|
السولار... بسببه غزة تئن
نشر بتاريخ: 22/04/2012 ( آخر تحديث: 22/04/2012 الساعة: 19:06 )
غزة - معا - "يعني مش عارفين إنا صافين طابور من امبارح المغرب"، "الناس ما بتقدِّر"،" البلد دمرتنا نفسي اسافر واشتغل ولو سباك" وعبارات أخرى يتراشقها السائقون في غزة لأن مهنتهم ببساطة تحولت لتكون من اصعب المهن بعد أن كانت من أسهلها والسبب السولار.
وتقريبا في كل سيارة أجرة يعلو الصراخ والزعيق بين المواطنين والسائقين في أغلب الأحيان بسبب مطالبة السائق بأجرة أكثر مما كان دارجاً قبل أزمة السولار والبنزين التي تحل على غزة لشهرها الثاني، وعلى كل المفترقات يتكدس المواطنون بانتظار وسيلة تقلهم لمكان قصدهم، كثيرون للمشافي والجامعات والمدارس والعيادات ومختلف الوظائف وآخرون للأسواق وفريق ثالث لمحطات الوقود يحملون جالونات صفراء وخضراء بانتظار تعبئتها في مشهد لم يتغير منذ شهرين. أبو علي أنهى زيارة لطفلة في مستشفى الشفاء ارتطم رأسها بعامود حديدي وحين وجد وسيلة تقله طلب منه السائق 2 شيقل مقابل نقله لآخر شارع المقوسي فكان من الأول الصراخ والزعيق والتأكيد أنه ذهب للمستشفى بشيكل واحد فلماذا يعود باثنين واصفا ما يجري بأنه يجري وفقاً للمزاجات عدا عن السوق السوداء التي تملأ البلد على حد قوله، السائق بدوره اقترب من البكاء بعد نزول الراكب قائلاً:" أقسم بالله من أمس المغرب وأنا مصطف بالطابور أمام محطة الوقود ولكن الناس تظن أن الأمور سهلة كما بالسابق" معلناً أنه سيعود للبيت لأنه "قرف من العيشة" بتعبيره. سائق آخر أخذ يسب على البلد والناس مؤكدا أنه لعشر دقائق كان يرجو أصحاب عشر محال لمساعدته بفكة خمسة شواقل ولكنهم جميعاً لم يلبوا رجاءه قائلاً:" الناس تغيرت"، متابعاً:" بشتري لتر البنزين الإسرائيلي بسبعة شواقل وحين اطلب أجرة شيقلين أتشاجر مع كل راكب نفسي أسافر من هالبلد". فكيف ينتظم عمل سيارات الأجرة في الشاع الغزي بعد استمرار أزمة الوقود، يقول محمد العبادلة عضو مجلس ادارة جمعية أصحاب شركات البترول بغزة أن الأمر هذا تجيب عنه وزارة المواصلات بغزة والمسؤولون عن إدارة الأزمة والأنظمة العربية التي تتفرج على أزمة الكهرباء والوقود والماء في قطاع غزة. وأوضح أن المخزون من الوقود صفر في قطاع غزة منذ شهر ديسمبر الماضي وأن من يتحدث عن وجود مخزون لا يتحدث بالحقيقة مشيراً غلى أن مصر قلصت بشكل غير مسبوق كميات الوقود المهربة للقطاع عبر الأنفاق وأن ما يمكن تهريبه لا يتجاوز 50 ألف لتر فقط بعد أن تم تقليصه من 7000 ألف لتر إلى 300 ثم 150 على مراحل. وأكد أن غضب السائقين وحنقهم وشعورهم باليأس يعذورون به بسبب عدم انفراج الأزمة حتى الآن. وقال أن الشركات تستعيض بالسولار والبنزين الإسرائيلي مرتفع الثمن مقارنة بالوقود المصري مما يسبب شجاراً ومناكفات بين السائقين والمواطنين، موضحاً أن لتر البنزين والسولار الذي كان يباع بغزة بـ 2.5 شيكل عبر الحدود الفلسطينية المصرية ارتفع ثمنه ثلاثة أضعاف ونصف الضعف حيث المستخدم حاليا البنزين والسولار الإسرائيلي، فيباع لتر السولار الإسرائيلي بـ 6.5 شواقل فيما يباع لتر البنزين بـ7.5 شواقل. وكان قد تم تشكيل لجنة منذ خمسة شهور يديرها نائب رئيس الوزراء بغزة د. محمد عوض الذي أبرم اتفاقاً مع السلطة برام الله ينهي أزمة الكهرباء التي كانت تعتمد على السولار المصري المهرب منذ خمس سنوات وذلك بشكل تدريجي ويحلحل أزمة الوقود بانتظار باخرة الوقود القطرية التي قيل أنها تنتظر إذنا مصرياً لدخول غزة وتكفيها لمدة شهرين. |