وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تقرير اسرائيلي: رواتب اليهود تفوق نظراءهم من فلسطينيي الداخل بـ 66 %

نشر بتاريخ: 22/12/2006 ( آخر تحديث: 22/12/2006 الساعة: 02:45 )
بيت لحم -معا- بين تقرير جديد لمركز "أدفا" الإسرائيلي، عمق التمييز العنصري الذي يعاني منه فلسطينيو 48، وينعكس في مختلف مجالات الحياة، وبشكل خاص كما يظهر من التقرير ازدياد الفجوة الاقتصادية الاجتماعية بين اليهود وفلسطينيي 48 في إسرائيل.

وحسب التقرير والذي نشرته جريدة الغد فإن معدل الرواتب لدى الأجيرين اليهود أعلى بـ 66% من معدل الرواتب لدى الأجيرين الفلسطينيين في إسرائيل، بحسب تقرير العام الماضي، والذي يتبين منه أيضا فوارق بين مداخيل اليهود الاشكناز (الغربيين) وبين مداخيل اليهود الشرقيين (من دول عربية وافريقية)، وأيضا بين الرجال والنساء.

وأخذ التقرير كمقياس معدل الرواتب في إسرائيل، الذي بلغ حتى نهاية العام الماضي حوالي 1720 دولارا، وتبين ان اليهود الغربيين (الأشكناز) يصل معدل رواتبهم 140% من المعدل العام للرواتب، في حين ان معدل رواتب اليهود الشرقيين مطابق للمعدل العام للرواتب، أما معدل الرواتب بين فلسطينيي 48 فإنه يصل إلى 72% من معدل الرواتب.

وبحسب المعطيات التي تعتمد على أن عدد اليهود الغربيين يساوي الشرقيين في أعقاب الهجرة اليهودية من دول الاتحاد السوفييتي السابق، فإن معدل الرواتب لدى اليهود يصل إلى 120% من معدل الرواتب، مقابل 72% للفلسطينيين.

واشار التقرير إلى تحسن ملحوظ في معدل الرواتب لدى اليهود الشرقيين باستمرار، ففي حين كان معدل الرواتب عندهم في العام 1997 حوالي 91% فإنه ارتفع إلى 100% ابتداء من العام 2002، وحتى العام الماضي.

وبحسب محللين فان اسباب الفجوة تعود لكون الكثير من مجالات العمل في إسرائيل شبه مغلقة في وجه العرب، خاصة في مجال التقنيات العالية حيث الرواتب العالية، إضافة إلى استبعادهم من المراكز العليا في مرافق العمل، والأمر يزداد سوءا في القطاع العام حيث أن نسبة العرب لا تتجاوز نسبة 5% رغم ان نسبتهم من بين السكان حوالي 17%، وحتى أن نسبة 5% هي بسبب انخراطهم في جهاز التعليم والصحة، فهناك الكثير من الوزارات والمؤسسات العامة الهامة لا تجد فيها موظفا عربيا واحدا.

وافاد التقرير إن الحكومات الإسرائيلية وعلى مدى 58 عاما، حرمت البلدات العربية من مناطق صناعية، وحتى الصغيرة والقليلة منها، التي فتحت في السنوات الأخيرة، فإنها تقتصر على الورش المهنية الصغيرة، ولا توجد فيها مصانع وأماكن عمل بإمكانها استيعاب العشرات والمئات من العمال العرب، على غرار القائم في المناطق اليهودية، ما دفع العمال العرب للسفر عشرات الكيلومترات يوميا لأماكن عمل بعيدة عن بلداتهم، وهذا ما يعزز معادلة ان العرب آخر من يدخل مكان العمل وأول من يتم فصلهم، وحتى الأشغال ذات الرواتب المنخفضة التي كان يشغلها العرب اضطرارا، فبعد استيعاب العمالة الأجنبية التي تحصل على رواتب متدنية أكثر، فقد جرى استبدال العرب بالعمال الأجانب.

واضاف المحللون ان هذا الوضع جعل نسبة البطالة عند العرب في المجمل العام تزيد بما بين 60% إلى 100% عن معدلها العام، وأكثر من الضعف عن البطالة بين اليهود، وقد أصدرت دائرة التشغيل الإسرائيلية الاسبوع الحالي، تقريرها الشهري الذي أشار إلى وجود 42 بلدة في إسرائيل منكوبة بالبطالة، وهي كل بلدة فيها نسبة البطالة أكثر من 10%، في حين أن معدل البطالة في إسرائيل أقل من 9%، إلا أن من بين 42 بلدة هناك 40 بلدة عربية وبلدتان يهوديتان، فيها نسبة البطالة في حدود 10%، بمعنى أنها لن تبقى في الجدول في الشهر القادم، وتبين من الجدول ان هناك قرى عربية فيها نسبة البطالة تتراوح ما بين 18% إلى 21%.

أما في ما يتعلق بالنساء فإن الفجوة لا تزال كبيرة بين رواتب الرجال والنساء، ففي حين كان معدل الرواتب لدى الرجال في العام الماضي قرابة 1990 دولارا، فإن معدل الرواتب لدى النساء 1260 دولارا.

كما أن التمييز ضد النساء العربيات أكثر بكثير، ففي الوقت الذي تشكل فيه نسبة النساء اليهوديات العاملات بشكل منظم 55%، فإن هذه النسبة تهبط لدى النساء العربيات إلى 18%، تضاف إليها نسبة 9% من النساء اللواتي يعملن في أماكن غير منظمة.