وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل حماس حركة مسلمة فعلا وقولا ؟؟؟؟ِبقلم / منير الجاغوب

نشر بتاريخ: 20/12/2006 ( آخر تحديث: 20/12/2006 الساعة: 15:04 )
في الحقيقة وقبل أن أدخل في تفاصيل حول حركة حماس وعلاقتها بالإسلام، أود أن أوضح أن الإسلام هو الحل لكل نواحي الحياة، ولم يترك الإسلام شيئا في حياتنا إلا و عالجه علاج مناسب ، والملفت للنظر أن حركة المقاومة الإسلامية حماس، وحسب حديثهم يتبنون الإسلام كنهج لحل مشاكل ألامه، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن وبهذا التوقيت بالذات هل حماس فعلا تطبق تعاليم الدين الإسلامي 00 ؟ أم أنها تأخذ من الإسلام ما تريد وتترك ما لا تريد00؟ أي أن الإسلام عندهم أصبح غاية لتبرير الوسيلة .

وما نراه هذه الأيام أثار انتباهي وعزز الحديث الذي يدور في الشارع الفلسطيني خاصة والشارع الإسلامي عامه ، أن الحركات الإسلامية تتخذ من الإسلام ستارا للوصول إلى أهداف معينة ، وسوف أتخذ حركة حماس نموذجا للحركات الإسلامية في فلسطين, فهذه الحركة عندما انطلقت انطلق معها شعار الإسلام هو الحل, وأخذت تنظر أن الإسلام هو منهجها, ولان شعبنا الدين عنده شيء حساس استطاعت حركة حماس أن تصل إلى قلوب الناس وعقولهم وأخذت تركز بالإضافة إلى الإسلام على النواحي الاجتماعية للمواطن مثل لجان الزكاة و العيادات الطبية التابعة لها وبذلك استطاعت أن تجمع حولها جمهور كبير, ولكن قوتها كانت ضعيفة في الساحة الفلسطينية, ولذلك لم تخض حماس الانتخابات التشريعية والرئاسية في العام 1996 وادعت في حينه أن هذه الانتخابات غير شرعية وغير قانونية ولا تمثل النهج الإسلامي والتشريعات الموجودة , ولكن الحقيقة الدامغة تقول أنه ليس هذا السبب لعدم خوضهم الانتخابات ولكن السبب هو تأكدهم على عدم قدرتهم على تحصيل نتيجة مثلما يريدون مقابل حركة فتح التي كانت حديثة السلطة والجمهور مجمع عليها أجماع كامل ، ومرت الأيام وأخذت حركة حماس على عاتقها المقاومة مثلما يدعون وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر وأخذ الجناح المسلح لحركة حماس يضرب العمق الإسرائيلي بقوة وأخذ الاستشهاد يون يفجرون أنفسهم في التجمعات السكانية الإسرائيلية ومواقف الباصات ، والسؤال الذي يطرح نفسه أين كانت هذه المقاومة منذ عام 1948 لا بل سوف نقول أين كانت هذه المقاومة منذ عام 1967واحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية مع العلم أن حركة حماس كانت موجودة في ذلك الوقت بمسمى الأخوان المسلمين.

إذا هنا تظهر مفارقة الغاية تبرر الوسيلة حيث أن مقاومة حماس جاءت بعد دخول ياسر عرفات إلى ارض الوطن, وتوقيع أتفاق اوسلو ولان حركة حماس تريد أن تزايد على خيار حركة فتح ورئيسها أبو عمار أخذت تضرب العمق الإسرائيلي, والغريب في الأمر أن حركة حماس وجناحها العسكري كلما حصل تقدم في المفاوضات فأنها تزيد من قوة العمليات العسكرية في الأراضي المحتلة عام 1948,.

إذا كان هدفهم هو القضاء على السلطة الوطنية الفلسطينية لأنها خيار ومشروع ليس لهم فيه أي دخل ، وتمر الأيام ويستمر المسلسل الفلسطيني ، وتستطيع حركة حماس أن تجمع حولها المزيد من الجماهير، وذلك لأن حماس أخذت تقنع الناس أنها لا تريد غير الجهاد والاستشهاد وتحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها, وما زاد من شعبية حماس هو تركيزها على أخطاء حركة فتح في السلطة والتي كان لها الأثر الأكبر في تحقيق حماس لتقدم جماهيري, وتمر الأيام وتتعثر العملية السلمية ويرفض أبوعمار أن يتنازل عن الثوابت الفلسطينية في كامب ديفيد الثانية , ويعود إلى ارض الوطن وهو متمسك بثوابتنا الفلسطينية وتدخل القضية الفلسطينية في نفق جديد بعد تأمر من تأمر, وتنطلق الانتفاضة الفلسطينية الثانية والتي أطلق عليها انتفاضة الأقصى وذلك كردة فعل لزيارة شارون للمسجد الأقصى المبارك ، وتدخل جميع الفصائل الوطنية والإسلامية في حرب مفتوحة على الاحتلال, وتستمر هذه الانتفاضة بعنف لتحقيق ما لم يستطع التفاوض تحقيقه, ويقوم شارون وزمرته بمحاصرة أبوعمار في مقر المقاطعة وذلك بحجة انه لا يمنع العمليات العسكرية في الأراضي المحتلة عام 1948 ، وهنا تشتد عمليات حركة حماس بالتحديد داخل الخط الأخضر ولكن على ما يبدو ليس من أجل التحرير بل من أجل القضاء على ياسر عرفات والقضاء على سلطته الوطنية وتمر الأيام وتحاك مؤا مره ضد ياسر عرفات لم تكشف خيوطها حتى ألان وينقل إلى فرنسا للعلاج ويسقط شهيدا هناك في المنفى, ولم يستطع الأطباء تشخيص ما حصل مع ياسر عرفات ولكن الرواية المؤكدة تقول أن ياسر عرفات أستشهد مسموما .

وبعد أيام يتم تعين روحي فتوح رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية حسب القانون الفلسطيني لحين أجراء انتخابات رئاسية وكالعادة ترفض حماس الدخول في الانتخابات الرئاسية ، وتجري الانتخابات ويتم انتخاب محمود عباس رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية ، ويحاول أبو مازن الدخول في حوارات مع حركة حماس ولكن بدون فائدة ، وتمر الأيام ويستعد الشعب الفلسطيني للدخول في الانتخابات التشريعية الثانية ولكن حركة حماس هذه المرة ترغب في خوض هذه الانتخابات والسؤال لماذا كانت الانتخابات سابقا محرمة وغير شرعية وألان أصبحت محللة وشرعية؟،وفي تلك الأثناء، وعند استعداد حركة حماس لدخول الانتخابات التشريعية توقفت العمليات الاستشهادية داخل الخط الأخضر ، وخاضت حركة حماس الانتخابات التشريعية وأقنعت الشعب أنها لا تريد السلطة من أجل السلطة بل من اجل الإسلام ونصرته وغيرها من الشعارات الرنانة.

ومع تركيز حماس على الثغرات التي حصلت مع حركة فتح أثناء الفترة السابقة في الحكم والسلطة استطاعت حركة حماس ونتيجة للعبها على حبل الدين أقناع الناس وتكبير حجم الفساد الموجود في السلطة السابقة ، وبذلك وصلت حماس إلى السلطة أو المجلس التشريعي بأغلبية كبيرة ، واستطاعت أن تشكل الحكومة الفلسطينية وبعدها أخذ القناع يسقط شيء فشيء عن وجوه من استخدموا الإسلام والدين وسيلة للوصول إلى أهدافهم حيث كان أول تصريح لهم هو القبول في دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وهذه مفارقة كبيرة عن ما كانو يطرحوه من قبل، حيث تقلصت فلسطين إلى النصف بدل من البحر إلى النهر ، وأخذ الاخوه في حماس ومن تحدثو لمدة عشرة سنوات عن الفساد يعيثون فساد في نظام السلطة الوطنية الفلسطينية ، وآخذو يعينون المحسوبين عليهم في الوزارات بشكل كبير، وآخذو يقصون الناس من وظائفهم ، وشكلوا قوة تنفيذية تابعة لهم وليس لأجهزة السلطة الفلسطينية الرسمية ، والسؤال بما أن حركة حماس حركة تدعي أن الإسلام نهج لها هل ما يحدث في شوارع غزة يمت للإسلام بصلة ؟؟؟ هل قتل الأبرياء في الشوارع يمت للإسلام بصلة ؟؟؟ هل قصف مقرات السلطة الوطنية الفلسطينية يمت للإسلام بصلة ؟؟؟ وهل و هل و هل.

.العنف في المفهوم الشائع هو: استخدام القوة المادية أو العسكرية لقهر الخصوم بلا ضابط من شرع أو خلق أو قانون، وبلا مبالاة بما يحدث من جرائها من أضرار على المدنيين والابريآء. وقد يحدث هذا العنف من الأفراد، أو من الجماعات، أو من الحكومات. ولكن العنف هو: استخدام الشدة والغلظة، في غير موضعها، أو في غير أوانها، أو بأكثر مما يلزم، أو بغير حاجة إليها، أو بدون ضوابط استعمالها.وإنما قلت: (الشدة)، ولم أقل: استخدام القوة المادية أو العسكرية، كما هو الشائع والمقصود لدى الكثيرين.لأن العنف ـ في نظر الإسلام ـ لا يقتصر على القوة المادية أو العسكرية، بل العنف يشمل ـ فيما يشمل ـ الكلام والجدال.والإسلام يرفض العنف بلا مبرر، سواء كان في القول أم في الفعل.ولهذا كان منهج الدعوة في الإسلام قائما على الرفق لا على العنف، كما قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل: 125)، وقال تعالى: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} (الإسراء: 53).فأمر عباده المؤمنين أن يتحروا ـ في خطابهم لغيرهم ـ الكلمة التي هي أحسن، وليس مجرد الكلمة الحسنة، فإذا كانت هناك كلمتان أو عبارتان:

إحداهما حسنة، والأخرى أحسن منها، فعلى عباده أن يختاروا التي هي أحسن.وهكذا يجب أن يتحرى المسلم (الأحسن) في خطابه وفي جداله، وفي دفعه لسيئة غيره، كما قال سبحانه: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت: 34).وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة التي تتجسد فيها المعاني والمثل العليا التي جاء بها القرآن، فقد كان خلقه القرآن. روى البخاري في صحيحة عن عائشة رضي الله عنها قالت: "استأذن رهط من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا (أي في تحيتهم للنبي): السام عليك (أي الموت والهلاك عليك) قلت: بل عليكم السام واللعنة! فقال: "يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله" قلت: أولم تسمع ما قالوا؟! قال: "قلت: وعليكم"!.[4][4]فهؤلاء اليهود الخبثاء لم يراعوا أدب الخطاب مع الرسول الكريم، بل لوّوا ألسنتهم، وحرفوا الكلم عن مواضعه، فبدل أن يقولوا: السلام عليكم يا محمد، قالوا: السام عليك! أي الهلاك والموت. ولكن الرسول الكريم لم يشأ أن يجعل من ذلك معركة، ورد عليهم قائلا: وعليكم، أي الموت يكون علينا وعليكم، وعلم زوجه عائشة الشابة المتحمسة الرفق في الأمر كله
إذا يجب على حركة حماس إذا كانت تدعي الإسلام وأن الرسول قدوة لهم أن يأخذوا الإسلام كله كقالب واحد ولا يبطروا منه ما يريدون على مزاجهم وأهوائهم وعليهم أن يكونوا مسلمين فعلا وقولا ليس فقط فعلا من أجل الوصول إلى أهداف وأجندة خاصة بهم ويجب عليهم الإقلاع عن مصطلح الغاية تبرر الوسيلة .
بقلم - منير الجاغوب - الناطق الإعلامي لمنظمة الشبيبة الفتحاوية - الضفة الغربية