السلطة تتوعد مطلقي النار على منزل موسى والتصدي بحزم لخرق القانون

جنين- خاص معا- شددت السلطة الفلسطينية على وقوفها الحازم في وجه أي محاولة لخرق الأمن والعودة إلى مربع الفلتان الأمني، متوعدة بمعاقبة "الخارجين عن القانون" الذين تسببوا بالصدمة لمحافظ جنين قدورة موسى والذي توفي متأثرا بثلاث نوبات قلبية بعد تعرض منزله لإطلاق نار من قبل مجهولين.

وقال الطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة في حديث لـ "معا" أثناء تمثيله للرئيس في مراسم تشييع جثمان الفقيد قدورة موسى: إن بعض الخارجين عن القانون أطلقوا النار على منزل محافظ جنين ولاذوا بالفرار، الأمر الذي دفع المحافظ إلى الخروج بنفسه لتفقد الأمن في المدينة، وخلال ذلك تعرض لثلاث نوبات قلبية متتالية تسببت بوفاته في مستشفى جنين.

|173739|وحمّل الطيب عبد الرحيم من وصفهم بالخارجين عن القانون ودعاة الفلتان الأمني المسؤولية عن ما جرى للمحافظ، لا سيما وأنه تعرض لنوع من الصدمة وهو يدرك أن هناك مخططا لإعادة الفلتان الأمني لجنين، وقرر الخروج بنفسه مع أجهزة الأمن للتصدي لهذا المخطط الخطير.

وردا على سؤال "معا" بشأن الإجراءات التي ستتخذها السلطة في اعقاب الحادث الذي وقع في جنين، قال عبد الرحيم: "الأجهزة الأمنية لديها أوامر صريحة بوقف أي تجاوز للقانون" مؤكدا أن أي محاولة لإعادة الفلتان الأمني وتهديد أمن المواطن والوطن لا تخدم سوى مخططات الإحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن "قدورة موسى كان في طليعة المتصدين للمنفلتين ولهؤلاء المجرمين ونعتقد أن السلطة ستضاعف من إجراءاتها في مواجهتهم".

وتشهد محافظة جنين توترا أمنيا على خلفية مقتل "مطلوب للعدالة" في 15 نيسان الماضي على أيدي الأجهزة الأمنية اثناء مطارته في بلدة بير الباشا في المحافظة.
|148697*محافظ جنين قدورة موسى (ارشيف معا)|
وكان رئيس ديوان الرئاسة حسين الأعرج أوضح أن منزل محافظ جنين قدورة موسى قد تعرض لإطلاق نار قبل إصابته بنوبة قلبية فارق على إثرها الحياة.

وأوضح الأعرج في تصريحات للوكالة الرسمية "أن موسى كان قد قام بعد إطلاق النار على منزله في ساعات الفجر الأولى برفقة بعض قادة المؤسسة الأمنية في المحافظة، بتفقد الوضع الأمني في المدينة والإطلاع عن كثب على استتباب الأمن والأمان والاستقرار".

وأضاف أنه وأثناء قيام المحافظ بجولته شعر بآلام حادة في الصدر، نقل على أثرها إلى مستشفى "الشهيد خليل سليمان" لتلقى العلاج، وأثناء تواجده تعرض إلى نوبة قلبية حادة أدت إلى مفارقته الحياة.

وأكد الأعرج أن القيادة الفلسطينية وبناء على توجيهات من الرئيس محمود عباس، مستمرة بفرض الأمن والأمان وتوفير الإستقرار وتطبيق سيادة القانون في كافة المحافظات، ولن تسمح لأي كان بأن يأخذ القانون بيده، مشددا على أن القضاء الفلسطيني هو صاحب الصلاحية المطلقة.

وكان الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية نعوا موسى، وقال الأعرج "ننعى المحافظ موسى الذي كرس حياته مناضلا من أجل قضية فلسطين وأبناء محافظته من خلال نضاله المستمر من أجل وحدة الفصائل في نضالها من أجل إنهاء الإنقسام الأسود، والنضال من أجل تبييض السجون، كما عمل طيلة حياته في النضال من خلال توليه أمانة سر الإقليم في المحافظة، ومديرا لمكتب المؤسسات الوطنية، وكان فاعلا في تعزيز التواصل بين أبناء الشعب الواحد، داخل أراضي الـ48، إضافة إلى مساهمته في بناء مؤسسات السلطة في المحافظة، والتشبيك والتواصل مع القناصل والسفراء المعتمدين لدى السلطة الوطنية".

|173737|وشيع الالاف من ابناء محافظة جنين ومحافظات الوطن ومناطق 48 جثمان المناضل قدورة موسى محافظ محافظة جنين الذي وافته المنية فجر اليوم الاربعاء حيث ووري الثرى في المقبرة الغربية في مدينة جنين.

وكانت مسيرة انطلقت بداية من مستشفى جنين الحكومي حيث كان الجثمان الى منزله في حي المراح في مدينة جنين لالقاء النظرة الاخيرة من قبل عائلته ومن هناك توجهت المسيرة بالجثمان الى الجامع الكبير للصلاة عليه ومن الجامع في مسيرة عسكرية انطلقت الجنازة الى المقبرة الغربية حيث وري الثرى هناك. |173736||173735|

وشارك في المسيرة الطيب عبد الرحيم امين عام الرئاسة والدكتور حسين الاعرج رئيس ديوان الرئاسة ومحافظي محافظات الوطني واعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح واعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واعضاء المجلس الثوري ونواب المجلس التشريعي وممثلي المؤسسات الاهلية والحكومية والخاصة في محافظات الوطن.

وفي كلمة الرئيس محمود عباس القاها ممثلا عنه الطيب عبد الرحيم قال "ينعى الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية في اللجنة التنفيذية والمركزية وكل الشعب الفلسطيني رجلا من رجالاته قضى عمره في المسيرة التحررية منذ زهرة شبابه وحتى رحيله كان قائدا في حركة الشبيبة الفتحاوية ومناضلا صلبا في السجون والاعتقالات وبناءا في المؤسسات الوطنيه".

واضاف "ثمانية سنوات وانت محافظ تحمل همها وهم شعبها خلال لقائك مع الرئيس كنت صاجقا وحنونا تشارك شعبك في كل مراحل الحياة كنت موجودا في طليعة جنازات الشهداء وكنت في الافراح والاتراح وشعبك احبك في كل الوطن لقد كانت بصماتك واضحة في كل المنعطفات والتواريخ".

وتابع يقول " كنت تحمل البندقية لقطاع الطرق الذين يريدون الفلتان الامني تحمي القانون من اجل الامن والامان للوطن والمواطن ".

وختم قائلا "عهدا ان لا نتساهل لكل من يعبث بأمن وطننا ومواطننا وعهدا ان السلطة لن تسمح للعابثين تنفيذ مخططات الاعداء وستبقى في قلوبنا وعقولنا وفاء لعدك ودمك".

وفي كلمة حركة فتح القاها عضو اللجنة المركزية للحركة محمود العالول قال " قدورة موسى قائدا متميزا نودعه اليوم حيث كرس جل حياته من اجل شعبه وقضيته ووطنه منذ البدايات كان قائدا في التصدي للاحتلال وقائدا للصمود في سجون الاحتلال وقائدا للتنظيم من خلال اللجنة العليا واقليم جنين وقائدا في ارساء الامن والنظام في جنين وقائدا للتنمية التي قلبن جنين بشكل اعلى وبشكل دائم".

وتابع " ندرك انه خلال الفترة الاخيرة تعرض لضغوط كبيرة على قلبه ومشاعره نتيجة محاولة بعض المارقين الذين حاولوا استثمار مشاريع الاحتلال من اجل صناعة الفوضى وضرب الانجازات ".

وقال " نعاهد قدورة موسى باسم حركة فتح اننا لن نسمح لأحد ان يعيدنا للخلف فالامن والامان للشعب هو الاولوية كما التصدي للاحتلال هو الاولوية وغير ذلك ستكون حركة فتح بالمرصاد".

وفي كلمة القوى الوطنية والاسلامية القاها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رافت قال " استطاع قدورة موسى والاجهزة الامنية ان يضربوا مثلا في الامن الداخلي وانا على ثقة ان كل المؤسسات الوطنية والرسمية والاهلية ستعمل معا في المحافظة لتعزيز صمود المواطن والتصدي لكل من يريد الاذى للمواطن وامن السلطة التي لن تسمح لاي احد مهما كان ان يقوم بهدم ما انجزه قدورة موسى ".

وفي كلمة الاب صالح الخوري باسم فلسطينيي 48 اشار ان فاجعة اصابت الوطن كله وليس فقط محافظة جنين مشيدا بمناقب الراحل قدورة موسى الذي كان دائما مهتما بالتواصل مع فلسطينيي 48 تأكيدا منه على وحدة الشعب الفلسطيني وان الحدود لا تكون فاصلا بين ابناء الشعب الواحد

وفي كلمة نائب المحافظ عبد الله بركات وناصر ابو عزيز في كلمة ذوي الراحل عددوا مناقب الراحل قدروة موسى مؤكدين ان الجميع سيقون على وصايا الراحل وصيانه مدرسته التي اعدها خلال عمله ووجوده في محافظة جنين مشيرين ان القانون قادر على تحقيق العدالة التي كان يحلم بها الراحل موسى وكل المواطنين.