وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال ورشة لمركز"شمس"- الدعوة لوضع إستراتيجية للعمل الإعلامي

نشر بتاريخ: 12/05/2012 ( آخر تحديث: 12/05/2012 الساعة: 18:48 )
نابلس- معا- أوصى مشاركون في ورشة عمل بضرورة العمل على وضع إستراتيجية للعمل الإعلامي وترجمتها إلى برامج عمل مع التركيز على قضايا المرأة وحقوقها. والعمل على إنتاج برامج توعية من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وذلك لرفع مكانة المرأة من خلال تعليم الفتيات والتركيز على أهمية التعليم وربط ذلك بالتنمية المجتمعية وأهمية إشراك المرأة شأنها شأن أي فرد في المجتمع. وإيجاد إعلام نسوي قادر على شرح قضية المرأة، وفق خطط موجهة، للمساعدة في حصول المرأة على كافة حقوقها. إنشاء مرصد إعلامي لخدمة المرأة وقضاياها تكون مهمته الرئيسية دراسة مضامين الأدوات الإعلامية من برامج ودراما وغيرها ورصد ما تنقله من صور عن المرأة مع التأكيد على أن يقوم المرصد برصد الواقع بسلبياته وايجابياته. استخدام وسائل الإعلام لتقديم صورة جديدة مختلفة عن الصور السائدة في الإعلام والتي تكرس دونية النساء.جاء ذلك خلال ورشة عمل حول صورة المرأة في الإعلام عقدها مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" في جامعة النجاح الوطنية ،وذلك ضمن أنشطة مشروع تعزيز مفاهيم حقوق الإنسان والحكم الصالح لطلبة كليات الشريعة في الجامعات الفلسطينية بدعم من مؤسسة المستقبل،حضر الورشة عدد ، من طلاب الكلية ،وقد افتتح الورشة عدلي قصول من المركز مرحباً بالحضور ، ومعرفاً في المركز وبأهداف المشروع.

من جانبه أوضح الأستاذ سهيل خلف أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية،أن وسائل الإعلام المختلفة لعبت دوراً بعيداً وواضحاً في تجسيد هذه الظاهرة من خلال تقديمها لصورة المرأة المستلبة أو السلعية الإيروتيكية أو الخانعة،لذلك لا بد من أن نخوض في كيفية تقديم صورة المرأة وتناول قضاياها في وسائل الإعلام العربية هو ما قد يكشف عن ماهية الأهداف التي تسعى وسائل الإعلام بشكل قصدي أو غير قصدي لتثبيته في الواقع ليقرأ درجة تميزه وصور وأساليب ما تنتجه كثير من أدواتنا الإعلامية في معالجة قضايا المرأة المختلفة.

وقال ليس هناك أدنى شك في أن وسائل الإعلام بمختلف أنواعها تعتبر قوة تشكيل للوعي وبناء الاتجاهات والقيم وخاصة الوعي الثقافي بدور المرأة في المجتمع ومما لا شك فيه أيضاً أن وسائل الإعلام المرئية تعد إحدى أهم هذه الوسائل لاستحواذها الكامل على جمهور المشاهدين وإدراكهم، وخاصة مع تواجد نسبة لا بأس بها من الأمية ،وقال أنه وبالرغم من تطور وسائل الاتصال وقنوات المعلومات إلا أن اتصالنا الإعلامي لازال بحاجة إلى تطور حتى نستطيع التعبير الصادق عن مجتمعنا وحركة التطور به.

وشدد على أهمية تناول الإعلام المرئي بصورة تصبغ الإيجابية في طرحها عن السلبية. ومن أول هذه القضايا كانت قضية المرأة ورؤية مجتمعها لأدوارها المتعددة سواء دورها في بيتها أو خارجه، سواء أن كانت عاملة أو موظفة، محامية أو قاضية، طبيبة ، فالمرأة هي المرأة مهما تعددت الأدوار.

وأوضح خلف على أن هناك ضرورة للاهتمام بتقديم برامج حول أساليب التنشئة المتوازنة التي ترتكز على مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين الجنسين،وعلى تنقية البرامج الإعلامية من الصورة النمطية للمرأة، وعدم الاقتصار على تقديم المرأة ككيان بيولوجي فقط وإبراز الكيان الاجتماعي والقدرات العقلية لها كإنسان وأهمية توسيع دائرة تناول برامج المرأة لقضايا المجتمع وعدم الاقتصار على قضاياها النوعية فقط، بما يسهم في تغيير نظرة المجتمع لاهتمامات المرأة وكذلك نظرة المرأة لذاتها،وتطوير وتكثيف البرامج الإعلامية المهتمة بشؤون الأسرة بما يواكب المتغيرات ويطرح قضايا العصر في إطار تناول المسئولية المشتركة لمختلف أفراد الأسرة، والاهتمام بتقديم برامج تحفز المرأة على المشاركة في صنع القرار، مع إبراز قيمة هذه المشاركة في تغيير اتجاهات المجتمع نحو انتخاب النساء لمختلف المواقع. وكف وسائل الإعلام عن تقديم المرأة بصورة غير لائقة وكوسيلة للإغراء والاستهلاك، مع ضرورة إبراز الصورة الإنسانية والحضارية للمرأة. وضرورة إبراز الأدوار المتعددة للمرأة المشاركة للرجل في كافة مناحي الحياة، وإتاحة الفرصة لقطاعات أوسع من النساء لإبراز دور المرأة وحجم إسهامها في إدارة شئون المجتمع اجتماعياً وسياسياً وثقافياً واقتصاديا، وتقديم القيادات النسائية الناجحة في المجتمع وإظهار السيرة الذاتية للنساء الفلسطينيات اللاتي شاركن في الحياة العامة وقدمن النموذج والقدوة للمرأة الواعية والمثقفة الناجحة .ولاهتمام ببرامج التدريب المرئي في التليفزيون لتنمية مهارات المرأة ، وأن تكون هناك برامج مخصصة لدعم وتنمية المرأة.

وبين أنه ومن خلال نظرة أولية نجد أن صورة المرأة في الإعلام لا تزال قاصرة وتعالج بطرق سطحية فالإعلانات مثلاً تكون المرأة فيها غالباً النبض والشكل ويقدم الإعلان المرأة شكلاً بعيداً عن الصورة التي تطمح إليها بحيث تكون أكثر إنسانيةً ولكن تلك الصورة الإنسانية لن تتحقق إلا عبر معالجة جدية لقضايا المرأة وذلك من خلال جملة من النظم والقوانين وأيضاً باتخاذ مواقف من القانون العاجز الذي يحمل للمرأة التمييز عن الرجل باعتبارها أقل منه في الحقوق ومعالجة قضاياها التي تكرسها الأعراف والتقاليد والفهم الموروث عن دورها وما تمثلهُ للذكور. هذا الفهم الذي عمره قرون مازال مزدهراً في مجتمعاتنا مع وجود من يرعاه ويغذيه من أصحاب النظرة القاصرة والذكورية البحتة وغياب الحرية والتطور في القوانين المتخلفة عن العصر الراهن.

وقال خلف أن هناك صورة سلبية للمرأة تتمثل في افتقار المرأة إلى هوية مستقلة حيث تصورها بعض وسائل الإعلام ضمن برنامج (إلى ربات البيوت) بأنها جزء من بيت الزوجية لا يكتمل دورها إلا بالإنجاب، وهي تسقط فريسة للضعف إن لم يكن الضياع إذا خسرت الرجل، ويستبد بها وبمعنى آخر تستمد ذاتها من ذات الرجل، على أنه ينبغي التنبه في هذه البحوث إلى حقيقة أن وسائل الإعلام الجماهيرية في العالم وربما في العالم الثالث بصفة خاصة تخضع لسيطرة أجهزة الدولة، بمعنى أنها تخضع لنوع من الرقابة الفعلية أو الضمنية، وأنها قد لا تكون معبرة عفوياً أو بالضرورة عن الصورة الحقيقية للمرأة في أرض الواقع المعاش، وعلى الأقل ينبغي وضع نقطة ملكية الوسيلة الإعلامية وأسلوب إدارتها والقواعد التي تحكم أداءها موضع الاعتبار لدى تقييم أية محصلة تخرج عنها، كذلك لا يمكن رؤية صورة المرأة كما تعرضها وسائل الإعلام بمعزل عن التيارات الفوقية والتحتية التي تؤثر في بنية المجتمع والى التجديد، وهناك رأي يقول بأنه قد آن لأجهزة الإعلام الجماهيرية أن تصرف النظر عن البرامج المخصصة للمرأة وكأنها فئة خاصة من فئات المجتمع.