وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دراسة- الرئيس تخلص من المناكفات الداخلية بتحقيق المصالحة

نشر بتاريخ: 03/05/2012 ( آخر تحديث: 03/05/2012 الساعة: 20:44 )
رام الله- معا- اشارت دراسة أعدها الباحث محسن أبو رمضان بعنوان "التحولات الشعبية العربية وأثرها على الخارطة السياسية الفلسطينية" على دور الرئيس محمود عباس في إنعاش المصالحة وتحريك المسار الدبلوماسي للقضية الفلسطينية دوليا من أجل بعثها من جديد في ظل ما خلفته ممارسات الاحتلال الإسرائيلي من استيطان وتهويد في الضفة والقدس وقمع للحريات وحق للحياة.

ونشرت هذه الدراسة في كتاب تسامح الصادر اليوم الخميس، عن مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان الذي يديره الدكتور إياد البرغوثي ضمن كتاب مكون من 177 صفحة يحتوي موضوعات سياسية واجتماعية واقتصادية متنوعة ذات علاقة بقيم التسامح العالمية وحقوق الإنسان والمواطنة والحكم الصالح.

وأوضحت الدراسة "أن نجاح المصالحة الفلسطينية شكل دفعة جديدة للرئيس محمود عباس سواء على مستوى علاقاته الداخلية حيث استطاع التخلص من العديد من العناصر المناكفة وذات الإشكالية بالسلطة وحركة فتح، كما ترسخت مكانته الدولية من خلالها سواء في مجال التحرك الدبلوماسي أو التفاوضي، وأدرك بالتالي استدارة حركة حماس باتجاه الموقف الأكثر رسمية واعتدالا الذي تتبناه المنظمة وفتح بالنسبة للبرنامج السياسي والحاجة إلى إدماج حماس في بنية النظام السياسي الفلسطيني".

وبينت "أن الرئيس عباس تمكن من إزالة المبررات التي ساقتها اللجنة القانونية المنبثقة عن مجلس الأمن أن الشعب الفلسطيني منقسم على ذاته في الضفة وغزة وبالتالي فانه غير مؤهل للاعتراف بدولته المستقلة بعد".

وأوصت الدراسة أن المصلحة الوطنية تتطلب الشروع الفوري بإنهاء الانقسام وتحقيق وحدة المؤسسة الوطنية سواء على صعيد منظمة التحرير أو السلطة ومؤسساتها من أجل إقرار برنامج وطني يعيد تقييم المسيرة السابقة سواء فيما يتعلق بالمفاوضات أو المقاومة باعتماد منهجية سياسية وطنية ومتوافق عليها يكون في ظلها الكل الوطني.

وبرزت في كتاب تسامح أيضا دراسة أخرى أعدها المحلل السياسي طلال عوكل بعنوان "صعود الإسلام السياسي: الأسباب والتداعيات" حيث يقول "انه لا نستطيع الجزم بالتطورات التي يمكن أن تشكل إطار جديدا مختلفا للبيئة العربية والإقليمية، المؤثرة على الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، والمؤكد أننا أيضا لا نستطيع محاكمة أو تقييم السياسات العربية التي ستنسجم مع النظام العربي الجديد بقيادة الإخوان المسلمين، انطلاقا من خطابها ورؤيتها قبل وصولها إلى سدة الحكم، فثمة اختلاف في مواقع المسؤولية على ضرورات ومحددات سياسية مختلفة".

ويقول عوكل "أن مواقف الإخوان المسلمين من الصراع العربي الإسرائيلي ومن اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة اتسمت بالمعارضة وحتى بالرفض لكن هذه المواقف تغيرت حين أصبح هؤلاء في السلطة ابتداء بفوزهم في انتخابات المجالس النيابية، إذ أعلن الإخوان في مصر حرصهم على الالتزام بالاتفاقيات التي التزمت بها الأنظمة السابقة بما في ذلك كامب ديفيد".

وخلص عوكل في دراسته بالقول "أن المستقبل العربي لا يزال قيد الصياغة والتغيير مفتوح على آفاق جديدة واعدة بالنسبة للقضية الفلسطينية والحقوق العربية شريطة توفر العوامل الذاتية التي يترتب عليها أن تتحرك في إطار الوضع العربي باليات وأشكال جديدة لا تسمح بتكرار تجربة العقود السابقة".

واستعرضت مجلة تسامح العديد من الدراسات والمقالات حول مبادئ حقوق الإنسان في البلدان العربية وما يواكبها من أسباب وتداعيات لصعود الإسلام السياسي وتأثيره على الواقع الفلسطيني، وثورة الإعلام الجديد وتجلياته، إضافة لمفهوم الشرف في الثقافة العربية ودور المرأة في الثورات العربية كتبها حقوقيون وسياسيون وأدباء بينهم تيسير محسين، ورامز أحمد العايدي وهاني حبيب وأكرم عطا الله ومحمود فطافطة وأحمد سعيد نوفل وأحمد بدار وعبد الغني سلامة وهداية شمعون وخليل الشيخ وسفيان البراهمة وعلي خليل حمد وسميح محسين وعوني فارس.

ويسعى مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان الذي تأسس عام 1998 إلى نشر ثقافة وقيم التسامح والمواطنة المستندة على مفاهيم حقوق الإنسان التي أقرها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ويهدف إلى تبني مداخل علمية ومنهجية لتأصيل وترسيخ مبدأ حرية الرأي والتعبير ونشر وترويج مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في الثقافة الفلسطينية.