|
الأمطار غسلت هموم الغزيين.. وأذرعهم الى السماء "يا رب إنشر الامن والامان"
نشر بتاريخ: 28/12/2006 ( آخر تحديث: 28/12/2006 الساعة: 11:41 )
غزة- معا- ديالا عبد الهادي- استجاب سبحانه وتعالى لدعاء الثكلى بالفرج من عنده فأنزل الله أمطار الشتاء فغسلت جميع الهموم التي أنتجتها "أمطار الصيف" تلك العملية العسكرية التي نفذتها قوات الاحتلال الاسرائيلي وأودت بحياة وجرحت الكثيرين من أبرياء الشعب الفلسطيني أعقبها اقتتال داخلي فلسطيني في كل من غزة والضفة قتل أبهى معالم النضال الذي شهده العالم للفلسطينيين.
تمر هذه الأيام على محافظات الوطن كالحلم حيث يستفيق الشعب الفلسطيني في مختلف محافظاته على أصوات الأمطار وطقطقة حبات الثلج على أسقف المنازل وسقوطها على وجوه المارة في الطرقات ذاهبين إلى عملهم في أمان تداعب وجوههم وهم في ساعات الصفاء بعد أن مضت ساعات الهم والحزن ورائحة الدم وأنين الثكلى. تنفس الفلسطينيون الصعداء متناسين ما أصابهم في الماضي و بدأوا يتجاذبون أطراف الحديث في كل لقاءاتهم عن ضيف جميل غسل الهم وحل بالخير حتى أن غضبهم على السلف البنكية التي وفرتها الحكومة لهم قبيل عيد الأضحى والذي حل محل الرواتب الشهرية الكاملة التي كانوا يتقاضونها بات أقل حيث تشهد الأراضي الفلسطينية هروبا للخوف بتوقف الاقتتال الداخلي وزيارة للتفاؤل. الشاب سراج حمد تمنى للحكومة الفلسطينية والفصائل الاتفاق والعمل من أجل" توفير أمان على طول" كما قال، حيث عبر عن رضاه بالفقر المشروط بالأمان والاستقرار مضيفا " ياه أجى المطر غسل أيام مرة زي العلقم الله لا يعيدها". وعبر سراج عن تخوفه من أن تكون هذه الساعات التي تسبق العاصفة قائلا:" الله يعدي أيام العيد على خير" مستطردا رغم سوء الحالة الاقتصادية والحصول على أساسيات الحياة والتناسي لكل الكماليات إلا أن معالم الراحة بدأت ترتسم على الوجوه. الحاج أبو حسن (60 عاما) يعمل بائع في احد المحال التجارية قال:" لما شفت المطر قلت خير، ولما عدا يومين وما سمعت حوادث دم قلت أجت رحمة ربنا" مردفا بالقول إن السلف البنكية التي تلقاها موظفو الحكومة أنعشت البيع قليلا إلا أن سعادته كانت لما بشرت به الأمطار من الخير بتوفير الأمان ووقف النزاعات بين حركتي فتح وحماس. وفرّق أبو حسن بين الأيام التي سبقت تشكيل الحكومة بالأيام التي تسبقتها قائلا "لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع لقد كان اختلاف الفصائل يأتي بالخير في السابق ويفتح بصيرة الشعب لمواجهة الاحتلال ولم أكن أتوقع يوما أن يحقق الاختلاف في الآراء الداخلية القتل والدم هكذا". المواطنة "أم مرتجى" عبرت عن سعادة بالغة بالهدوء السائد في الشوارع والأمان الذي حل ضيفا عزيزا على منازل المواطنين قائلة:" تمنيت هذا اليوم الذي لا أسمع فيه أبدا أن أحد العائلات فقدت عزيزا الحمد لله". |