السفير الإسرائيلي لدى واشنطن يخوض حربه الخاصة ضد الإعلام الأمريكي

بيت لحم- معا - عداء اعضاء الكنيست والدبلوماسيين الاسرائيليين للبرنامج الامريكي الشهير المعروف باسم "60 دقيقة " ليس بالامر الجديد فقد نجح البرنامج اكثر من مرة في اثارة غضب وحنق الساسة والدبلوماسيين الاسرائيليين خاصة حين غطى البرنامج موضوع الاستيطان في القدس الشرقية وقضية القايروس الذي اصاب اجهزة الحاسوب الايرانية المتعلقة بالبرنامج النووي لكن الجلقة التي بثها البرنامج يوم امس " الاحد" وتناولت موضوع هجرة المسيحيين الفلسطينيين وتركهم القدس وبيت لحم شكلت مستوى جديدا ورقما قياسيا اخرا اثار غضب السفير الاسرائيلي مايك اورن وفقا لما نقله اليوم " الاثنين " موقع هأرتس الالكتروني الناطق بالعبرية .

واضاف الموقع ان السفير اورن عمل في الايام الاخيرة بكل قوته لتغيير التقرير الذي بثه البرنامج يوم امس وتناول علاقة اسرائيل ودورها في هجرة المسيحيين من القدس وبيت لحم فتوجه مباشرة الى رؤساء شبكة " سي بي اس " وطلب منهم التدخل في فحوى ومضمون التقرير .

وشكلت محاولات السفير الاسرائيلي مناسبة استغلها مراسل البرنامج " بوب سيمون " لتوبيخ السفير على تدخله وقال على الهواء " انا لا اذكر حادثه من هذا النوع وطلبا لتغيير مضمون تقرير حتى قبل ان يجد طريقه للبث لكن دائما هناك المرة الاولى " فرد السفير الاسرائيلي على مداخلة مراسل البرنامج باعتدال لكن علامات الغضب والعصبية رافقته طيلة المقابلة وقال " ققمت بهذا العمل كممثل لدولة اسرائيل وانا لا اقوم بمثل هذه الاعمال دائما ".
وتراوحت ردود الفعل على البرنامج والتقرير المذكور بين المديح الكبير الذي انهال على معد التقرير ومقدم البرنامج بوب سيمون "الذي كشف الطرق التي تتبعها الحكومة الاسرائيلية لاسكات الجميع والشكوى من التقرير " المتحيز" وهذا الاتهام بالتحييز كان حجة وادعاء السفير الاسرائيلي الذي قال بانه لا يوجد مكان لاتهام اسرائيل بتهجير المسيحيين ويجب القلق اكثر على مصير ومطاردة المسيحيين في دول شرق اوسطية اخرى .

ويرى طاقم السفارة الاسرائيلي بالتقرير النهائي الذي تم بثه يوم امس نصرا دبلوماسيا كما ويرون بتدخل السفير نموذجا مناسبا لفعالية الدبلوماسية الاسرائيلية حيث قال دبلوماسي اسرائيلي كبير لموقع هارتس " ان علاقات اسرائيل بالعالم المسيحي قضية ومصلحة إستراتيجية وجين تلقينا قبل عدة اشهر معلومات حول التقرير والنية ببثه دون تضمينه رد فعل اسرائيلي قام السفير اورن بما اكن سيقوم به أي دبلوماسي يحاول منع الحاق الضرر بالدولة التي يمثلها ".

واضاف الدبلوماسي " كل ما قمنا به هو المطالبة بحق الرد على التقرير واوصينا بضرورة الاتصال بجهات مسيحية اخرى وهذا ما لم يقوموا به حسب معلوماتنا لكن في النهاية لم تكن النتائج سيئة بالدرجة التي كان يمكن ان تكون عليها لو لم يكن التدخل الاسرائيلي وغي النهاية تناول التقرير المتحيز عدد من القضايا التي تنتظر الحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولكن هذه المواضيع تحمل في طياتها امكانية الانفجار الاستراتيجي والسفارة تعاونت في هذه القضية مع وزارة الخارجية وجهات اخرى ذات علاقة بالموضوع ".