وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال أيام- رد نتنياهو يعطّل التوجه الفلسطيني صوب الأمم المتحدة

نشر بتاريخ: 10/05/2012 ( آخر تحديث: 10/05/2012 الساعة: 20:41 )
بيت لحم- خاص معا- أكد د. رياض المالكي وزير الشؤون الخارجية، أن السلطة الفلسطينية أُبلغت بأن الرد الإسرائيلي على رسالة الرئيس محمود عباس لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكون خلال الأيام القادمة، نافيا أن تكون السلطة الفلسطينية قدمت طلبا من خلال بعض الدول العربية للأمم المتحدة بهدف الاعتراف بالدولة الفلسطينية بصفة مراقب.

وقال المالكي في حديث لغرفة التحرير في وكالة "معا" عبر الهاتف من القاهرة، "أُبلغنا أن الرد الإسرائيلي على رسالة الرئيس سيأتي خلال الأيام القادمة، وبناء عليه ستتخذ القيادة الخطوة القادمة".

وكانت القيادة الفلسطينية قد اعتبرت قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشريع ثلاث بؤر استيطانية في الضفة الغربية في اليوم التالي لاستلامه الرسالة بمثابة رد على الأرض يتناقض مع المسعى الفلسطيني لاستئناف المفاوضات المجمدة منذ استلام نتنياهو لرئاسة الوزراء في إسرائيل.

وفي هذا الإطار، اعتبر المالكي أن "كل ما تقوم به إسرائيل من ممارسات على الأرض من استيطان واعتداءات على الفلسطينيين بمثابة ردود مباشرة على الرسالة الفلسطينية، ورغم ذلك التزمت القيادة الإسرائيلية برد مكتوب، وحسب الأعراف الدبلوماسية نحن بانتظار حصولنا على الرد".

ولا تعوّل القيادة الفلسطينية كثيرا على الرد الإسرائيلي الذي فُهِم ضمنا من خلال الممارسات على أرض الواقع، وقال المالكي: "نحن نتوقع طبيعة وشكل هذا الرد ولا نُبعد أي رابط بين ما تقوم به إسرائيل على الأرض وطبيعة الرد القادم، ونحن نستطيع أن نقرأ كل الخطوات، ولكن علينا الانتظار من أجل الحصول على الرسالة".

وبشأن ما كشفته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم، مدعية أن السلطة الفلسطينية قدمت طلبا للامم المتحدة من خلال بعض الدول العربية بهدف الاعتراف بالدولة الفلسطينية بصفه مراقب للتصويت عليه في أيلول القادم، أوضح وزير الشؤون الخارجية، أن تفكير القيادة الفلسطينية في الذهاب الى الجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب العضوية أحد الخيارات التي درست ويمكن الأخذ به في مرحلة متقدمة.

وكانت الصحيفة العبرية قد ذكرت وفقا لمصادر لم تسمها أن اجتماع الأمم المتحدة الذي سيبدأ يوم 20 ايلول القادم وينتهي يوم 22 من نفس الشهر، سوف يقوم ببحث طلب السلطة المدعوم من بعض الدول العربية وسيتم التصويت عليه، وسيحضر هذا الاجتماع 100 من رؤساء الدول على رأسهم رئيس روسيا الجديد "القديم" فلاديمير بوتين، كذلك سيحضر الاجتماع الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك الرئيس الايراني احمدي نجاد، وحتى الآن لم يقرر رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو مشاركته في هذا الاجتماع، وفقا للصحيفة.

وقال المالكي: "كان هناك حديث وأفكار برزت بعد أن وصلنا الى طريق مسدود في إمكانية العودة إلى المفاوضات وفشل المجتمع الدولي باقناع اسرائيل بوقف الاستيطان والممارسات التي تتناقض مع الاتفاقيات، وتم التفكير بعدة خيارات من بينها الذهاب الى الأمم المتحدة وما زالت هذه الأفكار موجودة سوف نأخذ بها في مرحلة متقدمة".

وأشار المالكي إلى أن القيادة الفلسطينية ستحدد أوجه التحرك والتنسيق مع العرب على مستوى لجنة المتابعة العربية.

واعتبر أن الحديث الإسرائيلي عن طلب قُدّم للامم المتحدة عبر الدول العربية، محاولة للتشويش على الأوضاع ومدى التزام نتنياهو بارسال رده على رسالة الرئيس والتهرب من مثل هذا الرد.

واعتبر المالكي في رد على سؤال لـ "معا"، حول بقية الخيارات المطروحة، أن من الغباء بمكان أن يتم الحديث لوسائل الإعلام حول كل الخيارات، وأن من الحكمة أن نحتفظ بالخيارات لدينا الى أن يحين الوقت المناسب لذلك، وهذا متروك للقيادة الفلسطينية التي ستحدد خياراتها خلال الايام والأسابيع القادمة.

وتعارض إسرائيل بشدة التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة وتعتبره تصرفا أحادي الجانب كما تؤيدها في ذلك الولايات المتحدة التي وقفت بقوة ضد الجهود الفلسطينية لتقديم مشروع قرار لمجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول من العام الماضي، حيث لم يستطع الجانب الفلسطيني توفير تسعة أصوات من أعضاء مجلس الأمن لطرح الموضوع للتصويت.

دول عدم الانحياز تقبل الدعوة لعقد اجتماع استثنائي وطارئ في رام الله

وأعلن المالكي في حديث لـ "معا" قبول دول عدم الانحياز للدعوة التي وجهتها السلطة الفلسطينية خلال اجتماع وزراء خارجية حركة دول عدم الانحياز في مدينة شرم الشيخ، لعقد اجتماع استثنائي وطارئ في رام الله خلال آب- اغسطس القادم.

وقال: "اليوم قبلوا بالدعوة والآن سنبحث مع القيادة في بقية الإجراءات لترتيب الزيارة وقدوم اكثر من 15 وزير خارجية من كبرى دول عدم الانحياز لعقد مؤتمر حول فلسطين والبدء بالعمل في مجموعة من القضايا".

واعتبر المالكي أن المشاركة الفلسطينية في مؤتمر دول عدم الانحياز المنعقد في شرم الشيخ مهمة، مشيرا إلى أن فلسطين حظيت بأهم وأكبر اهتمام من خلال المناقشات والقرارات، كما اعطيت فلسطين الكلمة الاولى للحديث قبل كافة الدول الأعضاء.

وعقدت اللجنة الوزارية الخاصة بفلسطين اجتماعا وصفه المالكي بالناجح وتقدمت خلاله الدول بقرارات لصالح القضية الفلسطينية سيتم متابعتها.

كما عقدت اليوم جلسة خاصة حول الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين لا سيما في ظل الإضراب عن الطعام الذي يخوضونه، ألقى خلالها وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع كلمة شرح الاخطار التي تحيط بالأسرى المضربين عن الطعام والممارسات القمعية لإدارة السجون الرافضة لمطالبهم الانسانية "العادلة".

وأكد المالكي أن دول عدم الانحياز تبنت مشروع قرار يدعم وضع الأسرى وطُلب من كل الدول العمل على تنفيذه، هذا إلى جانب عقد الوفد الفلسطيني عددا كبيرا من اللقاءات الثنائية مع العديد من وزراء الخارجية والمسؤولين في دول عدم الانحياز.