وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

من الذي اغتال قائد خلية فتح 85 في كفر قاسم؟

نشر بتاريخ: 21/04/2012 ( آخر تحديث: 22/04/2012 الساعة: 12:09 )
بيت لحم- تقرير خاص معا- عندما كان الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده يحيي ذكرى يوم الأسير الفلسطيني في 18 نيسان الجاري كانت أيادي الظلام وبلا حياء تخطط لزيادة أحزان الحركة الأسيرة من خلال عملية اغتيال في منتصف الليل نالت من جسد احد رموز الحركة الأسيرة في بلدة كفر قاسم داخل فلسطين المحتلة عام 1948 وهو الشهيد عادل عيسى ابن البلدة والذي أمضى حوالي 15 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

عادل عيسى من مواليد بلدة كفر قاسم عام 1961 سافر إلى ألمانيا بغرض تكميل تحصيله الأكاديمي وقلبه يكتنز بعشق فلسطين حيث التحق هناك باتحاد طلبة فلسطين ونشط في العمل الطلابي حتى تلقفته عيون القائد الراحل خليل الوزير أبو جهاد الذي أوعز بضرورة تنظيم الشبان من الداخل المحتل والاهتمام بهم ليعود عادل إلى بلدته ويشكل خلية عسكرية سرية لحركة فتح ويقوم بعدت عمليات فدائية كان منها زرع عبوة متفجرة في موقف خاص بالمركبات التي تقل جنودا إسرائيليين.

وفي عام 1985 تم كشف المجموعة والقي القبض عليه ومجموعة من الفدائيين في قطاع غزة والضفة الغربية وصديقه احمد عيسى.

وقد حكمت عليه المحكمة الإسرائيلية بالسجن لمدة 20 عاما تنقل خلالها في العديد من السجون وخاض الإضرابات عن الطعام ومنها إضراب نفحة عام 1992 والذي طال ل22 يوما وكان معها عادل قائدا وممثلا لتنظيم حركة فتح في السجون وكان مقاتلا شرسا وعنيدا مع ادراة مصلحة السجون الإسرائيلية.
|172677*لقطات من تشييع جثمان الشهيد عادل عيسى (موقع كفر قاسم)|
كما كان يعلم زملاءه اللغة العبرية في دروس أسبوعية وكان أول أسير فلسطيني يحصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من الداخل السجن بعد أن التحق بالتعليم عن بعد من خلال الجامعة المفتوحة في إسرائيل.

توفيت والدته دون ان يودعها وهو خلف القضبان لتسمح له السلطات بالمشاركة بالجنازة التي تحولت لمظاهرة جماهيرية ضخمة التفت من حوله بفعل محبة واحترام أهل بلدته له.

خرج عادل من المعتقل عام 1999 لينشط في العمل المجتمعي والوطني في كفر قاسم وفي الداخل المحتل ويعمل في دائرة المعارف التابعة للبلدية .
وعلمنا انه كان ينوي الترشح لرئاسة البلدية القادمة.
|172678|
في حوالي العاشرة من ليل الأربعاء 18 نيسان فتح مجهولون النار باتجاه سياراته وهو يهم بالترجل منها أمام منزلة ليصيبوه بعشرة طلقات حاقدة كانت كفيلة بوضح حد لحياة هذا المناضل الوطني الذي ترك خلفه زوجة مكلومة وطفلين (الياس وفاطمة).

الشرطة الإسرائيلية اكتفت بتصريح على لسان الناطقة باسمها ان هناك شخص قتل ونحقق بالموضوع.

من جانبها نعت حركة فتح المناضل والأسير المحرر ابن بلدة كفر قاسم عادل عيسى وأدان المتحدث باسم الحركة فايز أبو عيطة في بيان صحفي صادر عن مفوضية الثقافة والإعلام وصل لـ"معا" جريمة الاغتيال الجبانة بحق المناضل عادل عيسى، مؤكدا أن حركة فتح لن تتهاون مع من ارتكب هذه الجريمة وستلاحق القتلة المجرمين حتى ينال القتلة العقاب الذي يستحقون على ارتكابهم هذه الجريمة النكراء.

وقد نفذت بلدية كفر قاسم إضرابا شاملا الخميس بعد مقتل موظفها وابن بلدتها عادل محمد عيسى (51 عاما) بعد تعرضه لوابل من الرصاص مساء الأربعاء.
وكان المرحوم دائم التواصل مع القضايا الوطنية حتى في الضفة الغربية من خلال نشاطه في حملة مفتاح العودة بمخيم عايدة بالقرب من بيت لحم وكذلك زياراته للاصدقاء في مخيم الدهيشة.
وفي حديث لـ "معا" مع المناضل منير منصور مسؤول لجنة الأسرى بالداخل والذي امضى 22 عاما بالسجون قال في تعقيبه على الحادث "أنها عملية اغتيال وتصفية جبانة لبطل فلسطيني امضي زهرة شبابه في خدمة أبناء شعبه وإنني لا أتوقع أي متابعة جدية من الشرطة الإسرائيلية لكشف الجناة لاعتبارات عنصرية" وأشار منصور لعشرات الحالات من القتل بحق العرب التي تسجل ضد مجهول ولا يحاسب مرتكبيها على أفعالهم.
|172680*الشهيد مع صديقه رأفت حمدونة رئيس مركز الاسرى للدراسات خلال موسم الحج 2010|
هذا وكانت قد شيعت الجماهير الفلسطينية الشهيد عادل في موكب مهيب الى مثواه الأخير يوم الخميس كما وضعت الأكاليل على ضريحه باسم كافة القوى الوطنية والمؤسسات المجتمعية في الداخل وقد مثل د. احمد الطيبي الرئيس ابو مازن بوضع إكليل باسمه وكذلك باسم وزارة الأسرى الفلسطينية والوزير عيسى قراقع وقد لف جثمان الشهيد بالعلم الذي أحب وناضل واستشهد في سبيله.