|
فتاة الجيشا جمال وطاعة وذكاء .... عبودية ام دلال ؟
نشر بتاريخ: 21/04/2012 ( آخر تحديث: 21/04/2012 الساعة: 21:26 )
بانكوك - طوكيو - موفد معا - في بادئ الامر يشعر المرء بالارتباك حين يقابل فتاة جيشا، وخصوصا اذا كان لا يعرف شيئا عن قصّتهن، وفي بانكوك ما ان جلسنا في مقصورة الضيوف حتى تقدمت فتاة تلبس لباسا محتشما وثقيلا، وجثت على ركبتيها وهي تقدم الشاي، وكانت لا ترفع رأسها ابدا ولا تنظر في عيني المخدوم !!!
ثم وحين وصولنا طوكيو وجدنا الفندق قد استأجر العديد منهن للخدمة، فتيات يلبسن بشكل موحّد - انظر الصورة - ويمشين بشكل مدرّب ولا تسمع لهن لغطا، وحين تأمرهن يأتمرن بسهولة، وحين تزجرهن يطأطئن الرؤوس، وحين تمتدحهن لا يسعهن الى ان يعدن بخطوات صغيرة الى الخلف وهن يحنين رؤوسهن احتراما وطاعة. انهن لسن خادمات، بل جميلات وذكيات ويفهمن بالموسيقى واللغات ولغة الجسد والنظافة والادارة والتدبير، وكأنهن تخرجن من جامعات لخدمة الفنادق 5 نجوم، وهن يعرفن كيف يتحاورن بلغة الاشارة وبكل ادب واحترام مع اي انسان مهما كانت لغته ومهما كانت خلفيته الثقافية. ما هذه الطاعة المطلقة ؟ وهل بقي على سطح هذه المعمورة امرأة بهذه المواصفات ؟ من هؤلاء النسوة ؟ ولماذا يشعرن بسعادة غامرة وهن يقمن على خدمتنا على هذا النحو ؟ وهل فعلا تجد هذه المرأة مصدر رزق كبير في ان تكون جيشا بل وتشعر بسعادة غامرة ان تكون مخلصة لسيدها |172594| طرحنا هذه الاسئلة على بعضنا البعض وفيما راح بعض الاخوة يقول ان هذا شكل من اشكال العبودية المخزية وان يبيع الانسان شكله وجماله مقابل مال وهذا مناف لحقوق المراة... راح البعض منا يرد عليه وهل عمل المراة الاوروبية والامريكية في عروض الازياء والرقص والمطاعم والبارات والمصانع والمشافي والمدارس لثماني ساعات يوميا لا يعتبر شكلا من اشكال العبودية ؟؟؟ أوليس ان هذه المراة الجيشا تشعر بالدلال والتقدير والعطف اكثر من تلك التي تعمل حارسة على باب مطعم في تل ابيب او على برج مراقبة في مطارات امريكا !!! الاسئلة ليست صعبة، لان فتاة الجيشا هي شكل من اشكال العبودية اذا كان العمل اجباريا وقسريا، وهي شكل من اشكال العمل الفندقي اذا كان العمل باختيارها ورغبتها. ففي كوريا وجدنا ان المرأة حين تشرب تشيح بوجهها الى الخلف احتراما لمديرها او أخيها الكبير الذكر او والدها او زوجها او خطيبها، فمن العيب عندهم ان تجلس المرأة تشرب وهي تحدّق بعيني ذكرها !!! وهي دلالة على الاحترام والطاعة والمحبة المتبادلة .|172602| وبكل حال من الاحوال رأينا ان الرجل الياباني يشعر بالحنين لتلك الايامويباهي بوجود الجيشا في ثقافته، رغم انطباعي ان الشعب الياباني شعب جبار وعنيد وقوي اكثر مما كنت اتصور ، وقد لاحظت من طريقة اكلهم الطعام انهم لا يمانعون من طهي الاسماك وهي على قيد الحياة، فيقومون بتسخين الطاولة لدرجة الطهي ، ومن ثم يلقون بالاسماك الحية على صاج النار فترى الاسماك تقفز من شدة الالم، وعلى الارجح تموت الاسماك بالسكتة القلبية ومن ثم يقوم الطاهي بتقطيعها وهي لا تزال حية ويقدمها للاكل وهي لا تزال تتنفس ويأكلونها !!! واذا كان يمكن ان نحكم على اي شعب من خلال طريقة طعامه وطريقة تعامله مع المرأة فاننا نرى ان هذه الشعوب هي شعوب تتمسك بالثقافة الجامعية وليست الفردية ، تماما مثل المجتمع العربي ولكن اشكال التعبير تختلف بين قارة واخرى . |