والتعليم في مختلف المناطق على ما يقومون به من جهد يومياً في تعليم ونشأة أجيال المستقبل، وخاصة من خلال برامج الأنشطة اللامنهجية للطلبة، والتي تضيف للعملية التعليمة والتربوية كماً ونوعاً، وأكد حرص السلطة الوطنية على دفع مسيرة التعليم في كافة المستويات المراحل، لما يمثله هذا القطاع من أهمية فائقة في منظومة الجهد الوطني المبذول على كافة المستويات الرسمية والأهلية وفي كافة المناطق، وفيما يدعم مسيرة شعبنا نحو الحرية والاستقلال.

وحضر المهرجان المحافظ مروان الطوباسي، ورئيس البلدية عقاب دراغمة، ومدير التربية والتعليم في طوباس، وعدد من رؤساء المجالس المحلية والقروية المجاورة، وأسرة التربية والتعليم في طوباس، وحشد من الأهالي وطلبة المدارس.

من جانبه رحب محافظ طوباس والأغوار الشمالية مروان طوباسي باسم مؤسسات وفعاليات المحافظة برئيس الوزراء معتبرا هذه الزيارة تأكيدا على متابعته الحثيثة للأوضاع العامة بالمحافظة التي شهدت تطورا ملحوظا بمختلف القطاعات المدنية والأمنية بفضل تعليمات السيد الرئيس وتوجيهات رئيس الحكومة رغم ما تعانيه المحافظة من انتهاكات مستمرة ويومية من قبل قوات الاحتلال والتي أشار إلى ارتفاع وتيرتها بشكل متزايد عن الأعوام السابقة .

واستعرض المحافظ طوباسي مجموع الانتهاكات الإسرائيلية بمناطق المحافظة مشيرا إلى ان الاحتلال يمارس سياسة التطهير العرقي ضد المواطنين من اجل توسيع المستوطنات وتهويد المنطقة وفصل المحافظة جغرافيا عن باقي مناطق الوطن ومؤكدا أن الأغوار لن تكون الا جزء من الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، مضيفا ان الوقت قد حان للبدء بتحضير ملف لجرائم الاحتلال بالأغوار وتقديمها للمحاكم الدولية بما يسمح به وضع السلطة الوطنية الامر الذي يتماشى مع جهود السيد الرئيس والقيادة الفلسطينية لنيل العضوية الكاملة بالجمعية العامة للأمم المتحدة .

واشار المحافظ ان مؤسسات السلطة الوطنية بالمحافظة تعمل على تنفيذ مشاريع من شانها تمكين المواطن الفلسطيني من الصمود بارضه وتطوير الاداء الحكومي اضافة الى حفظ سيادة القانون والنظام وتسليط الضوء اعلاميا على جرائم الاحتلال، داعيا الى زيادة الاهتمام الحكومي في وزارات الاختصاص بالبنية التحتية للمحافظة من اجل بناء اقتصاد مقاوم يندرج ضمن مفهوم المقاومة الشعبية السلمية ومن اجل صياغة خطة إستراتيجية وطنية لدعم صمود المواطنين بالأغوار الأمر الذي يحتاج إلى جهد متكامل وتعاون تام لتنفيذها على ارض الواقع .

واثنى طوباسي على مديرية التربية والتعليم بالمحافظة على الجهود المتكاملة والمتناغمة والتي افرزت هذا المعرض التراثي الوطني و الذي شاركت به نحو 40 من مدارس المحافظة والذي اقيم تحت عنوان " وفاء لصناع الحرية " ، موجه رسالة اعتزاز للأسرى المضربين عن الطعام ومشيرا ان كرامة وحرية الاسرى هي جزء من كرامة وحرية الشعب الفلسطيني .

وفي قرية العقبة تفقد رئيس الوزراء المدخل الرئيسي للقرية "شارع المهجرين"، الذي يربط القرية مع محافظة طوباس، والذي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس. حيث وعد رئيس الوزراء بإعادة تأهيل ورصف الشارع بأسرع وقت ممكن.

يشار إلى أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تقوم بها سلطات الاحتلال بتدمير هذه الطرق، فيما قامت قبل ذلك بتدمير منازل أخرى تعود للمواطنين.

وفي قرية المالح قام رئيس الوزراء بجولة تفقدية للأضرار الناجمة عن الممارسات الإسرائيلية، كما تفقد المطحنة الأثرية في المنطقة.

وفي كردلة اجتمع رئيس الوزراء مع أعضاء المجلس التنفيذي والمجالس البلدية والمحلية والقروية في محافظة طوباس والأغوار الشمالية التالية، كردلة وبردلة والمالح وعين البيضاء وتياسير والعقبة ووادي الفارعة، ورأس الفارعة، والمضارب البدوية.

حيث استمع فياض إلى شرح حول الخطط التطويرية، بالإضافة إلى المشاكل التي تعاني منها المجالس، وسبل حلها، وأكد رئيس الوزراء حرص السلطة الوطنية على النهوض بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتمكين أبناء شعبنا في كافة المناطق من الصمود والبقاء والثبات على أرضهم، وقال "السلطة الوطنية تعمل على أساس من الأولويات التي يحددها المواطنين وفقاً لاحتياجاتهم في مختلف أماكن تواجدهم" وأضاف "إن ما تم انجازه في محافظة طوباس، كما في مختلف المناطق، يشجع على ثقتنا بإمكانية تحقيق المزيد الانجازات بالرغم من الاحتلال وممارساته وظلمه وطغيانه وإرهاب مستوطنيه، ومن خلال الاستفادة والبناء على ما أبداه شعبنا من إصرار على البقاء والصمود والثبات والتمسك بحقوقه كافة"، واعتبر أن انجاز المشاريع الحيوية والهامة في مختلف المناطق، هي على درب تعزيز وتعميق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين.

وكان رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض قد استهل جولته في محافظة طوباس والأغوار الشمالية بالاجتماع مع قادة الأجهزة الأمنية، بحضور المحافظ مروان الطوباسي، حيث استمع إلى تطورات أداء المؤسسة الأمنية بترسيخ الأمن والاستقرار في المحافظة، وعبر لهم عن اعتزازه بما حققته المؤسسة الأمنية من تقدم في جهودها لتعزيز حالة الأمن والاستقرار لدى المواطنين، الأمر الذي بات ملحوظاً في مختلف المناطق.