|
تنظيم ورشة بعنوان "المؤثرات العقلية وحوادث السير" بالقدس
نشر بتاريخ: 14/05/2012 ( آخر تحديث: 14/05/2012 الساعة: 18:46 )
القدس- معا- عقدت مؤسسة المقدسي، اليوم الاثنين، في مقر محافظة القدس في بلدة الرام ورشة عمل حول علاقة المؤثرات العقلية من مخدرات وعقاقير وأدوية مسكنة على حوادث السير في الأراضي الفلسطينية ومحافظة القدس بصورة خاصة.
وقد افتتح محافظ مدينة القدس المهندس عدنان الحسيني الورشة بشكر الحضور على اهتمامهم بهذه القضية الخطيرة. وتحدث بدوره عن دور اللجنة المقدسية العليا لمكافحة المخدرات والتي تعمل حاليا لتحقيق هدفها بإنشاء مركز للعلاج والتأهيل في مدينة القدس، في ظل الزيادة الملحوظة لظاهرة التعاطي في المدينة، ونوّه بدوره للتعاون مع مؤسسة المقدسي في هذا المجال. أما طاهر النمّري، رئيس هيئة الإشراف في مؤسسة المقدسي لتنمية المجتمع، فقد رحّب بالحضور وشكر المحافظة على احتضانها لهذه الورشة، وتعاونها الدائم مع المقدسي في موضوع مكافحة الإدمان، وأشار إلى أهمية دمج موضوعي الإدمان وحوادث السير. أما كلمة رئيس المجلس الأعلى للمرور في وزارة النقل والمواصلات، فقد ألقتها فريدة الجيوسي، مديرة التوعية والإعلام المروري في المجلس، والتي أكدّت خلالها على أن حوادث السير هي المسبب الأول للوفيات في منطقة الشرق الأوسط، مشددة على أهمية التوعية لموضوع السلامة المرورية ونشر مفاهيمها في بيوتنا ومدارسنا كضرورة اجتماعيه. وأضافت:"تم إنشاء المجلس والذي يجمع عدة جهات حكومية ومؤسسات ذات علاقة، للعمل على معالجة مشكلة الحوادث المرورية من خلال اجراء العديد من الدراسات والحملات التوعوية لاحداث تراكم معرفي لدى مستخدمي الطرق". تنامي في نسب تعاطي المخدرات والترويج لها في القدس أما العقيد عبد الجبّار برقان، مدير إدارة مكافحة المخدرات، فقد أشار إلى أن الأعوام الثلاثة الماضية شهدت تناميا خطيرا في كميات المخدرات التي يتم ضبطها، وعدد التجار والمروجين، والمتعاطين، حيث يتم ضبط ما بين 8-13 كيلو حشيش سنويا، الأمر الذي يمكن اعتباره معتدلا بالمقارنة مع بقية الدول العربية "ولكن المشكلة الأكبر تكمن في الحبوب المهلوسة والمنشطة التي يتم ضبطها بالالاف لدى الشباب سنويا"، كما أضاف قائلا:"المؤشرات اليوم تدل على بداية تكوين "مجموعات منظمة" تقوم بتوزيع هذه الحبوب والمتاجرة فيها، الأمر الذي يزيد من امكانية حدوث حوادث السير، خاصة في ظل تحول الأمر إلى ظاهرة". كما أشار برقان إلى مناطق التماس مع حدود 48 تعتبر مناطق ساخنة في مجال التهريب، وأهمها جنوب الخليل وقلقيلية، من الشمال، بالإضافة إلى الطرق الإلتفافية التي تسيطر عليها دولة الإحتلال، حيث يتم هناك التهريب تحت أعين الشرطة الإسرائيلية. كما أشار برقان إلى ظاهرة "الشدة العصبوية" التي يلجأ إليها تجار ومهربو المخدرات في حملات الشرطة، حيث يلجأ هؤلاء في حال امساك الشرطة لهم والقبض عليهم إلى العائلة والحمولة لتحميهم لحظة الإعتقال الأمر الذي يؤدي إلى القبض على كميات المخدرات من دون مهربيها. كما وضّح أن الشرطة الفلسطينية تعمل في ظروف صعبة في مدينة القدس نظرا للمحددات والمعيقات، وأعلن أن فئة العمّال الذي يعملون في السوق الإسرائيلية أكثر فئات المدمنين والمهربين لقدرتهم على التنقل من وإلى اسرائيل ونقل المخدرات. إدمان الأدوية وحوادث السير أما الدكتور فواز صيام، رئيس نقابة الصيادلة فقد تحدث بدوره عن الأدوية التي تؤثر على عقل الإنسان وتسبب له الإدمان، والمنتشرة لدى فئة الشباب. وأضاف قائلا:"نحن نعمل في النقابة على اتخاذ خطوات شديدة بهذا الخصوص حيث قمنا بتصنيف جميع الأدوية الموجودة في الصيدليات المرخصة حسب تأثيرها على العقل والحالة النفسية، بحيث يمنع وصف أدوية معينة من دون وصفة طبيب مرخّص وصيدلي منتسب للنقابة، حيث يوجد سجل لكل نقابة يشتمل على كميات الأدوية المهدئة التي تدخل الصيدلية والتي يتم صرفها، ومشكلتنا الرئيسية حاليا تتمثل في الصيدلية الموجودة في المناطق الفلسطينية المصنفة "ج"، ومحافظة القدس اجمالا حيث تكثر الصيدليات في عناتا وكفر عقب وجنوب الخليل والتي يرفض أصحابها الإنصياع لأوامر النقابة". كما أشار صيام إلى أهمية دور الصيدلي في توعية المرضى بنوع التأثير الذي يؤدي إليه كل دواء وخاصة تلك المسكنة والتي تؤثر بصورة مباشرة على القدرة على القيادة حيث لا يكفي الإكتفاء بالتعليمات والإرشادات الموجودة داخل علب الأدوية. منذ العام 2008 عدد حوادث السير في ارتفاع أما المقدّم أبو زنيد أبخو زنيد، نائب مدير إدارة المرور، في وزارة الداخلية، فقد أطلع الحضور على أهم المواد المتعلقة بتعاطي المخدرات وشرب المواد المسكرة في القانون الفلسطيني، والتي تخدم الشرطي الفلسطيني في مجال التعامل في حالات القيادة تحت تأثير المخدرات، كما شرح للحضور طريقة عمل أجهزة فحص شرب الكحول التي تستخدمها الشرطة. وعن عدد حوادث السير المرتفع منذ العام 2008 أشار المقدم أبو زنيد إلى أن 89% من أسباب هذه الحوادث عبر دراسة أجرتها الداخلية يعود إلى أسباب الشخصية، ومن أبرزها عدم المحافظة على المسافة الآمنة، والتحول عن مسلك السير. وقد شهدت نابلس ورام الله أعلى نسب لحوادث السير خلال عام 2010. الحشيش أكثر مخدر يسبب الفصام العقلي وضّح الدكتور حازم عاشور رئيس الوحدة النفسية في وزارة الصحة، أهمية الصحة النفسية بعد حوادث السير لأن انعدامها يؤدي إلى لجوء المتضررين نفسيا إلى الإدمان بعد تعرضهم للصدمات اللاحقة للحوادث، كما أشار إلى خطر الحشيش الذي يعتبر من أخف أنواع المخدرات ولكنه يؤدي إلى الفصام العقلي وانفصام الشخصية. وفي نهاية الورشة شارك "أبو صلاح" وهو مدمن متعاف بتجربته الشخصية حيث أدت قيادته مع أصدقائه تحت تأثير المخدر إلى حادث سير مفجع في عام 1986 الأمر الذي أدى إلى تضرره الكبير جسديا ونفسيا، كما كان قد خسر العديد من أفراد عائلته لذات السبب. وفي النهاية قام الرائد عبد الله عليوي من وزارة الداخلية باختزال أهم التوصيات التي خلصت إليها الورشة وفتح باب النقاش أمام الحضور حول الجلسات التي تناولتها الورشة. وجاء من أهم هذه التوصيات:رفع الوعي لدى المجتمع بصورة عامة حول العلاقة المباشرة بين الإدمان على المخدرات والمواد المسكرة وبين حوادث السير، واستخدام الأنشطة اللامنهجية في المدارس لهذا الغرض. واستهداف الفلسطينيين في مناطق "ج" في حملات التوعية خاصة في ظل الغياب الفعلي للشرطة الفلسطينية هناك. وضبط السيارات العمومية غير المرخّصة والتشديد على السائقين بصورة عامة فيما بتعلق بأدبيات القيادة. ومراقبة أنواع الأدوية الموجودة في الصيدليات الفلسطينية ومدى تأثيرها على الشباب بصورة خاصة، ومراقبة عمليات بيع الأدوية، بالاضافة الى تحسين البنية التحتية للشوارع الفلسطينية. وتعزيز دور شرطة المرور في تطبيق القانون، والاهتمام بالشوارع التي تكثر فيها حوادث السير والإنتباه إلى المدن والأماكن التي يسهر فيها الشباب ليلا وتكثر فيها نسب التعاطي. |