وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نعم إنها تستطيع: لقاء صناع القرار بصانعات الغد

نشر بتاريخ: 06/05/2012 ( آخر تحديث: 06/05/2012 الساعة: 02:47 )
رام الله- معا- استضافت مدرسة بنات دير عمار الأساسية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، يوم السبت، لقاءً جماهيرياً للمطالبة بمساندة طالبات المدرسة في سعيهن لتأسيس نادي ثقافي رياضي خاص بالفتيات في المخيم.

وتأتي هذه المبادرة الأولى من نوعها في فلسطين ضمن إطار مشروع "نعم إنها تستطيع" الذي يقوم مركز إبداع المعلم بتجريبه في مدرسة دير عمار بالشراكة مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، ويسعى إلى تعميم تجربته في كافة المناطق.

ويتبنى المشروع منهجية تسعى إلى تمكين الفتيات من تحديد احتياجاتهن العملية والاستراتيجية والعمل على تحقيقها من أجل إبراز مشاركتهن المدنية الفعالة في مجتمعهن.

وعلى مدار العام الدراسي قام برنامج التربية المدنية في مركز إبداع المعلم بالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بالعمل مع 48 طالبة من الصف التاسع في المدرسة بهدف بناء قدراتهن في مجال الضغط والمناصرة والقيادة والمشاركة المدنية، بعد أن مرت الفتيات بمجموعة من الخطوات من أجل دراسة احتياجاتهن العملية وتحديد أولوياتهن والبدء بوضع خطة عمل من أجل تحقيقها. حيث وجدت الفتيات أن أبرز الاحتياجات كان ضرورة تأسيس نادي ثقافي رياضي خاص بالفتيات في ظل غياب أي بديل آخر لفتيات المخيم سوى قضاء أوقات فراغهن في البيوت دون وجود فرصة لهن للمساهمة في تطوير أنفسهن أو المشاركة في حياة مجتمعهن، في الوقت الذي تتوفر لأقرانهن من الذكور مساحات أوسع خارج المنزل منها الشوارع والنوادي الشبابية والمقاهي وغيرها.

|174062|وقادت الفتيات حملة من العمل مع إدارة المدرسة والهيئة التدريسية والأهالي والشخصيات العامة واللجنة الشعبية والمركز النسوي في المخيم، ولن يكتفين بذلك بل واصلن جهودهن خارج حدود المخيم فخاطبن المحافظة ورئيس بلدية الاتحاد التي تضم دير عمار ومجلس الوزراء ووسائل الإعلام والمجتمع المدني.

وكان الهدف الذي يصبين إليه هو الحصول على موافقة لإقامة ناديهن الثقافي الرياضي على قطعة أرض متوفرة داخل المخيم، ومن ثم الحصول على الدعم اللازم لبناء هذا النادي وتجهيزه وتشغيله.

طالبات الصف التاسع وصفن النادي الذي يرغبن بإنشائه بأنه يتخطى مجرد كونه غرفة للألعاب الرياضية، وإنما هو حلم بملتقى للفتيات والنساء لتثقيفهن وتوعيتهن، يخدم جميع النساء في المخيم من خلال نشاطاته وفعالياته في مجالات هامة مثل محو أمية النساء وتعزيز أدب الأطفال وتعزيز النشاطات المسرحية والفنية للفتيات وتعزيز فرصهن في تطوير شخصياتهن، نادي ثقافي رياضي للفتيات يقضين فيه حاضرهن ويشاركن فيه ببناء مستقبلهن ومستقبل مجتمعهن.

جاء اللقاء الجماهيري المصور كإحدى الخطوات التي تبنتها الفتيات من أجل حشد المزيد من الدعم لمطالبهن ومن أجل الضغط على الجهات الرسمية المعنية من أجل تحقيق هذه المطالب.

وكان اللقاء قد استضاف كل من وزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري، ووزيرة شؤون المرأة ربيحة ذياب، و ديفيد هاتون نائب مدير العمليات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، ورفعت الصباح مدير عام مركز إبداع المعلم، بالإضافة إلى يوسف حوشية مدير منطقة القدس وأريحا في وكالة الغوث، والدكتور مهند بيدس مدير برنامج التعليم في الوكالة، وجمال شراكة رئيس اللجنة الشعبية في مخيم دير عمار.

واستمر اللقاء على مدار ساعتين من النقاش والحوار بين ضيوف اللقاء وبمشاركة الجمهور من أهالي المخيم.

رفعت الصباح مدير عام مركز إبداع المعلم وضح أن المشروع هو نتاج للعمل في فلسطين على الحملة العالمية للتعليم والتي ركزت في العام الماضي على حقوق الفتيات في التعليم.

وأضاف أن التعاون مع وكالة الغوث في هذا المشروع هو خطوة البداية نحو العمل على تمكين الفتيات في كافة المناطق من أجل تحقيق احتياجاتهن ودعمهن من أجل القيام بدورهن الفاعل في مجتمعهن.

ديفيد هاتون نائب مدير العمليات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين قال أن مجرد قدرة الفتيات على جمع كل صناع القرار الموجودين في اللقاء من أجل مناقشة مطالبهن هو نجاح لهن وإنجاز، وإذاكن قادرات على النجاح هنا والآن فبالتأكيد إنهن يستطعن النجاح في المستقبل.

وأضاف أن هذا المشروع هو رؤية نحو بناء المستقبل. أما الدكتور مهند بيدس مدير برنامج التعليم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين فأعرب عن موافقة وكالة الغوث المبدأية على منح الأرض لمشروع الفتيات مع التأكيد على ضرورة ضمان استثمارها واستغلالها لصالح المجتمع المحلي في المخيم وجواره.

السيدة ماجدة المصري وزيرة الشؤون الاجتماعية أشارت إلى أن اختيار العنوان لهذا المشروع هو اختيار موفق ونعم إنها تستطيع هو شعار تأكيدي لا تشكيكي، فمن الواضح أن الفتيات قد درسن وفحصن هذا الاحتياج ودرسن الحل وهن اليوم يضعوننا أمام مسؤولياتنا. وأعلنت الوزيرة عن إمكانية توفير دعم في التجهيزات للنادي وكذلك في ميزانيته التشغيلية وفقاً لسياسات الوزارة في دعم الجمعيات الخيرية وضمن الموازنات المرصودة لذلك، كما يمكن للوزارة أن تساهم في حث مخاطبة شركائها من القطاع الخاص لدعم المشروع.

أما ربيحة دياب وزيرة شؤون المرأة فقد أوضحت أن الوزارة تلعب دوراً سياساتي وتشريعي لتوفير الدعم لكل الجهود التي تهدف إلى تمكين النساء والفتيات وتحقيق المساواة لهن. وفي هذا الإطار كان تحقيق إنجاز الاستراتيجية عبر القطاعية التي تعد غطاءً لكافة الجهود المماثلة لما تقوم به الفتيات في مشروعهن هذا. ولذلك أبدت الوزيرة استعداد وزارة شؤون المرأة لاستدراج تمويل لهذا المشروع ودعمه مع كافة الجهات، إذ أنه مشروع سيفيد النساء والفتيات في المخيم والعديد من المجتمعات المحلية المجاورة لدير عمار كذلك.

وأشار يوسف حوشية إلى معضلة ندرة المساحات المتوفرة داخل المخيمات الفلسطينية موضحاً أنه منذ عام 1967 لم تتمكن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين من زيادة متر مربع واحد لمساحة أي من مخيمات اللاجئين، ولذلك فإن توفر قطعة الأرض في مخيم دير عمار هو أمر إيجابي ومبشر، إلا أنه تجب دراسة الطريقة الأمثل لاستغلال هذه المساحة في خدمة أكبر عدد ممكن من الشرائح ومن ضمنها الفتيات. و دعا حوشية إلى تبني نظرة شمولية في تصميم مركز مجتمعي شامل يخدم الفتيات وكذلك الفئات الأخرى. وأيده في ذلك جمال شراكة رئيس اللجنة الشعبية الذي أكد على أن الشمولية تعني الحرص على توفير الخدمات لأكبر شريحة ممكنة من الفئات في المخيم. ووضح أن اللجنة الشعبية ستدعم أي مشروع يفيد ويمكن فتيات المخيم.

وكان طرح المركز المجتمعي الأوسع قد لاقى تبايناً في آراء المشاركين والجمهور، فأشارت وزيرة الشؤون الاجتماعية إلى أن هذه الفكرة قد تقوض نجاح الطالبات ونجازهن وتعرضه لخطر الاختزال ضمن المشروع الأوسع والأشمل وأوصت بأن يكون مشروع الطالبات منفصلاً ولكن مكملاً لهذه النظرة الشمولية. ووافقتها في هذا الرأي وزيرة شؤون المرأة التي بينت أنه يجب عدم الوقوع في استغلال جهود الفتيات كممر لتحقيق أغراض غير المطلب الذي يردنه.

وأكد الدكتور بيدس على أن هذا المشروع تجريبي وأنه إذا ما نجح في دير عمار فهذا يعني انتشاره ونجاحه في فلسطين ككل، وإن دمجه مع التوجهات الأشمل قد يقتل حلم الفتيات بتحقيق احتياجاتهن من خلال هذا النادي.

كما شهد اللقاء تعبير الأهالي عن دعمهم الكامل لفكرة النادي الثقافي للفتيات وعزمهم على توفير الدعم المادي والمعنوي اللازمين لتأسيسه.

وفي ختام اللقاء الذي كان حافلاً بالنقاشات والحوارات بين كافة الأطراف قدمت الطالبات رسائل بمطالبهن لكل من وزيرة الشؤون الاجتماعية ووزيرة شؤون المرأة ونائب مدير العمليات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين.

وأكدت مديرة المدرسة هناء جابر على أهمية استمرار الدعم للفتيات من أجل التحقيق الفعلي للنادي ومن أجل تمكين الفتيات من التحدث عن آرائهن بحرية.