|
ندوة في الجامعة العربية الأمريكية حول الحركة الطلابية الفلسطينية ودورها في النضال والتثقيف السياسي
نشر بتاريخ: 24/12/2006 ( آخر تحديث: 24/12/2006 الساعة: 13:58 )
جنين- معا- عقدت دائرة العلاقات الدولية والعامة في الجامعة العربية الأمريكية وبالتعاون مع عمادة شؤون الطلبة ومجلس اتحاد الطلبة في الجامعة ندوة بعنوان"الحركة الطلابية الفلسطينية ودورها في النضال والتثقيف السياسي".
وحضر الندوة المهندس عبد الباري مسلم مدير عام شركة الجامعة العربية الأمريكية ومساعد رئيسها للشؤون الإدارية والمالية وجمال حنايشة مدير دائرة العلاقات الدولية والعامة في الجامعة وأحمد العامر رئيس مجلس اتحاد الطلبة وعدد من ممثلي المؤسسات الرسمية والشعبية وحشد كبير من طلبة وموظفي الجامعة. وقبل بداية الندوة رحب جمال حنايشة مدير دائرة العلاقات الدولية والعامة في الجامعة في كلمة القاها نيابة عن الأستاذ الدكتور منذر صلاح رئيس الجامعة رحب فيها بالمتحدثين والحضور وبارك الجهود التي تبذل في الحفاظ على وحدة شعبنا وتعزيز تمسكه بالثوابت الوطنية. وأشار الى توجه الجامعة نحو تنفيذ عدد من المشاريع التي تعزز التعددية السياسية الوحدوية، وذلك عن طريق ترسيخ المنهج الديمقراطي في الحوار بين الطلاب واحترام الرأي الآخر. وقال أحمد العامر رئيس مجلس اتحاد الطلبة في كلمته أن الطلبة هم اللبنة الأساسية لبناء الدولة، واكد على حرص المجلس على عقد لقاءات مع من سبقوهم بالعمل الطلابي للاستفادة من تجربتهم، ورحب بالضيوف في الجامعة العربية الأمريكية التي أبت الا أن تكون صرحاً نضالياً يشارك شعبنا في جهاده وقضاياه الوطنية. وتحدث الصحفي علي سمودي مراسل جريدة القدس وقناة الجزيرة الذي ترأس الجلسة الأولى من جلسات الندوة عن المسيرة النضالية للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والمخططات التصفوية للقضية الفلسطينية التي كان للحركة الطلابية الفلسطينية دورا رياديا مميزا في المشاركة في هذه المسيرة. وأشار الى أن دورها على الإصرار على استمرار مسيرة التعليم التي كانت احد اهم استهدافات الاحتلال الذي سعى لنشر سياسة التجهيل بل انخرطت في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني بكافة أشكاله, لتقوم حركتنا الطلابية الفلسطينية بدور ها النضالي والكفاحي , والتوعوي التثقيفي الذي كان له اكبر الاثر في حماية القضية الفلسطينية , فكانت ان رفدت المسيرة النضالية بالقيادة الشابة المثقفة الواعية المنتمية والحاملة لقضية فلسطين, حتى شكلت النواة الحقيقية لقيادة العمل الفلسطيني في بدايتها, ومن بين صفوفها خرج العشرات من المناضلين القادة ممن أسسوا العديد من الفصائل والقوى والحركات التي قادت المواجهة الرئيسية والأساسية مع الاحتلال. واختلف ابراهيم ابو الهيجا من مركز باحث اللبناني في مداخلته مع تسمية الحركة الطلابية قائلاً أنه ما يوجد اليوم هو كتل طلابية بتوجهات مختلفة ومتعارضة وبرؤى غير متجانسة. واعتبر أن الحركة الطلابية الفلسطينية تعاني من أزمة شديدة نظراً لعدم وجود مسافة بين الحركات الطلابية تحدد الخلاف السياس. وطالب ابو الهيجا مجالس الطلبة في الجامعات بأن توازن في الأولويات ما بين العمل السياسي والقضايا الأمنية والدراسة الأكاديمية وبين العمل النقابي، وبضرورة أن يشعر الطلبة بجميع أطيافهم أنهم مشاركون في العمل الطلابي. واستعرضت الدكتورة نجاة ابو بكر عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح تاريخ الحركة الطلابية الفلسطينية ومساهمة المرأة الفلسطينية فيها التي كان لها فاعل في العمل الطلابي والنقابي حتى شهد عام 1969 سقوط اول شهيدة فلسطينية من الحركة الطلابية هي الشهيدة شادية ابو غزالة. وأضافت ابو بكر أن المرأة الفلسطينية استمرت بالعمل ضمن الحركة الطلابية على مدى تاريخها، وتصدت لمشروع الاسقاط السياسي والاخلاقي الذي حاول الاحتلال استخدامه على الشعب الفلسطيني، ودعت الحركة الطلابية الفلسطينية الى التركيز على الفعل الفلسطيني المناضل ورص صفوفهم حفاظاً على الوحدة الوطنية الفلسطينية. من جهته اختلف ناصر ابو عزيز نائب رئيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين مع التوجه القائل بأنه لا يوجد حركة طلابية ولكنها تعاني من مشكلة كبيرة حيث اعتقدت أن دورها انتهى بتوقيع اتفاقية اوسلو وأصبح قادتها يبحثون عن المناصب والوظائف في السلطة الفلسطينية، وهذا الوضع تعاني منه الحركات النقابية بشكل عام. وأضاف أن الاتحاد العام لطلبة فلسطين لم يتأثر في أي عملية انشقاق على الرغم من الظروف والضغوطات التي تعرضت لها القضية الفلسطينية، بل صمام الأمان للحفاظ على وحدة الصف والنسيج الاجتماعي الفلسطيني، واستعرض ابو عزيز عدد من المحطات المفصلية في تاريخ الحركة الطلابية الفلسطينية. أما حسام ابو الرب وهو رئيس مجلس الطلبة في جامعة النجاح الوطنية لدورتين في السابق فقال أن مجالس الطلبة في السابق كان أهم ما يميزها أنها بعيدة عن التطرف الحزبي والانتماءات السياسية وكانت تعمل في ظل ظروف ضغط احتلالي شديد، وكانت مجالس الطلبة تؤثر في المجتمع والشارع وليس العكس كما هو الآن. وأضاف أنهم كانوا يعتمدون على مبدأ احترام الرأي الآخر، وشدد على ضرورة أن تؤخذ مجالس الطلبة دورها المنشود في العمل النقابي من خلال علاقتها مع ادارة الجامعة وأن يكون هناك تعاون مع نقابات العاملين، اضافة الى أن تؤخذ مجالس الطلبة دورها في المجتمع الفلسطيني وتفعيل مشاركتها في المناسبات الوطنية. وأدار الجلسة الثانية من جلسات الندوة الدكتور نافع حسن المستشار القانوني للجامعة حيث أكد في بدايتها على أهمية عقد هذه اللقاءات والنقاشات على الرغم من كل الظروف الصعبة التي نعاني منها. وتحدث الدكتور أيمن يوسف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية عن شكل الحركة الطلابية ما بعد عام 1975 حيث تم تشكيل مجالس الطلبة التي تميزت بمقاومة الاحتلال، وأن الكتل الطلابية في تلك الفترة كانت امتداد طبيعي لفصائل منظمة التحرير، فيما تعرضت الحركة الطلابية بعد اتفاق اوسلو الى انحصار في العمل النقابي. ونوه الى أن تمثيل الطالبات في المجالس الطلابية لا يفي بالمطلوب، كما أن على مجالس أن تنتبه الى عملية التوازن بين مقاومة الاحتلال والعمل النقابي وهو ما يمثل معضلة كبيرة حالياً، وأشار الدكتور يوسف الى أن الحركة الطلابية الفلسطينية تعكس التنوع الثقافي والديني واختلاف الطيف السياسي الفلسطيني. أما الدكتور عبد الستار قاسم من جامعة النجاح الوطنية فقال أن الحركة الطلابية الفلسطينية يجب أن تهتم بشؤون الطلبة داخل الجامعة وطيلة مدة دراستهم اضافة الى الاهتمام بالهم الوطني الفلسطيني. وأضاف أننا أمام سؤال كبير هل لدينا حركة طلابية مستقلة أم افراز للأحزاب السياسية، وانتقد الدكتور قاسم الفصائل الفلسطينية التي بسياستها الى امتهان طلبة الجامعات، مما جعل الطلبة يبحثون عن مصلحتهم المادية والشخصية بدلا من المصلحة الوطنية. فيما حض الحركة الطلابية الفلسطينية على الحفاظ على مستوى علمي واجتماعي وثقافي مرتفع، ونبه من الخطورة الكبيرة الناجمة عن دخول السلاح الى الجامعات الفلسطينية. وقال أمجد عطاطرة عضو مجلس اتحاد الطلبة في الجامعة العربية الأمريكية أن عمل الحركة الطلابية حالياً يغلب عليه العمل الوطني وابتعد عن العمل النقابي والخدماتي للطلاب. وانتقد غياب التنسيق بين الحركات الطلابية في الجامعات الفلسطينية، وهو ما أدى غياب شبكة تعاون بينها الأمر الذي حد قدرتها على التنسيق في مواقفها والاستفادة من الخبرات المتبادلة. فيما طالب عطاطرة باعادة العلاقة بين مجالس الطلبة والاتحاد العام لطلبة فلسطين، والاهتمام بشكل اكبر بالعمل النقابي، وتفعيل العمل التطوعي بين الطلبة. من جانبه قال عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني أن السلوك الذي نراه حالياً داخل الجامعات ما هو الا انعكاس لواقع المجتمع الفلسطيني وهذا بحاجة الى معالجة دقيقة. وقال إن الحركة الطلابية الفلسطينية ولدت خلال فترة مد عالمي لحركات التحرر، وهذا ما انعكس على الحركة الطلابية الفلسطينية. واستعرض الأحمد تاريخ الحركة الطلابية الفلسطينية والشخصيات التي تولت قيادتها حتى انطلقت منها فكرة الثورة الفلسطينية، مشيرا الى دور الحركة الناصرية وحكومة جمال عبد الناصر في دعمها. وبخصوص الاتحاد العام لطلبة فلسطين فقد طالب الأحمد بتفيعل دوره داخل فلسطين والجامعات الفلسطينية، وأكد أن العامل السياسي سيبقى هو الأساس في العمل الطلابي الفلسطيني على أن لا يطغى على العمل النقابي. |