|
فلسطيني أنقذ حياة ابنها لكن المستوطنة لا تستطيع نسيان كراهية العرب
نشر بتاريخ: 03/05/2012 ( آخر تحديث: 05/05/2012 الساعة: 12:41 )
بيت لحم- معا- "انقذ العامل الفلسطيني في المستوطنة حياة ابني لكنني في اليوم التالي للحادثه لم استطع ان اوقف سيارتي لاقله معي من مدخل المستوطنة، حيث يعمل لان الامر يتعلق بالثقة بالناس والاشخاص وانا لا اثق بغير اليهود فالشخص المؤمن يتعلم الخوف"، هكذا بدأت المستوطنة رحالي ملك بودة قصتها الطويلة في كراهية العرب وصولا الى منحها طفل فلسطيني 50 شيقل والبكاء المرير على حالته ووضعه كما جاء في قصتها المنشورة اليوم الخميس على موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني بلسانها.
لسان حال المستوطنة يقول: اذكر المرة الاولى التي فهمت فيها بان هويتي كيمينة او يهودية تتوقع مني كراهية العرب او على الاقل النظر اليهم كانهم صنف "ب" لقد حدث هذا حين كنت في المدرسة الثانوية حين خرجنا الى جولة في القدس ومررنا في الحي الاسلامي ورغبت بشراء "طبلة" وفعلا عقدت صفقة غير سيئة مع صاحب المحل وفجاة سمعت صوت احدى المعلمات تناديني وهمت باذني قائلة "يتوجب علينا ان لا نشتري شيئا من العرب". "قبل نصف سنة قررنا السكن في مستوطنة خارج الخط الاخضر وذلك لمستقبل اطفالنا، نعم نحن صهاينة ونحب الوطن لكن هذا لم يتعدى المثاليات فبكل بساطة رأينا ان المكان جيد واندمجنا مع السكان هناك، فقررنا البقاء ومنذ ذالك الحين اشاهد في كل صباح سيارات محملة بالعامل العرب تمر من امامنا تشق طريقها نحو موقع البناء في المشروع الجديد للمستوطنة ولم اهتم مطلقا بوجودهم لقد كنت ارى بانه من الطبيعي ان يقوم العرب بناء مستوطناتنا وبقي الحال على ما هو عليه حتى جاء الاسبوع الذي فجر هذا الموقف الغريب". شكرا لك لقد أنقذت حياة ابني لقد حدث كل شيئ حين كنت في الطريق الى روضة الاطفال مع ابني لقد قابلت جارتنا واخذت بتبادل الحديث معها وفجاة ترك طفلي يدي وركض باتجاه الطريق حتى يرى عن قرب جرافة كانت تعمل في المكان وكانت تسير للخلف شاهده احد العمال فاندفع باتجاهه وابعده من خلف الجرافة وقال لي "هنا مكان خطير جدا من حسن الحظ انني تواجدت في المكان، فأجبته: شكرا لك لقد انقذت حياة ابني". "يوم واحد فقط بعد ان انقذ طفلي خرجت من المستوطنة في طريقي لشراء بعض الاغراض ورأيت العامل نفسه يحاول ايجاد سيارة على مدخل المستوطنة فقلت في نفسي "اقف ام لا؟ " سألت نفسي اكثر من مرة وما هي الى ثوان قليلة حتى ابتعدت عنه بسيارتي المكيفة دون ان أتوقف ولم اترك له سوى بعض الغبار الذي خلفته سيارتي اغلب الظن بانه شخصا جيدا، فكرت في نفسي بعد ان ابتعدت عنه لكن أصدقائه "العرب" قتلوا 6 متنزهين بالوادي القريب وانا لا يمكنني المخاطرة ان اشاهدهم يوميا يقفزون في احد اليانبيع القريبة من المستوطنة ويقطعون لي "شنيتيل" في متجر رامي لفي ويغلفون لي الاكياس على طاولة "الكاش" واحدهم تمنى لي عشية عيد الاستقلال عيدا سعيدا "لكن بماذا اجيبه: "ان يكون لك يوم نكبة ناجح وجيد؟!" فتقريبا دائما هم لطيفين مبتسمين واصحاب خبرة عالية واحيانا لا يمكنني الا ان اسأل نفسي"، لماذا لا ينجح الامر بيننا لماذا هم جيدون بما يكفي لإصلاح انابيب المياه وان يبنون لي بيتي لكنهم ليسوا موثوقين بما يكفي لاوقف سيارتي واقلهم من المفترق؟ لماذا في كل فرصة تسنح لي لرد جميلهم يمر فورا في رأس شريط الخوف والعنصرية مثل "ربما كانوا إرهابيين؟ ربما كان مغتصبا؟ لماذا حين تصل الامور الى موضوع الثقة بالناس لا اثق بغير اليهود وكانه لم يكن بيننا قتلة ومغتصبين او مجرمين ؟! كيف يبدو العربي الجيد? هذه هي الحياة ولا يوجد عدل مجموعة كبيرة من الناس لا تريد سوى العيش تجبر على دفع ثمن كبير على اعمال قامت بها مجموعة صغيرة من متعطش الدماء ومجموعة متسلطة كيف يبدو العربي الجيد؟ لا اعرف، لذلك اتجاهلهم جميعا ولا اهتم بهم حتى من يستحقون هذا من بينهم. مررت اليوم وكعادتي كل يوم بتقاطع الطرق بالقرب من التلة الفرنسية نظف طفلان عربيان يبدو من القرية القريبة زجاج السيارات وفجاة اقترب احدهم واراد تنظيف زجاج سيارتي فقلت له شكرا لقد نظفتها أمس فهمس لي قائلا: شيقل فقط شيقل وكان وجهه مليئا بالخدوش فيما "زين حلقه جرحا كبيرا في عالم اخر كان من الممكن ان يكون هذا طفلي فكرت في نفسي وانذهلت من مجرد الفكرة فتحت الاشارة الضوئية واطلقت السيارات خلفي صافراتها ولكني وبسرعة فتحت محفظتي اخرجت منها 50 شيقلا وهمهمت للطفل قائلة "افعل بها شيئا جيدا وواصلت سيري لكنني لم اتوقف عن البكاء حتى وصلت مكان عملي". |