وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 27/04/2012 ( آخر تحديث: 27/04/2012 الساعة: 21:22 )
بقلم : صادق الخضور
وتواصل الحراك الكروي في كل الدرجات، وحالة الحراك تواصلت ولا زالت تتواصل، والوصول للدور النهائي من بطولة الكأس لم يتأت جزافا بل كان في سياق جهد نوعي.

الاتحاد الفلسطيني: شكرا
أقل ما يمكن إزجاؤه الشكر والتقدير للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، فجرد الحساب للموسم يكشف عن جهد غير مسبوق، وللأسف فإن الكثير من الانتقادات تغفل ما شهده الموسم الحالي من نشاط يجد تعبيراته في الكم والكيف، وقد يتساءل سائل: كيف؟ والإجابة تعكسها الوقائع الآتية:

عدد الفرق التي شاركت في الدوريات المحترفين وحتى المناطق: 124 فريقا تنافست فيما بينها ولا زالت تتنافس في 4 درجات علاوة على المحترفين.
74 فريقا شاركت في بطولة الشباب التي وصلت دور الثمانية.

بطولة الكأس شهدت مشاركة ما يزيد على 90 فريقا، وها هي تصل محطة الدور قبل النهائي.
بطولة كأس القائد الراحل أبو عمار حطت الرحال في الظاهرية، وبطولة دوري المحترفين استقرت في قلب الوطن وتحديدا في خزائن الهلال المقدسي.
بطولة البراعم المزمع إطلاقها بدعم من بنك فلسطين.
الدوري النسوي بنظامي الملعب الكامل والخماسي.

للأسف كل فريق يتعامل مع الدوري من زاويته الخاصة، من واقع درجته، ولا يتم رصد الجهد الراكمي المبذول في كل الدرجات.
حصيلة الموسم ... فاقت الحد المتوقع، والإشكاليات تكاد تكون محدودة، والملاعب التي احتضنت المباريات شكّلت نقطة قوة.
هذه الأرقام: كم تطلبت من حكام؟ ومراقبين؟ وما الجهد الذي رافق تنظيمها؟
في المحصلّة : انتظام الدوريات هذا الموسم علامة فارقة، وهو جهد يفوق ما تبذله الكثير من الاتحادات العربية والقارية، لكننا للأسف نصرّ دوما على استحضار النصف الفارغ من الكأس.

رغم هذا الجهد الكبير، نلمس أحيانا وجود نزعة تقزّم الجهد الكبير، وأحيانا تضخّم الأمور الهامشية والإشكاليات العابرة.
الاتحاد الفلسطيني مشكور على هذا الجهد النوعي، والشكر موصول للاتحادات الفرعية، وللأجهزة الأمنية، ولطواقم الملاعب، وللحكام، وللمراقبين، وللجماهير التي كانت سببا في إنجاح المسيرة.

في السياق ذاته؛ نتساءل عن كثرة عدد الفرق في المناطق، والإضافة التي تقدمّها فنيا للدوري، وهل دوري المناطق بصيغته الحالية يفرز الأفضل؟
لا ننسى أيضا أن تزامن المسابقات ونعني بها دوري الكأس والمحترفين كان مبرمجا، ولم تكن مشاركة أي فريق في البطولتين مما يثقل الكاهل، وهذه نقطة تنساها الأندية أو بالأحرى تتناساها.

على الهامش، وخلال ذلك سجلنا وجود دورات لتأهيل المدربات، ودورات لتأهيل المدربين، ودورات لتأهيل مدربي الحراس، ومشاركة للمنتخب في بطولتي دورة الألعاب العربية، والتحدّي، ومشاركات للمنتخب النسوي.

في ضوء ما سبق؛ يبدو أن حتى التقارير الصحفية التي تناولت كل دوري في حدّ ذاته، وكل مسابقة بمعزل عن المسابقات الأخرى تسببت في حالة من عدم التعاطي الموضوعي مع الجهد المبذول الذي يستحق عنوانا يفوق الكثير من العناوين التي كانت تخصص لمباراة أو لمسابقة.

نصف نهائي الكأس ... والحظوظ
4 فرق تتزاحم على لقب الكأس، كلها باتت من المحترفين لأن الأهلي الخليلي بات عمليا فيها، ولكل فريق حق مشروع في الحلم لنيل اللقب لأن الفريق الفائز في حال كان الهلال أو الأهلي الخليلي أو الغزلان سيكون زعيم الموسم، ولا ننسى نزوع الترجي لاستعادة موقعه عبر هذه البطولة التي لطالما كانت شاهدا على إبداعاته.

فرق الترجي والواد والهلال تنافس أيضا على الظفر بصدارة هدافي المسابقة، ومع نهاية المباراتين اليوم وغدا فسنتعرف أبرز المتنافسين على لقب لاهداف.
في نصف نهائي الكأس، سيكون ملعبا دورا والخضر شاهدين على مقابلتين من طراز خاص، وخضر عبيد سيكون حاضرا مع فريقين أملا في تحقيق إنجاز غير مسبوق بمواجهة ذاته في النهائي.

للفرق الأربعة حظوظ ومقومات كل فريق مختلفة، ففي حين يحوز أبناء الوادي على الروح القتالية العالية يلحظ المتتبع لمبارياتهم تراجع مستوى اللياقة، وهو أمر نجح مدرب الفريق أبو رضوان حتى اللحظة في تلافيه عبر تكتيك إبداعي وقراءة خاصة لكل مباراة، ولا ننسى أن الفريق تأهل بفعل ركلات الترجيح.

الهلال البطل المتوّج للدوري يعتمد على تكامل خطوطه، ووجود انسجام وتعدّد الهدافين، لكن وجود البطولة بعد التتويج بالدوري يوجد نوعا من الثقة الزائدة التي تنعكس سلبا على الأداء، وهو ما يتطلب روحا تجعل اللاعبين يلعبون حتى آخر ثانية لتمثل حلا لذلك، وتجسّد ذلك في لقاء البيرة، وفي مباراة الهلال والوادي سيكون الفريق المسجّل أولا هو من يمتلك الأفضلية.

الغزلان، الحيوية وسرعة تناقل الكرة، ووجود نشاط في خط الوسط كفيل بإيجاد حيوية، والفريق يعوّل على نشاط أحمد ماهر والحاسة التهديفية العائدة للسباخي، وعنصر الخبرة كفيل بصنع الفارق، والفريق قادر على امتلاك منطقة المناورة، وعودة الدافعية لعاطف أبو بلال ستكون إضافة نوعيّة.

الأهلي الخليلي، والروح الجماعية ووجود الحافز، والتعامل الواقعي مع كل مباراة، أمور قد تجلب الروح للفريق/ الفريق يواجه الغزلان، والمباراة بين مدربين يعرفان بعضهما جيدا، فخضر عبيد حسم منازلة الدوري وهو على رأس الجهاز الفني للهلال بفوز جاء بعد نجاحه في تعطيل خطط أبو الطاهر.

في اللقاءات التي يشهدها نصف النهائي، إثارة وطموح كبير، وإن كنا نتمنى أن تبرمج البطولة في قادم السنوات بنظام الذهاب والإياب اعتبارا من نصف النهائي لتزداد الإثارة.
3 مدن تتنافس على الكأس، ومع نهاية الجولة ستتبقى مدينتان الخليل إحداهما، فمن الثانية؟
4 فرق من 3 مدن، 4 فرق ب3 مدربين، 4 فرق تحدد مصير الكأس في 3 مباريات، وكأنها مفارقة.